عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جامعة سوهاج.. إلى أين؟

عانت جامعة سوهاج منذ إنشائها 2006م مما كانت تعانيه مصر كلها، فقد انعكس أثر التوريث علي اختيار رئيسها من خارج الجامعة، وعندما قامت الثورة عادت لتعاني مرة أخري من سلبيات نظام انتخاب القيادات الجامعية الذي تقوم فكرته الأساسية علي فكرة «المجمع الانتخابي» التي استمدها الحزب الوطني قبل الثورة من نظام الانتخابات الأمريكية الذي نشأ في الأصل لملاءمة الاتحاد الفيدرالي الذي تقوم عليه الولايات المتحدة الأمريكية؟!

وكان الأجدر طالما أقرت فكرة انتخابات القيادات الجامعية أن تمر بمرحلتين، المرحلة الأولي من خلال لجنة للحكماء تفحص أوراق المتقدمين، وترشح أفضل ثلاثة منهم وفق معايير محددة، ثم تأتي المرحلة الثانية بانتخاب مباشر من جميع أعضاء هيئة التدريس ومعاونيهم بعيدًا عن فكرة المجمع الانتخابي التي وظفت كأداة تزوير مسبق، وهذا الطرح نأمل أن ينفذ في الانتخابات القادمة للقيادات الجامعية، وإن كان مفهوم انتخابات القيادات الجامعية غير مناسب للثقافة الحالية في الجامعات المصرية.
وجامعة سوهاج لا تعرف طريقها وليس لها رؤية واضحة، ويعكس ذلك بوضوح عدة تساؤلات يطرحها الواقع، منها:
ماذا فعلت الجامعة لزيادة عدد كلياتها الذي جمد عند عشر كليات، وهي بذلك أقل الجامعات المصرية الحكومية عددًا في كلياتها رغم أنها أقدم من جامعات نشأت بعدها؟!
لماذا لم تستكمل الجامعة المقومات البشرية في الكليات الجديدة، وهي الهندسة والتمريض والتعليم الصناعي، وهي الكليات التي خرجت الدفعة الأولي، ولا يزيد عدد أعضاء هيئة التدريس في أي منها علي ثلاثة أعضاء؟!
ما هو موقف منشآت الجامعة الجديدة في سوهاج الجديدة والتي تكلفت أكثر من 500 مليون جنيه، وما زالت مهجورة بعد الانتهاء منها منذ عامين، رغم المعاناة من تكدس مقر الجامعة القديم في مدينة ناصر؟ أين جهد قيادات الجامعة في إزالة عراقيل استخدام هذه المنشآت؟ وهل ستبقي المنشآت مهجورة لسنوات أخري في ظل هذا التراخي؟ وسياسة «هاتولي حبيبي»؟ أليس هناك غيرة مثلاً من جامعة كفر الشيخ التي أنشئت في ذات التوقيت وأنهت مبانيها واستقرت كل أمورها بسبب قياداتها الناجحة، وهل يتابع رئيس الجامعة وقياداتها مخالفات مبني الجراحة، وهل مصير تقرير مركز بحوث البناء مكانه الموضوعي في درج مكتب سيادته؟ لماذا لم تتم المراجعة ليحاسب المخطئ؟!
لماذا يسكت رئيس الجامعة عن المخالفات المالية في كلية الطب البيطري؟.. وهل صحيح ما يقال عن تستره علي هذه المخالفات في إطار حسابات الانتخابات القادمة لرئاسة الجامعة؟!
يلاحظ الجميع أن هناك مخالفات لقانون تنظيم الجامعات وقرارات مجلس الجامعة فيما يتعلق بالجامعة في مجال شئون الطالب، وبخاصة في المعادلات والامتحانات، وهي المخالفات التي تهدر حقوقًا وتخل بالمراكز القانونية للطلاب، وتأتي في صالح بعض الطلاب وأشك في أن رئيس الجامعة لا يعرف ذلك، فإذا كان يعرف فالمصيبة كبيرة، وإن كان لا يعرف فالمصيبة أعظم.
هل هناك مصلحة لأحد؟ وهل مراجعة ما حدث يكشف كثيرًا من الخلل لصالح أسماء بعينها لها صلة بقيادات الجامعة؟! والأمر بات في حاجة إلي مراجعة الأجهزة الرقابية لهذا الخلل الذي كاد يؤدي إلي فشل كل العملية التعليمية التي تتراجع أمام سياسات الحرص علي أصوات الناخبين للقيادات الجامعية؟!
ماذا حققت الجامعة علي مستوي البحث العلمي والدراسات العليا وما يحدث من انهيار في الأخيرة في بعض أقسام الكلية النظرية. هل للسياسات الحادثة علاقة بمستقبل انتخابات رئاسة الجامعة وعمادة الكليات؟!.. ما هي معايير اختيار أعضاء اللجان العلمية

