رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

لماذا لا يحبون الرئيس؟!

لماذا لا يقتنع ملايين من المصريين بأن الرئيس محمد مرسي هو رئيس جمهوريتهم بحق.. ولماذا يري كثير من المصريين أن منصب رئيس الجمهورية كبير عليه وكأنه يرتدي جلابية واسعة أو بذلة فضفاضة واسعة ليست علي مقاسه؟!

لقد اختلفت آراء ومواقف المصريين من رؤسائهم أو حتي ملوكهم.. كان كثير من المصريين يكرهون الملك فاروق، ويطلقون عليه الشائعات وقد قامت ضده ثورة 23 يوليو 1952 لكن كان هناك أيضا كثيرون من الشعب المصري يحبون الملك فاروق واليوم هناك من يقول يكفي أن فاروق أمام الثورة تنازل ببساطة عن عرش مصر ورفض أن تسيل دماء أي مصري من أجل العرش، وغادر مصر إلي منفاه في صمت!
وعندما أصبح اللواء محمد نجيب أول رئيس جمهورية، أحبه الشعب وتجمعت المشاعر الطيبة، حول ضد الرجل الأسمر المخلص وظل الناس يشعرون بالأسي والحسرة علي محد نجيب بعد أن عزله رجال الثورة وحبسوه في منفي داخل وطنه!
وكان جمال عبدالناصر رجل الشعب وزعيمه فقد انحاز الي الفلاحين والفقراء وقام بتأميم قناة السويس وبني السد العالي وأنشأ مئات المصانع وحوّل مصر من بلد زراعي الي دولة صناعية.
وحتي بعد هزيمة يونيو المؤلمة وحتي بعد أن اعترف عبدالناصر بمسئوليته عن الهزيمة تجمع حوله المصريون وأصروا علي بقائه وعندما مات بكي ملايين المصريين والعرب وكانت جنازته أكبر مظاهرة حب من شعب لرئيسه الراحل!
وعندما جاء أنور السادات لم يقتنع به كثيرون لكن انتصار أكتوبر حوله من رتبة رئيس الي مرتبة زعيم وكذلك كان قراره بالسلام، وبعد كل هذه السنوات من رحيل السادات ويقول الناس علنا إن السادات كان من أشجع الرؤساء وأذكاهم أيضا.
وعندما جاء حسني مبارك رأى البعض أن رئاسة مصر جاءته عن طريق الحظ، وكان بعض المصريين يتندرون عليه ويصفونه بأنه مثل البقرة الضاحكة!
لكن حسني مبارك أثبت للمصريين بعد ذلك أنه ليس بقرة ضاحكة وتمكن من أن يملأ مركزه، وإن كان قد ترك الفساد والمفسدين ينهشون في مصر واليوم وبعد أقل من عامين علي ثورة 25 يناير انقلبت مواقف كثير من المصريين وهم يترحمون علي أيام حسني مبارك وعلي يوم واحد من هذه الأيام!
ولم يحدث في أيام الملك فاروق ولا أيام محمد نجيب أو جمال عبدالناصر أو السادات ثم حسني مبارك أن

تم توجيه تهمة الإساءة الي رئيس الجمهورية بكل هذا العدد من الناس فماذا يعني ذلك؟
يعني أن المصريين تجرأوا علي منصب الرئاسة وعلي الرئيس نفسه وأنهم لا يخافون من ذلك أو من تهمة الإساءة الي رئيس الجمهورية بل قد يراها البعض بطولة وقد يتمناها!
وكل هذا الهجوم والنقد القاسي الذي يوجهه الناس وعلانية للرئيس مرسي معناه أنهم لا يصدقون أنه أصبح رئيس جمهوريتهم وهو يقول إنه رئيس كل المصريين بينما نصف المصريين لم يعطوه أصواتهم في الانتخابات!
والناس الآن يتصيدون أي خطأ للرئيس محمد مرسي، إذا سكت شعروا أنه غائب بالعمد عن الأحداث الخطيرة التي تقع في الوطن وإذا تكلم فإنهم ينتقدون كلامه، ويطلقون النكت الساخرة علي الأخطاء الجسيمة التي يمتلئ بها كلامه بل ولا يعجبهم منه أي حركة أو إشارة فهو يكسفنا في ألمانيا بكثرة النظر في ساعة يده ويهددنا ويتوعدنا بأصبعه في مصر!
وعلي الرئيس محمد مرسي أن يدرس موقف المصريين منه ولماذا لا يبلعه كثيرون منهم عليه أن يسأل نفسه: لماذا لا يحبني هؤلاء الناس؟ ماذا فعلت لهم لأجعلهم لا يطيقونني هكذا؟!
إذا سأل الرئيس نفسه وحاول الإجابة بأمانة سوف يكون ذلك في مصلحته ومصلحة مصر والمصريين.
ولكني لا أظن أن الرئيس محمد مرسي سوف يتوقف أمام هذا السؤال.. لماذا؟ لأنه لا يوجد في السياسة حب!
وربما كان لا يريد أن يحبه الناس الذين يحكمهم.
المهم أن يخافوا منه.. أما الحب فعلي المصريين أن يبلوه ويشربوا مائه.
«حب إيه.. اللي انت جاي تقول عليه»!