رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر ترفع علم الثورة!

ما أشبه اليوم بالأمس.
فى يونيو 1967 خرج شعب مصر بحسه الوطنى وراء الزعيم جمال عبدالناصر رافعاً علم مصر.. رافضاً لقرار تنحيه عن السلطة..وتحمله مسئولية هزيمة «5 يونيو» وحده.. مطالباً ببقائه واستمراره فى قيادة بلدنا والعبور بها من النكسة.

ثقة الشعب فى الزعيم عبدالناصر وفى الجيش صنعت ملحمة حرب الاستنزاف.. وبعدها أسطورة العبور من الهزيمة إلى النصر العظيم فى أكتوبر 1973.. وهو فخر العسكرية المصرية التى رفعت به رؤوسنا حتى طالت عنان السماء.
اليوم 30 يونيو 2013 قرر الشعب وبحسه الوطنى رفع علم مصر والخروج الى جميع الميادين لمواجهة النكسة التى أصابت ثورته الأولى وانحرفت بها.. معلناً التمرد على الحكم القائم وسحب الثقة منه.. وتصحيح المسيرة، وتحقيق الربيع المصرى الذى يحلم به كل مواطن المحروسة.
الثورة اليوم هدفها التغيير والصحيح فى مواجهة قوى إخوانية لم تكتف بتسلق الثورة.. وبحصد ثمارها وحدها.. بل طبقوا القول المأثور نحن وبعدنا الطوفان فى الاستحواذ على ثورة الوطن الجريح..ورسم مخطط إقصاء منظم للآخرين.. وإغلاق أبواب الحوار والتحاور مع القوى السياسية الأخرى..ووضع خريطة توزيع وظيفى يتم فيه تحديد وتصنيف كل مواطن معهم أو ضدهم ليأخذ حقه بحسب الولاء لهم..وترتب عليها استجلاب أهل الثقة فى أغلب المواقع المهمة دون خبرة أو كفاءة تؤهلهم لها!.
الثورة اليوم ضد رئاسة خاصمت القضاء وأعدت مذبحة لرموزه وشيوخه.. واستحوذت على الصحافة القومية وأحالت كبار صحفييها وكتابها الى المعاش واستبدلتهم بأقزام من التابعين لهم.. ثم استولت على الإعلام التابع للدولة.. وحولته الى نشرة إخوانية رديئة.. والآن تحاصر الإعلام الخاص.. وتهدده بسحب التراخيص والإغلاق وتقديم نجومه إلى ساحات النيابة والمحاكم!
الثورة على أداء حكومى فاشل.. عطل عجلة الانتاج.. وأغرق مصر فى الديون والاستدانة والتسول من الآخرين.. فأضاف «11» ملياراً للديون الخارجية.. وسيقترض وفقاً لتصريحات وزير ماليتهم عشرة مليارات دولار سنوياً من خلال الصكوك التى ستكبل مصر بديون خارجية هائلة دون أن يستعين بخبراء لتعبئة الموارد المحلية وإصلاح الموازين المختلة.
الثورة اليوم على نظام أغمض عيونه ولم يضع آلية لمكافحة الفساد.. ولا استرداد أموال الدولة المنهوبة فى الداخل والخارج وأجرى صفقات تصالح مع مصريين وعرب وأجانب وكلها غير معلومة وتفتقد كل عناصر الشفافية المطلوبة.. ويعطى مؤشراً بزيادة الفساد بعد الثورة.. وهو ما سجلته المؤسسات الدولية المعنية بتصنيف الدول التى تكافح الفساد حيث أثبتت تراجع دور مصر حيث كان المؤشر السابق يصل الى رقم «112» فى مكافحة الفساد تراجع دورها حالياً لرقم «143» بين الدول!
الثورة اليوم على استنساخ نظام مبارك فى الاستبداد وقمع الحريات.. وهناك عشرات الناشطين ما بين مسجون ومفقود وقتيل.. ويكفى القول ان السجون استقبلت «3462» معتقلاً فى عهد مرسى الذى لم يمض عليه سوى عام.
هذا  عدا ممارسة التعذيب وسقوط «27» من الضحايا.. وعودة ظاهرة زوار الفجر للتخلص من المعارضين.. وحصار الحركات الائتلافية والحزبية وترهيبها!
الثورة الثانية اليوم تريد تحرير الإرادة الوطنية.. واستقلال القرار السياسى بعيداً عن الإملاءات الأمريكية وغيرها.
ليس مقبولاً أن تقول لنا سفيرة جهنم «لن نوافق على الحكم العسكرى لمصر».. ولا أن تدافع باستماتة عن حكم الإخوان وتقول «مرسى ليس مبارك لأنه جاء بالصندوق الانتخابى.!»
الثورة وحدها تقرر وبإرادة جماهير وقعت استمارات تمرد بالملايين.. وخرجت واحتشدت فى كل ميادين المحروسة.. من يدير مرحلة العبور إلى الربيع المصرى؟!