رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تحية لجيش مصر العظيم

لأول مرة منذ سنوات بعيدة.. لم تحتفل الدولة رسمياً بعيد تحرير سيناء، واقتصرت الاحتفالات الرسمية بالذكري الواحد والثلاثين لتحرير سيناء علي وضع أكاليل الزهور عند النصب التذكاري بكل محافظات مصر.

ودون شك فإن الغياب الرسمي عن احتفالات سيناء أمر له دلالة، فالإخوان لا يرغبون في أن يتذكر أحد أن تحرير سيناء جاء علي يد السادات في حرب أكتوبر وما بعدها، وأن التحرر الكامل لسيناء كان في عهد مبارك، وأن المقارنة بين وضع سيناء قبل الثورة ووضعها الآن يبدو مؤلماً.. بعد أن اختبأ الجهاديون وخفافيش الظلام في جبال ودروب سيناء.. ليعيثوا فساداً.. وتقف الدولة عاجزة، سواء رغماً عنها أو بإرادتها عن تطهير سيناء من خفافيش الظلام الجدد، ومن اغتالوا أبناءنا في سيناء وقت الإفطار في رمضان الماضي، وطمس نتائج التحقيقات كما فعل الإخوان بكل ما يخصهم وحلفاءهم، سواء في اقتحام السجون أو اختطاف الضباط المصريين أو قتلهم.
ولهذا كفي الإخوان والنظام «ماجور» علي احتفالات سيناء هذا العام.. ولكن جاء الاحتفال الشعبي بتحرير سيناء من حيث لا يتوقع النظام، خلال حفل فني كبير أقامته جامعة المستقبل، وشارك فيه العديد من الفنانين، وكان لافتاً للنظر غياب أي مسئول رسمي، سواء من الرئاسة أو الحكومة أو مجلس الشوري عن الحفل، ولست أدري إن كانت وجهت لهم الدعوة فلم يحضروا بناء علي تعليمات مكتب الإرشاد، أم أنهم لم يتلقوا الدعوة في إشارة ذات مغزي للرفض الشعبي لمن سبق ذكرهم.
وكانت الجهة الرسمية الوحيدة التي حضرت الاحتفال هي الجيش، سواء كان وزير الدفاع أو قادة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة، وتحول وجه وزير الدفاع وقادة الجيش إلي ما يشبه الاستفتاء الشعبي والمباشر علي حب الجماهير لهم، وتحت الإلحاح الشديد وجه وزير الدفاع كلمة للحاضرين وللمصريين.. والتقي العشرات من الحضور ليدور حوار دافئ حميمي يؤكد مدي ثقة المصريين في الجيش كحام وخط دفاع أخير عن الوطن، وأن ولاء الجيش الوحيد لهذا الوطن وليس لأي فصيل سياسي مهما كان.
وكان من ضمن ما قاله وزير الدفاع في كلمته إرسال رسائل مهمة بأنه علي المصريين أن يضعوا ثقتهم الكاملة في الجيش، وأنه القوة الوحيدة التي ولاؤها للشعب والوطن.
ولو لاحظتم في مغزي العبارة السابقة بأن الجيش هو القوة الوحيدة في هذا الوطن، التي لا تدين بالولاء إلا للشعب والوطن، في تأكيد غير مباشر بأن الآخرين قد تأخونوا،

أما الجيش فهو عصي علي ذلك!
ولم ينس وزير الدفاع توجيه التحية للفنانين والمثقفين والإعلاميين تقديراً لدورهم الوطني، في الوقت الذي يناصب فيه النظام العداء للمثقفين والإعلاميين لدرجة وصفهم بسحرة فرعون، كما وجه وزير الدفاع التهنئة للمسيحيين بأعيادهم، في حين انشغل آخرون سواء علي المستوي الرسمي أو الأصولي بإنكار ذلك علي المسيحيين وتحريم تهنئتهم بالعيد.
وهكذا قام وزير الدفاع بما كان يجب أن يقوم به النظام، سواء السيد الرئيس أو حكومته أو مجلس الشوري، وهي إشارة تؤكد أن الجيش لا يعادي فصيلاً في هذا الوطن، وأن قلبه يتسع للجميع دون تفرقة.
وأكد وزير الدفاع أنه رغم الثورة التي حدثت بسبب تسرب تقرير تقصي الحقائق عن قيام الجيش في الفترة السابقة بالاعتداء علي المواطنين في المظاهرات، أكد وزير الدفاع أن هذا لم ولن يحدث وأن مثل تلك الاتهامات الملفقة التي تهدف لصنع عداء بين الجيش والشعب لن يصدقها أحد، والمعني في بطن الشاعر فيمن سرب هذا التقرير واختلقه من أجهزة النظام، التي يقف الجيش حجر عثرة في تحقيق أهدافها في أخونة هذا الوطن والاستيلاء عليه.
ولست أظن أن وزير الدفاع كان بحاجة لهذا التأكيد، فالقاصي والداني في مصر يعلم وطنية هذا الجيش وأنه درع الحماية لمصر والمصريين، ولن يكون سوطاً مسلطاً عليها أبداً.
إن هذا الاستفتاء الشعبي الذي جري دون ترتيب وبشكل عفوي.. لا أظن سوي أنه سيزيد الفجوة بين الجيش والنظام.. وأن القادم من الأيام سيكشف عن ذلك الأمر.. ولكن مهما كان ما ستأتي به الأيام.. فسيظل الجيش المصري هو الأمل الأخير لهذا الوطن.