رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«حبيب» مرشدًا للإخوان المعتدلين

الدكتور محمد حبيب، أستاذ جامعة محبوب من زملائه في جامعة أسيوط، حيث انتخبوه رئيسًا لمجلس إدارة ناديهم أكثر من مرة.. بل وكان محبوباً من شعب أسيوط الذي أنتجه نائباً عنه في مجلس الشعب.. وكنا نلتقى به كل شهرين في المؤتمر الدورى العام لرؤساء نوادى أعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية إذ نتباحث ونتنافس في مشاكل الجامعة ومشاكل البلاد، ونصدر قرارات وطنية عظيمة لإسهام الجامعات في حل مشاكل الوطن بالرأى العلمي السليم.

وعندما كان يأتي الدور علي الدكتور حبيب رئيس نادى أسيوط، كنا ننصت لما يقول بأسلوبه الهادئ العاقل بمسئولية الكلمة دون شطط أو جنوح للعنف مما جعله موضع حب جماعة الإخوان المسلمين التي وصل فيها إلي درجة نائب المرشد الأسبق.. ثم استقال واعتكف بعيداً عن الجماعة دون أن يركن للسلبية في مشاكل البلاد، إذ رأيناه ينشر مقالات بالصحف تخالف تماماً مواقف قيادات الإخوان التي أوصلت الجماعة إلي الأزمة الحالية.
وقد تحدث الدكتور حبيب عن هذه الأزمة في مقال منشور بجريدة «المصرى اليوم» الأحد الماضى تحت عنوان «لصوص الأوطان» ويقصد بها الأمريكان الذين يخططون لضرب سوريا وتحويلها إلي دولة مهلهلة كما فعلوا بالعراق خدمة للأهداف الصهيونية لإضعاف الدول العربية جيشاً وشعباً حتي يتسيد الإسرائيليون منطقة الشرق الأوسط كما خطط زعماؤهم وأعلنوه في بروتوكولات حكماء صهيون.. ثم علي لسان كونداليزا رايس وزيرة خارجية أمريكا في تصريحها الشهير بتقسيم الموحد وتجزئة المقسم في المنطقة لصالح الإمبريالية الأمريكية الإسرائيلية.
فالدكتور حبيب يقول في مقاله يوم الأحد الماضى:
هل يمكن أن ننسى ما فعلته الإدارة الأمريكية في حربي الخليج الأولى والثانية؟ أو ما فعلته عندما غزت أفغانستان واحتلت العراق؟ هل ننسى ما فعله ولايزال يفعله العدو الصهيونى علي أرض فلسطين؟ ومع ذلك وجدنا من يعقد مع لصوص الأوطان اتفاقات أو صفقات.. لقد رأينا قيادات الإخوان الحالة لا تقرأ وقائع التاريخ، ولا تنصت للناصحين والمحذرين.. جاءوا عما قلناه طيلة عقود من أن الإدارة الأمريكية لا يمكن أن يُطمئن إليها، فهي تكذب كما تتنفس، وتنقص اليوم ما أبرمته بالأمس، والمتغطى بها عريان، وبالرغم من ذلك وجدنا القيادات تمد جسور الصلة مع الإدارة الأمريكية حتي يصلوا للحكم.. وبعد أن وصل الإخوان إلي سدة الحكم ظهر ما كان خافياً.. رأينا كيف التزم الإخوان الصمت تماماً عندما أعلن أوباما أن القدس عاصمة أبدية لإسرائيل! ومن قبل ذلك الخطاب الفضيحة الذي أرسله مرسى إلي السفاح شيمون بيريز صديقه الوفى يتمني له فيه الرغد لبلاده!! وتم تشييع الهتاف الشهير «علي القدس رايحين» شهداء بالملايين إلي مثواه الأخير، وتُركت سيناء مرتعاً لمنظمات العنف والخطف والقتل لجنودنا وضباطنا.
ويتابع الدكتور حبيب قوله:
وفي ختام عام من الفشل والضياع والإهانة قامت ثورة 30 يونية من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والاقتصادية والاستقلال الوطنى.. وعندما تم عزل الإخوان عن سُكرة الحكم في 3 يوليو، قامت قيامة لصوص الأوطان (يقصد الأمريكان).. كأن زلزالاً وقع وكارثة حلت.. ولم يكن ذلك عشقاً من أجل سواد العيون ولا عشقاً لذوات الإخوان ولا هي من أجل الديمقراطية.. القضية هي آمال وطموحات المشروع الأمريكي الصهيونى في مصر والمنطقة التي أطاحت بها

ثورة 30 يونية.. وطالما أطيح بالآمال والطموحات فلا يأس من محاولات أخيرة لإضعاف وإنهاك الجيش المصري والتحريض عليه ونشر الفوضى والقيام بأعمال قتل وعنف وتخريب، وإيقاظ صراعات مذهبية وطائفية.. والغريب أن الإخوان ومن ناصرهم -تحت تأثير صدمة ضياع السلطة- مضوا إلي تنفيذ هذا المخطط وهم مدركون أنهم سيفشلون لا محالة، وأنهم يحفرون قبورهم بأيديهم.. ولكن ماذا نصنع مع قيادات كان حظها من الغرور والغباء والحمق عظيماً؟.. ولا أستطيع أن أنسي فرحة بعض الإخوان عندما سمعوا خبراً زائفاً عن وصول بوارج أمريكية إلي شواطئنا، ولا ذلك الهتاف المشين (يوم الجمعة العصر.. أمريكا حتدخل مصر)، مما يعني أن فكرة الدولة والوطن عند هؤلاء تحتاج إلي مراجعة شديدة).
كل ذلك كان قد عرضه الدكتور حبيب في مقاله يوم الأحد الماضى، واتفق معنا فيما قلناه بمقالنا في جريدة «الوفد» بعنوان: (الإخوان غير الوطنيين).. فهم يحملون جنسية الوطن المصري ولكن لا يستحقون لقب وطنيين بعدما ارتكبوا من مجازر ضد الوطن وقتل جنود وضباط قواتنا المسلحة والشرطة المصرية وهدم وحرق أقسام الشرطة المصرية والكنائس لإظهار مصر أمام العالم وأمام الأمريكان بصفة خاصة أن الدولة المصرية أصبحت دولة متهرئة ممزقة مثل سوريا تستحق ما تستحقه سوريا من تدخل دولى بقيادة الأمريكان لصوص الأوطان كما وصفهم الدكتور محمد حبيب نائب المرشد الأسبق المستقيل الذي انفصل عنهم لعدم تحمله شطط القيادات الإخوانية التي حفرت قبورها بأيديها بسبب الغرور والغباء والحماقة.
والسؤال هو.. لماذا أعدنا نشر معظم مقال الدكتور حبيب؟.. لأنه يثبت أنه كان أحد عقلاء جماعة الإخوان المسلمين مع آخرين يتسمون بالعقل والرزانة والحكمة، ولا يجيدون العنف والإرهاب الذي جعل الرأي العام المصرى يكره جماعة الإخوان كراهية العمى.
ولكننا لا نريد من الأستاذ الدكتور محمد حبيب أن يكتفى بكتابة المقالات.. بل عليه أن ينهض لجمع عقلاء الإخوان مثله في مؤتمر عام وليكن في نقابة الصحفيين بالقاهرة لإعلان موقفهم الصريح الرافض لسياسات قيادات الإخوان، ووضع ميثاق جديد للإخوان الوطنيين المعتدلين والمشاركة في الحياة السياسية بفكر ومنهج مدني يكون مقبولاً لدى شعب مصر.. والله الموفق.