عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قطايف رمضان

انتصف شهر رمضان المبارك.. وكان لرمضان هذا العام مذاق مختلف بعد ثورة 30 يونية، التي أعادت لمصر وجهها المشرق وأزاحت كابوس الإخوان في ثورة شعبية لا مثيل لها في التاريخ.

ورمضان هو شهر المسلسلات، وقد تميز هذا العام بقلة الأعمال التي عرضت فيه من مسلسلات لم تتجاوز أربعين مسلسلاً، وكان ضعف هذا الرقم قد عرض العام الماضي.
وبنظرة أولية لمسلسلات هذا العام نجدها تختلف عن الأعوام السابقة، فلأول مرة يقوم النجم الكبير عادل إمام ببطولة مسلسلين في عامين متتاليين لنفس المؤلف، ويبدو مسلسل عادل إمام هذا العام - العراف - وكأنه كوكتيل لأعمال سابقة لعادل إمام، كذلك يحتجب النجم الكبير يحيي الفخراني عن رمضان لأول مرة، فقد كان يحيي الفخراني فاكهة رمضان كل عام.
والملاحظ هو قلة الأعمال الصعيدية، فهناك مسلسل وحيد للنجم نور الشريف، وهو يدور في إطار مختلف عن الحواديت الصعيدية المعتادة، ودور نور الشريف في مسلسل «خلف الله» عن رجل تموت أسرته في حادث فيحدث تغيير شامل في حياته، وتصبح له القدرة علي التنبؤ بالأحداث واستخراج الأرواح النجسة ممن يتلبسونهم.
هناك أيضاً مسلسل «الزوجة الثانية» المأخوذ عن الفيلم الشهير، وللأسف جاءت معالجة المسلسل بشكل غير جيد، وربما يشكل إساءة للفيلم الذي يعتبر من كلاسيكيات السينما المصرية، فسعاد حسني وشكري سرحان وسناء جميل لا يمكن تقليدهم، كذلك الراحل صلاح منصور، وهو نفس الأمر الذي حدث في أعوام سابقة بتحويل معظم الأفلام إلي مسلسلات ولم تكن النتيجة مرضية، وقد آن الأوان لإيقاف هذا العبث بتراثنا السينمائي وتشويهه، ولابد من وضع ميثاق شرف في هذا الأمر.
كما يشهد هذا العام عودة للنجمة مني زكي، والنجمة منة شلبي، بعملين متميزين، أولهما هو «آسيا»، والآخر «نيران صديقة»، والملاحظ أن مسلسل «آسيا» يعتمد علي تيمة فقد الذاكرة، وكذلك مسلسل آخر هو «اسم مجهول» للنجم يوسف الشريف، كذلك هناك عملان مأخوذان عن روايتين، أولهما «ذات» عن رواية صنع الله إبراهيم، والثاني هو «موجة حارة» المأخوذ عن رواية للراحل أسامة أنور عكاشة، وأعتقد أن السبب الأساسي في تيمة هذين العملين، هو أنهما مأخوذان عن روايتين، وأيضاً لتميز الإخراج والتمثيل في العملين.
كما يعود الكاتب الكبير وحيد حامد بمسلسل «بدون ذكر أسماء»، وهو دراما كاشفة لكثير من الأحداث في مصر في الثمانينيات، يضع فيها وحيد حامد رؤيته الخاصة، وبالذات

في مجال تنامي التيار الديني في مصر.
ولأول مرة منذ سنوات يعود للشاشة الصغيرة لون من ألوان الدراما كانت تفتقده وهو الخيال العلمي في مسلسل «الرجل العناب».
أما أهم ظواهر هذا العام فهو زيادة عدد المؤلفين الشبان، وبعضهم يكتب للفيديو لأول مرة، وبعضهم يقدم تجربته الثانية أو الثالثة، وأغلبها كانت تجارب متميزة مثل «فرعون» و«نيران صديقة» و«خلف الله» و«تحت الأرض و«اسم مؤقت»، ولعل دخول مخرجي السينما بكثرة إلي مجال الفيديو، قد قدم صورة وإيقاعاً مختلفين، فيهما من التميز الكثير جداً.
وأتوقف هنا أمام ظاهرة تبدو واضحة للعيان في مسلسلات هذا العام، وهو اعتمادها علي الأكشن والمطاردات، وطرح الألغاز التي تتكشف داخل العمل مع عرض حلقاته، وهو لون من الدراما له جمهور عريض، وإن كانت لنا بعض المآخذ علي هذه الأعمال، فأغلبها يبدو فيه العنف والقتل وإسالة الدماء مسيطراً بشكل كبير، وربما كان ذلك بتأثير الواقع الذي نعيشه ولا يخلو من هذه الأمور، وإن كانت زيادة ذلك العنف ومشاهد القتل قد يصرف بعض المشاهدين، ناهيك عن استخدام بعض الألفاظ والمشاهد التي لا تليق بشهر رمضان، ولدرجة جعلت صناع مسلسل «موجة حارة» يضعون لافتة أنه للكبار فقط!
أما التليفزيون الرسمي، فقد تواري عن المنافسة إلا قليلاً، وكان أبرز ما عرضه مسلسل «أهل الهوي» للكتاب الكبير محفوظ عبدالرحمن، وكذلك مسلسل «ربيع الغضب» وهو من إنتاج شركة «صوت القاهرة»، ومن إخراج محمد فاضل، وما أتمناه في القريب العاجل أن يعود الإنتاج التليفزيوني الحكومي لسابق عهده، علي يدي وزيرة الإعلام القديرة د. درية شرف الدين.