رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اتق الله يا أستاذ هيكل! (1-2)

في حواره مع لميس الحديدي في 28/3/2013 وردت عبارة سارع في الانتقال لغيرها، ربما تفادياً لأي مقاطعة بشأنها، مفادها أن من قتل الشيخ حسن البنا هو الملك فاروق عن طريق أحد أجهزته!.. والمفارقة أن هذه المقولة العابرة السافرة جاءت كضربة وقائية لعدم التعرض لما أبداه عن عبدالناصر في سياق حديثه المستفز!.. يا أستاذ هيكل الملك فاروق لم يكن أبداً دموياً وشخصيته وتربيته أبعد ما تكون عن الاستخفاف بالدماء وأوامر القتل كما كان يُشاع!.. وأنت تعلم من هم الدمويون الآمرون بإذابة معارضين في الأحماض!.. فاروق كان به عيوب عديدة وارتكب أخطاء جسيمة أبرزها ما كيل للوفد وقادته تزويراً للانتخابات!

أستاذ هيكل كيف تنسي أنك الآن بحكم سنك أقرب إلي المثول أمام القدوس القيوم خالق الموت وواهب الحياة وستسأل عما أقدمت عليه من تشويه صورة مواطن افتراءً وتجميلها لآخر اجتراءً علي الحق والعدل!.. تنازل فاروق عن العرش لتفادي إراقة دم جندي واحد في الجيش.. لم يعقد مؤتمراً صحفياً واحداً يندد فيه بما قام به نفرمن صغار الرتب!.. كانت ضبابية الرؤية مرجعها الأساسي بأن من قاد هذا الانقلاب في يوم أغبر هو الفريق أ. ح. محمد نجيب الذي اعترف صراحة لا ضمناً وبعد أن انتهي كل شيء بأن هذا كان هو خطأه الكبير وأنت تعلم أكثر من غيرك كيف سارت أحداث 23/7/1952 ودور الولايات المتحدة الأمريكية بها وفيها بعد أن فشلت تماماً، ومعها المملكة المتحدة، في إثناء رأس الدولة والوفد تحديداً عن موقفهم الرافض لقيام دولة إسرائيل.
إن بذور الفتنة والسوء الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعلمية زرعت في 23/7/1952 وبعدها تباعاً وتدريجياً حتي أثمرت وأينعت ما نحن فيه وعليه!.. زقوماً وحنظلاً يتجرعه المصريون الآن!.. كُثر هم من أطلقوا الشائعات ولا يزالون يطلقون لخيالاتهم العنان لتلويث الآخرين المختلفين معهم وعنهم أيدولوجياً وعقائدياً!، بداية من النصف الأخير من القرن الماضي وحتي الآن!.. فإذا كان هذا نهجاً مُشيناً غاية في التطرف فإن المنهج الأفحش والأشد تطرفاً المحاولات المستميتة والإصرار بلا كلل ولا ملل علي ترسيخ هذه الشائعات في عقول البسطاء والشباب علي أنها حقائق.
وعلي سلم هذه الشائعات وقول الزور صعد الشيوعيون وأصحاب الاشتراكية العلمية الماركسية.. واليوم وفي ظروف مشابهة وعلي شائعات آخريات يصعد علي نفس السلم الناصريون وغيرهم.. ننبه شبابنا اليوم حتي لا يتكرر ما حدث من ستة عقود لستة أخري قادمة!.. في النصف الأول من القرن الماضي انطلقت شائعة بأن الملك كان في بيت «س» من الناس في غيبة الزوج الذي عاد إلي منزله ليجد الملك مع زوجته حاول كل منهما قتل الآخر ولكن الملك كان الأسبق والأسرع فأردي الزوج قتيلاً بينما أُصيب بجانب إحدي عينيه!.. وفي قول آخر أن حارس الملك هو الذي قتله عندما رفض منعه من دخول منزله!.. انتشرت الشائعة وسارت بين الشعب بكل طوائفه كالنار في الهشيم، خاصة بعد تكرار ظهور الملك بنظارة سوداء بعد هذا الحادث.. ظل الأمر كذلك حتي جاءت «أمينة السعيد» وألقت بقنبلة مدوية علي صفحة كاملة في يوميات أخبار اليوم لتلقي بهذه الشائعة في بئر زبالة التاريخ!.. حيث كانت شقيقتها «كريمة السعيد» بمنزل القتيل المنتحر! - لا المقتول - في ذاك التوقيت.. الملك لم يكن أبداً بها وعندما سُـئِلَ لماذا لم يرد علي هذه الشائعة أبي أن ينزل إلي هذا الدرك الأسفل والذي ربما يزيد الموقف التباساً.. ليس هذا دفاعاً عن فاروق فقد قضي علي نفسه بنفسه وإلي غير رجعة، وإنما خشية الديان حين يرفع الميزان في يوم يشيب فيه الولدان.. وللموضوع بقية.