أصل الحكاية
ما أشبه اليوم بالبارحة، ذلك جزاء من لا يجيد القراءة ويجهل الواقع الذي من حوله ولا يستفيد من تجارب الماضي ويقرأ الحروف بالمقلوب. لهذا سقط إخوان بديع سقوطاً
مدوياً لم يفاجئني موقف القوات المسلحة بقدر ما أذهلني رد فعل النظام الذي جاء مترهلاً ثقيلاً وأنا لا أزعم أنني أرجم بالغيب ولكن كل الشواهد كانت تؤكد نذر حدث جلل سوف يقع وكانت الفرصة لا تزال مواتية للنظام لرأب الصدع والحيلولة دون مزيد من الدم والانقسام ولكن جاء خطاب الرئيس يقطع بأنه وكل من حوله يغطون في سبات عميق، فكان ما حدث نتيجة حتمية هذا العجز البين في قراءة المشهد والأحداث. سقط إخوان بديع في استثمار الفرصة الذهبية بوصولهم لسدة الحكم - التي لن تتكرر في الأحلام مرتين - وأثبتوا للعالم أجمع أنهم فصيل لا يجيد إلا من خلال خندق المعارضة ولا شأن لهم بالإدارة وشتان ما بين الإدارة والمعارضة ولطالما تبارت الأقلام والمنابر من التحذير من مغبة الزهو بالسلطة وإطلاق سياسة الاستحواذ ولكنهم صموا آذانهم وقاموا بتوزيع الحقائب الوزارية وولاية الأقاليم لكل من له شأن بجماعتهم دون معيار الكفاءة وجادة الصواب. فلم يتأس النظام بالقدوة الأعظم في رسولنا الأكرم صلي الله عليه وسلم في سياسته رئيساً وهادياً ومرشداً فكان صلي الله عليه وسلم حينما يجلس بين أصحابه يوزع نظراته الكريمة عليهم بالقسط لا يختص فريقاً دون فريق فورث أصحابه العدل فأشاعوا السلام والرخاء.
الخطأ الأكبر والأعظم من وجهة نظري بدعة الإعلان الدستوري المكمل - الذي كان بمثابة المسمار الذي وضعه النظام في نعشه - والذي
عاطف الجلالي - المحامي
[email protected]