رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا ينتظر بشر ودراج؟

المتابع للأوضاع في مصر يدرك ،منذ السقوط المدوي لإدارة محمد مرسي في الثالث من يوليو ، أن محمد علي بشر وعمرو دراج هما محط آمال الكثيرين ممن يرون للإخوان مستقبلا سياسيا في مصر . ولست ممن يرون أو لا يرون رأيا في مستقبل الإخوان . لي بالتأكيد رأي في مدى صلاحية الإخوان للعب دور

سياسي. أعتبرهم غير قادرين إلا على دور «المخدماتي» لصالح هذا الطرف أو ذاك وأن السبب الرئيسي في سقوطهم هو أنهم اختاروا دور السيد وهم لم يخلقوا إلا لدور التابع: تابع فؤاد في دعاية عقيمة لتنصيبه خليفة، تابع القصر والسراي في الكيد للوفد وزعيمه مصطفى النحاس ، تابع القوى الإقليمية في محاربة مصر الناصرية ،تابع أنور السادات في أمور كثيرة أقلها خطرا محاربة الناصريين والشيوعيين في مصر ، تابع حسني مبارك في مسرحية التعددية التي طوت صفحتها انتخابات 2010. هذا هو دور التابع الذي ضمن لهم البقاء. أما دور البطل الرئيسي فلم يكونوا مؤهلين له. وتورطهم فيه وعجزهم عن تحمل تبعات النجاح ثم عن تحمل  تبعات الفشل يسقط عنهم الحق في دور في حياتنا العامة.
ولكن المستقبل السياسي لهذه الجماعة لا علاقة له بالصلاحية . ولو أن للصلاحية دورا في تقرير مستقبل جماعة كهذه لاختفت من الوجود كلية منذ أزمة 1954عندما اختارت أن تعادي أهم زعامة وطنية في تاريخ العرب المعاصر (أهم زعامة في العالم خارج أوروبا في المائة سنة الأخيرة حسب إذاعة البي بي سي ومجلة التايم الأمريكية) وهي زعامة جمال عبد الناصر بمجرد توقيع عبد الناصر على اتفاقية الجلاء ، ثم أعلنت الحرب بلسان سيد قطب في 1965 على عبد الناصر ، بمجرد أن أتم بناء السد العالي وألغى الماسونية ، وجعلتها حربا على الدولة المعاصرة وعلى الحضارة الإنسانية المعاصرة باعتبار أن عبد الناصر كان آنذاك تجسيدا للحداثة.
يكفي هذان الخطآن للجزم بأن هذه جماعة غير صالحة للعب أي دور في الحياة العامة . ورغم ذلك فقد ضمنت لها الظروف المحلية والإقليمية والدولية ، من ذلك التاريخ وإلى اليوم ، دورا باقيا، ما زلت أجزم بأنه دور لا يتعلق بالصلاحية. وعندما نزلت جموع الشعب المصري ، في 30 يونية الماضي ، كما لم تنزل منذ التاسع من يونية 1967 لتقرر الوجهة التي يتعين أن يمضي إليها التاريخ المصري تصورت أن فيل الدولة ربما يكون قد دهس ضفدع الإخوان وانتهى الأمر. لكني رأيت الفيل يكتفي بأن يضع الضفدع في مكانه وأن يذكره بحجمه وبحدود قوته كضفدع .
إذن فالإخوان باقون في حياتنا العامة وسيكون لهم دور ما . هم باقون معنا لأن هناك معادلات محلية وإقليمية ودولية تحتم ذلك . والأسماء المرشحة لضمان استمرار بقاء الإخوان كثيرة ومعروفة  ، منها كمال الهلباوي ومحمد حبيب ، ومنها محمد علي بشر وعمرو دراج. ومن الواضح ان بشر ودراج قد يناط بهما الدور الأخطر ، الدور المتصل ببقاء هذه الجماعة ،وفق شروط جديدة بكل تأكيد، ككيان سياسي ، وليس كعنصر من عناصر الثقافة السياسية العامة على النحو الذي قد يتكفل به رجل مثل كمال الهلباوي أو مثل

محمد حبيب.
فلماذا لا يطرح محمد علي بشر وعمرو دراج تصوراتهما حول مستقبل الإخوان على الرأي العام؟ هذان رجلان يحوزان ثقة قطاعات لها وزنها في الدولة والمجتمع كما هو واضح من مجرد مطالعة الصحف ومتابعة برامج التلفزة وتحليل ما يقال عنهما وما ينسب إليهما. ومن حق الرأي العام أن يعرف ماذا ينتويان . لا أتحدث هنا عن «صفقات» سياسية قد يطمح الإخوان إلى عقدها مع هذا الطرف أو ذاك ولا أتحدث عن شروط من أي طرف من الأطراف ومدى قبول او رفض أي طرف آخر لها ، بل أتحدث عن «صورة العالم» في العقل الإخواني الآن بعد تجربة 2011-2013 . هل مازال العقل الإخواني فضاء مسكونا بأشباح الماضي البعيد؟ هل انفتحت في جدرانه نوافذ على أمور مثل التنمية والعدالة الاجتماعية وحقوق المواطنة وسيادة القانون؟ هل لا يزال ضفدع الإخوان يظن نفسه قادرا على ابتلاع فيل الدولة ولو بعد حين؟ لا أقصد الفوز في انتخابات مقبلة فهذا ممكن لكل من يجتهد ولو بترديد الشعارات ودغدغة المشاعر الوطنية والدينية .أقصد بوهم ابتلاع ضفدع الإخوان لفيل الدولة أن يحاولوا ،مرة أخرى إن أتيح لهم ذلك ، هدم بنية الدولة وإعادة بنائها على هواهم.
نريد من الرجلين اللذين أثنى عليهما سياسي محترم ورجل دولة قدير مثل عمرو موسى في حديث صحفي له قبل أيام أن يخرجا عن إطار التكتم المريب الذي صار ماركة مسجلة للإخوان في كل العصور . لا نطلب منهما أن يكشفا لنا عما يدور في الغرف المغلقة بل نريد منهما أن يتحدثا عن مصر المستقبل كما يريانها والدور الذي يريدانه لجماعتهما فيها . قرأنا مقولة منسوبة في التراث الإسلامي لعلي بن أبي طالب ومنسوبة في التراث اليوناني لأرسطو وهي «تكلم يا رجل حتى أراك» وهي التي عبر عن مدلولها حكماء العرب بقولهم» عقل المرء مخبوء تحت لسانه» ونحن نطالب محمد علي بشر وعمرو دراج بأن يتكلما عن المستقبل حتى نراهما كسياسيين لأن صورة المستقبل وليس أحزان الماضي هي قضية الساعة. فلماذا لا يتكلمان؟ ماذا ينتظر هذان السيدان؟