والفنية بالجامعة ومديري المراكز البحثية هل المعيار الولاء الانتخابي أم العصبة القبلية أو التعصب لكليات أو أقسام بعينها؟!
لماذا لا يتم انتداب عمداء متخصصين لإدارة الكليات التي ليس بها أساتذة في إطار مهم صحيح لتخصص كل كلية. هل عجزت الجامعة عن انتداب عميد لكلية التعليم الصناعي أو كلية التمريض؟.. وهل من المناسب أن يكون عميد التعليم الصناعي في تخصص علم النبات؟!.. يلاحظ الجميع أن الالتزام بتواجد قيادات الجامعة في مقارهم بالجامعة لم يعد قائمًا، وكأنما هي سنوات تقضيها القيادات للاستفادة المادية والأدبية دون أي اعتبار لمعدل الأداء الجيد الذي ينهض بالجامعة، فهل تستحق جامعة سوهاج هذا الأداء؟!
هل لدي قيادات الجامعة رؤية لتوظيف وتأهيل المباني في مقر الجامعة القديم بعد انتقال كليات التربية والتجارة والتعليم الصناعي والزراعة والطب البيطري والآداب إلي مقارها الجديدة في سوهاج الجديدة؟.. وبهذه المناسبة نرجو أن تتخلي قيادات الجامعة عن الفكرة القديمة لرئيسي الجامعة السابقين باستغلال هذه المباني لمنظومة الكليات الطبية، لأن هذه المنظومة لن تحدث قبل عشر سنوات، كما أن المباني لا تصلح لها في الأصل، هل تابع رئيس الجامعة تجاوزات سابقة لإنشاء استراحة لرئيس الجامعة السابق وقاعة أفراح أهدرت فيهما مساحة من الأرض تصل قيمتها إلي أكثر من أربعين مليون جنيه، وتكلفت مبانيهما أكثر من سبعة ملايين حملت علي منشآت الجامعة الجديدة، وبخاصة كلية التربية كما يقول أهل العلم بهذه التجاوزات؟.. ماذا سيفعل رئيس الجامعة بالمنشآت الخدمية التي توقف العمل بها؟.. أليس في هذا إهدار للمال العام؟.. ولماذا لا يحل مشاكلها بقرارات مناسبة؟.. أم أن القدرة علي الدراسة واتخاذ القرار غائبة وترك الأمور ليحلها الزمن هو المسار المتبع الآمن؟
هذه تساؤلات وغيرها كثير لا يتسع المجال لطرحها، لكنها تشير إلي أن جامعة سوهاج لا تعرف الطريق، وأن الفساد ما زال قائمًا، وأن فكرة انتخاب قيادات الجامعة فكرة فاشلة، وأصبحت تهدد مستقبل الجامعة، كما تشير هذه التساؤلات إلي أن الدور الرقابي غائب، وأن الأمر يحتاج إلي مراجعة وتحقيق؛ حتي يمكن إصلاح الجامعة لتنطلق إلي تحقيق أهدافها بعيدًا عن هذا الواقع المرير جدًا جدًا جدًا.

---
نائب رئيس جامعة سوهاج الأسبق
وأستاذ الآثار الإسلامية كلية الآداب – جامعة سوهاج