عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

السياحة والتنمية – رشيد نموذجاً

تلعب السياحة دورا هاما في دعم وتنمية الاقتصاد في بعض الدول ومنها مصر، وتعتبر في بعض الأحيان من أهم مصادر الدخل القومي والمصدر الرئيسي للحصول على العملات الأجنبية وينظر إلى السياحة في تلك الدول باعتبارها قاطرة التنمية بمعنى أن تأثير السياحة لا يقتصر على العاملين فيها بشكل مباشر بل تطرح آثارها الإيجابية على مختلف مكونات النشاط الاقتصادي وخصوصا نظرا لاحتياج السياحة وارتباطها ببعض المتطلبات الضرورية من بنية تحتية ومرافق وخدمات وهو ما يطلق عليه اصطلاحاً صناعة السياحة.

وتملك مصر درجة مرتفعة من التنوع السياحي تجعلها بؤرة للجذب السياحي العالمي حيث توجد الآثار الإسلامية والآثار القبطية والآثار الفرعونية، فضلا عن السياحة الشاطئية والسياحة العلاجية، إضافة إلى اعتدال المناخ في معظم الأحيان مما يساعد على اجتذاب السياح من مختلف أنحاء العالم، مع ملاحظة أن السياحة تحتاج أيضا اضافة إلى المكونات السياحية السابقة إلى المكون البشري الذي يلعب دورا هاما في صناعة السياحة وفي التسويق السياحي، كما يحتاج تطوير السياحة إلى نشر ثقافة السياحة المرتبطة بحسن معاملة السياح واجتذابهم وشعورهم بالأمان، ولذلك يعتبر الشعور بالأمن والاستقرار السياسي من أهم العوامل المحفزة لتنمية السياحة والنهوض بها، حيث إن السائح لا يفضل المجيء إلى المناطق التي تعاني من الاضطراب وعدم الاستقرار والتي تكون فيها حياته وأمواله عرضة للتهديد.
ونتيجة لذلك فإن تحقيق الأمن والاستقرار السياسي يعتبر أيضا من المتطلبات الهامة للتنمية السياحية في مصر وخصوصا مع وجود فرص واعدة للنمو السياحي في سيناء وسواحل البحر الأحمر والسواحل الشمالية، وكذلك تحتاج السياحة في مصر إلى وضع استراتيجية طويلة الأمد لتحقيق الاستفادة المثلى من المنتج السياحي وبما يعود بالخير على الوطن والمواطن، وأن تكون هذه الاستراتيجية أو السياسات طويلة الأمد على مستويين قومي ومحلي، فالمستوى القومي يقصد به مستوى الدولة ككل ،أما المستوى المحلي فيقصد به الاستفادة من الخصائص المتفردة والمتميزة لبعض المناطق أو المدن المصرية وتسويقها سياحيا ويمكن الإشارة في هذا الإطار إلى مدينة رشيد بمحافظة البحيرة والتي يمكن أن تكون بمثابة منطقة واعدة للجذب السياحي في المستقبل إذا ما أحسن الترويج والدعاية لها سياحيا ،حيث تعتبر من أهم المدن في السياحة الإسلامية على المستوى العالمي ويظهر ذلك فيما تحويه من آثار اسلامية ،كما يتجاور فيها النهر والبحر والمناظر الخلابة سواء على شاطئ البحر أو على ضفاف نهر النيل شريان الحياة لمصر والذي اكتسب أحد فرعي النيل اسمه من مدينة رشيد ،كما يمكن أن تكون منطقة جذب للسياحة العلاجية.
ويحتاج الأمر إلى حملات للترويج السياحي لمدينة رشيد، سواء من خلال وسائل الإعلام أو القنصليات المصرية أو الملحقيات الإعلامية ويمكن أن يكون للهيئة العامة للاستعلامات دور هام في هذا الصدد في وضع خطة للدعاية والترويج السياحي سواء لمدينة رشيد أو لمناطق سياحية أخرى في مصر،وربما يكون من المفيد في هذا المجال الاهتمام والتركيز على الجوانب التي تجذب السياح

مثل الاهتمام بالصناعات المحلية والتقليدية والتي تعتمد على البيئة المحلية كالأزياء التقليدية والصناعات اليدوية البسيطة والتي تعتمد على مكونات البيئة، فضلا عن صناعة الهدايا التذكارية المعبرة عن معالم المدينة وتاريخها وآثارها، حيث إن الاهتمام بمثل هذه الجوانب البيئية والمحلية يجد القبول والاستحسان من السائح الأجنبي، وذلك إضافة للمشروعات المستقبلية الخاصة بالتطوير المستقبلي للمدينة والتي تقوم بها الدولة والمحافظة من أجل تطوير مدينة رشيد ومن ذلك تطوير الطرق الرئيسية على ضفاف نهر النيل وتجميلها ومرسى اليخوت الذي يمكن من خلاله مستقبلا تنظيم مسابقات عالمية لليخوت تساعد على مزيد من الجذب السياحي من مختلف أنحاء العالم، كما يمكن أيضا الاهتمام مستقبلا بتنظيم رحلات نيلية وبحرية واستحداث فنادق عائمة حيث يعتبر ذلك من أساليب الجذب السياحي والتطوير السياحي لمدينة رشيد.
كما يمكن أيضا استحداث مشروع أشبه بالصوت والضوء يروي تاريخ رشيد ويعرف بآثارها وحضارتها عبر مراحل تاريخية مختلفة وبلغات متعددة حيث تحظي مدينة رشيد بشهرة وجاذبية في مناطق مختلفة من العالم وخصوصا أوروبا وبالذات فرنسا نظرا لأن اكتشاف حجر رشيد هو الذي ساعد البشرية على معرفة اللغة الفرعونية وفتح نافذة فكرية لدراسة التاريخ والحضارة الفرعونية والإطلاع عليها، ويعتبر ذلك إسهاما حضاريا وثقافيا وعلميا لرشيد على المستوى العالمي.
وفي اعتقادي أن صناعة السياحة هي الأمل الاقتصادي لمصر، وهي القاطرة التي يمكن أن تقود عملية التنمية في مصر وتسهم في ايجاد فرص جديدة للعمالة والتوظف وتساعد في القضاء أو علاج البطالة وتطرح آثارها الإيجابية على مختلف أنشطة ومكونات الاقتصاد المصري، وإن كان الأمر يتطلب بالضرورة توفير الظروف البيئية والبشرية والسياسية الملائمة مثل تحقيق الأمن والاستقرار السياسي وتوفير القدرات البشرية والثقافية المناسبة، وكذلك صنع السياسات الإعلامية التي تسهم في عملية الجذب السياحي وتساعد مصر على التخلص من آلامها الاقتصادية والتقدم نحو آفاق أرحب من التنمية وبما يحقق التمازج الناجح بين البيئة ومكوناتها، والإنسان وثقافته لتحقيق المنفعة الحقيقية للوطن.

[email protected]