عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حاكموا «مرسى» وعصابته

أكتب مقالي هذا ظهر الأربعاء - وذلك لظروف الطباعة - وقبل انتهاء المهلة التي منحها الجيش للرئيس ببضع ساعات، وليس من شك أن مرسي لن يستقيل أو يغادر الرئاسة طوعاً.. وليس من شك لدي أيضاً في أن الجيش سينفذ ما وعد به من حماية للشعب وتحقيقاً لمطالب ثورته الجديدة في إقالة مرسي، وأن تكون هناك خارطة طريق للفترة المقبلة تتوافق عليها القوي الوطنية في مصر.

ومن يظنون أن الأمر قد انتهي، وأن الثورة الثانية قد نجحت بامتياز، أقول لهم: «تمهلوا.. فلن ينتهي الأمر بعد.. فالأمر لا يزال شائكاً وتحيطه مصاعب ومخاطر عدة.. داخلياً وخارجياً».
فأمريكا التي وجدت في الإخوان المسلمين الحامي لأمن إسرائيل، الذي لا يسمح بإطلاق رصاصة أو صاروخ عليها من حماس.. باعتبار أن الإخوان هم الراعي الرسمي لحماس، لذلك كان تأييد الأمريكان والأخت «آن باترسون» السفيرة الأمريكية للإخوان عالياً جداً.. وحتي بالرغم من خروج عشرات الملايين من جماهير الشعب المصري ضد حكم المرشد ومرسي، فإن أمريكا تلوح وتهدد بقطع المعونة ضدنا، وهو غباء يبدو أن الإدارة الأمريكية ترفض الشفاء منه، فقد جربت إرادة الشعب المصري من قبل، ومن قبل أيضاً حاولت حماية النظام السابق لمبارك من السقوط، ولكن الإرادة الشعبية فرضت نفسها، وإذا كان سيترتب علي خلع مرسي إيقاف المعونة الأمريكية، فنحن نقول للأمريكان «في داهية المعونة.. خلونا نخلص من السيرة دي بقي.. وثقوا من أنكم ستأتون بعدها لتقبلوا رأس مصر طالبين السماح والمغفرة».
أما أغلب دول العالم فلست أشك أن الغالبية العظمي منها تؤيد الثورة المصرية الثانية، عدا طبعاً الأخت حماس وقناصيها ومحترفي قتل الجنود العُزل علي الحدود واقتحام السجون.. وكذلك الأخت الكبري للإخوان وهي إمارة قطر العظمي، التي كانت حليفاً استراتيجياً لجماعة الإخوان منذ وصولها للسلطة.
وغير حماس وقطر، ما أظن أن هناك من سيبكي علي رحيل الإخوان ومرسي عن الحكم في مصر، هذا عن الشأن الخارجي، أما الشأن الداخلي فأظن أن الخطر أكبر وأفدح، فبالرغم من كل الاحتياطات الأمنية التي قام بها الجيش والداخلية لتأمين المدن المصرية والأمن الداخلي، فلا شك لدي أن عشرات ومئات من أشاوس حماس وكذلك من الإرهابيين والتكفيريين في سيناء قد تسللوا إلي القاهرة والإسكندرية وغيرها من المحافظات المصرية لبث الرعب والفوضي في مصر في حالة سقوط الرئيس وإقالته، إضافة إلي الآلاف من شباب الإخوان والجماعة الإسلامية المخدوعين ليكونوا هم من يشعلون وقود الفتنة التي يسعي الإخوان لإشعالها، وقد أشعل

فتيلها الأخ البلتاجي بخطبته وتدويناته عن الاستشهاد، وضد من؟.. ضد الملايين من أبناء وطنه الذين نزلوا الميادين والشوارع للمطالبة بحريتهم، وكذلك كثير من قادة الإخوان والجماعة الإسلامية المحرضين علي العنف، وهي مؤامرة لست أشك في أن السيد الرئيس ضالع فيها شخصياً، وهؤلاء جميعاً يجب أن تتم محاسبتهم علي كل ما اقترفوه من جرائم في حق هذا الوطن، وقائمة الاتهامات طويلة لا نهاية لها.. بالرغم من قصر حكم الإخوان لمصر، ففي عام واحد ارتكبوا ما لم يرتكبه نظام مبارك في ثلاثين عاماً.
إننا لن ننسي شهداء الاتحادية، ولا شهداء موقعة مكتب الإرشاد، ولا شهداءنا من جنود مصر علي الحدود، ولا شهداءنا من ضباط الشرطة، ولن نتهاون في محاكمة من أعطي عفواً للإرهابيين وأطلقهم في ربوع سيناء يعيثون إرهاباً وقتلاً.
يجب أن نحاكم من تحالفوا مع حماس وحزب الله في انتهاك السيادة المصرية في ثورة 25 يناير، ومن اقتحموا السجون وأطلقوا سراح أعوانهم وما يقارب من خمسة وعشرين ألف سجين.
كلها جرائم تنتظر الحساب، إضافة إلي حساب من أمتهن القضاء المصري العظيم وأصدر دستوراً في منتصف الليل وزيف إرادة الشعب عبر صناديق انتخابية مزورة، وكل تلك جرائم عليها أدلة وإثباتات وسيجىء وقت محاسبة مرتكبيها، وما أقوله الآن هو أن نستعد لمعركة قد تطول ضد الإرهاب وأذناب الإخوان المتحالفين معهم، ولست أقصد كل جماعة الإخوان، بل رؤوس الفتنة منهم، فالإخوان المسلمون الذين لم تتلطخ أيديهم بالدماء هم أشقاء لنا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وليت ما جري يجعلهم يعودون إلي رشدهم، وتعود جماعة الإخوان المسلمين كجماعة دعوية لا علاقة لها بالسياسة مرة أخري.