رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اثبت مكانك.. الميدان ميدانك

بكل لغات العالم يمكن القول وبلا تحيز، إن المصريين بطبيعتهم هم أطيب شعوب الأرض وأشدهم إخلاصاً وحرصاً علي دينهم ومعتقداتهم، ولكنهم علي الجانب الآخر أشدهم إصراراً وأقواهم عزيمة وإرادة، وقد استبان ذلك واضحاً وجلياً في ثورة 30 يونية التي أبهرت الدنيا بملايين الجماهير الهادرة التي خرجت من كل شوارع وحواري مدن مصر وقراها تهتف ملء الحناجر بسقوط النظام البغيض الذي جثم علي صدر الشعب طيلة عام كامل سامه فيه الخسف ونكل بأحراره وعذب ناشطيه، وظلت الأعلام تخفق في ربوع البلاد حاملاً إياها الأطفال والشباب والرجال والنساء، كل أطياف المجتمع خرجت في ذلك اليوم المهيب معبرة عن آرائها رافضة ما حاق بها من ظلم واستبداد اشتكت منه الأشجار والعباد.

ولم تكن أكبر وأدق مخابرات العالم يمكن أن تتوقع أو أن يكون بوسعها ولو للحظة هذا التدفق الجماهيري الأسطوري الذي ليس له مثيل علي امتداد التاريخ ولكن لأننا في مصر، فحينما يهب شعبها كالطوفان فإنه يحقق ما يبغي وينفذ ما يريد، وها هي مصر قد عادت إلي شعبها بعد غياب واعتلت الابتسامة الوجوه وما كان يعانيه الشعب من مشاكل حياتية في الكهرباء والبنزين والسولار والبوتاجاز قد تبخر بقدرة قادر!، وأصبحنا نري وجوهاً جديدة بعد أن كانت عبوساً قمطريرا وعادت لغة التسامح إلي طباع المصريين بعدما افتقدوها وظهرت أواصر المحبة بين المسلمين والمسيحيين كما كانت.
غير أننا ونحن في خضم هذه الأفراح والليالي الملاح واحتفالنا في الميادين بشهر رمضان الكريم استكثر فريق المؤيدين من المتأسلمين والقابعين في إشارة رابعة العدوية وأمام حديقة الحيوانات علي شعب مصر الفرحة فأرادوا أن ينغصوا عيشتهم وأن يرسلوا إليهم رسالات الترهيب والوعيد وصاروا يفتعلون المشاكل بل ويقتلون بعضهم البعض لإلصاق التهم بالجيش، كما تجرأوا علي وحدات الحرس الجمهوري، مستخدمين الأسلحة النارية والمولوتوف والأسلحة البيضاء والحجارة في التعدي عليها مع إغلاق الطرق الرئيسية والمنافذ والمداخل للشوارع بغرض إحداث حالة من الشلل المروري حتي ضاق بهم المواطنون في كل مكان، بل وخرج قادتهم من الفاشلين يهددون ويتوعدون بنظرية الأرض المحروقة، وبتحريك الخلايا النائمة من

الإرهابيين في سيناء، وأحدثوا صخباً واستخداماً للأسلحة الآلية في الشوارع لإرهاب المواطنين كما حدث في سوهاج وأماكن عدة متوهمين وهو وهم كاذب بأن محاولاتهم تلك سوف تعيد إليهم رئيسهم المعزول بإرادة الشعب التي لا تلين والتي قدر لليل الأسود أن ينجلي ليشرق صبح جديد تتنفس فيه الجماهير نسيم الحرية بعدما ضاقت بهم الأرض بما رحبت.
ولكن إرادة هذا الشعب العظيم وصلابة جيشه البطل كانت لهم جميعاً بالمرصاد حيث خرجت الملايين مرات عدة بعد ثورة 30 يونية لتثبت للعالم أجمع وللأمريكان علي وجه الخصوص بأن الشرعية الثورية هي أساس ثورتنا وأن الشعب هو مصدر السلطات ولتموتوا جميعاً بغيظكم فلسوف تظل مصر دائماً وأبداً محروسة بعون الله وإرادته، وبعظمة شعبها وجسارته وبقوة جيشها وصلابته، وأن محاولات المتأسلمين في رابعة وأمام حديقة الحيوانات ليست سوي فقاقيع في الهواء بل حلاوة روح لا يعبأ بها الشعب ولن تخيفه بل تزيده إصراراً علي التمسك بثورته ولذا فقد أجمع شباب الثورة الأوفياء ومعهم جموع الشعب الهادرة من الملايين علي عدم تركهم الميادين كي لا يرتع فيها الإرهابيون والفاسدون والمرتزقة والمأجورون وذلك لحين استكمال مكتسبات الثورة وتحقيق خارطة الطريق وصار شعار ميادين مصر من أقصي البلاد إلي أقصاها «اثبت مكانك.. الميدان ميدانك» حتي تتحقق الأماني والأهداف، ويومئذ يفرح الثوريون ومعهم شباب مصر العظيم بثورتهم وبنصرهم وما ذلك علي الله ببعيد.