رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حواري مع خروفي

هو.. ماء.. ماء (في أسي وانكسار) ماااااااااء.
أنا: مالك يا خروف.. لماذا هذا الأسي في مأمأتك؟

هو: حزين عليك يا صاحبي الإنسان.. لم تعد أنت الشخص الذي أعرفه، أكثر من عام وأنا معك تطعمني وتسقيني وأعرف أنك تجهزني للذبح في العيد.. وهذا قدري وأنا راض.. بل فخور به.. لكن أنت.. أنت يا صاحبي الإنسان ماذا حل بك ولماذا هذه الكآبة وهذا الانكسار؟!.. لست أنت الذي عرفته فرحاً ضاحكاً مستبشراً!.. أين راحت بهجتك؟.. أين راحت فرحتك!.. ثم أين اختفت ابتسامتك!
أنا: أتشعر بكل هذا يا خروفي وتتأثر به؟
هو: بالطبع ألست صاحبي.. أطعم من يدك من يوم أن اشتريتني وأنا صغير وتعاملني أحسن معاملة.. أليس من حقي أن أرثي لحالك الذي صرت إليه وأقلق عليك!
أنا: حالي لا يسر حبيباً وإن كان يسعد أعدائي وأعداء بلدي، لقد شاركت في الثورة منذ عامين وأيام، طالبا عيشاً كريماً وحرية حقة وعدالة اجتماعية وديمقراطية حقيقية لي ولشعبي الذي ذاق الهوان والانكسار وعمت ربوع أرضه كل أنواع الفساد والقسوة والاستبداد، واستطعت أنا والشباب الحالم بغد أفضل إسقاط النظام الديكتاتوري القاسي الفاسد الذي جثم علي صدورنا لثلاثة عقود، وحلمنا بعدها بالخلاص.. وتحقيق الآمال.. لكن.. ماذا يا خروفي؟
هو: اعذرني يا صديقي.. لقد قمتم بهذا العمل العفوي الرائع وأسميتموه ثورة وأزحتم به حاكماً ظالماً ورفقة فاسدين.. لكن لم تكونوا قط جاهزين لما بعد ذلك.
أنا: ماذا تقصد يا خروف؟
هو: الثورة الحقة لابد لها من قائد ملهم تلتف حوله الجماهير لأنها تري نفسها وحلمها وأملها فيه، كما حدث مع سعد زغلول في ثورة 19 ومع جمال عبدالناصر في ثورة 52، ولكنكم للأسف كنتم مجموعة شباب تناديتم علي الفيس بوك بطريقة عفوية دون قيادة ودون مشروع ودون برنامج تقدمونه للناس حتي يلتف الداني والقاصي حولكم ويؤازركم فيحموكم من المتربصين الذي ينتهزون الفرصة لينقضوا عليها لمصلحتهم ليس إلا.
أنا: تقصد أننا قصَّرنا في ثورتنا فلم نتهيأ لها كما يجب ولم نسويها علي نار هادئة حتي تنضج تماماً.
هو: اغفر لك هذا التشبيه الذي فيه النار والانضاج.. لكن ما أقصده أن شعاركم بالحرية والعيش والعدالة.. كان مجرد شعار لا يؤازره برنامج واضح لتحقيقه ولا قائد ملهم منكم يراه الناس قادراً علي تحقيق حلمهم وإنقاذ بلدهم من الضياع.
أنا (في انكسار): لا تذكرني بالضياع فبلدي تنهار بصورة مخيفة والفوضي تعم ووصل الأمر إلي العصيان المدني في عدد من المحافظات.. وفوق هذا وذاك بدأت دول ودويلات تتكالب علي وطني لتنهش من لحمه وكأنها تتمثل فيمن يقول «وقع العجل.. حمَّوا السكاكين».
هو: يا صديقي الإنسان لقد اختطف ثورتكم ما ليس منكم ولا أنتم منهم.. اختطفوها بكل السبل والوسائل لا لشيء إلا لأنهم كانوا منظمين لهم قيادة ولديهم هدف وطموح لأنفسهم لا لوطنكم ولا لكم كشعب.. وهذا تعرفونه جيداً.. فلا تبكوا علي اللبن المسكوب كثيراً.
أنا: وماذا نفعل أكثر مما نفعل يا خروف.. مظاهراتنا المنددة بهم وبحكمهم في كل المدن والمحافظات من الوطن العزيز.. هتافاتنا تشق عنان السماء برفضهم وطلب رحيلهم، حتي وصل الأمر للعصيان في بعض البلدان..

ورفع المتظاهرون اللافتات المنددة بهم وبحكمهم، وبالرئيس الذي هو منهم والذي كتبوا له.. حكمت فظلمت فقتلت يا مرسي.. كل هذا وغيره وقتلانا ومصابينا من الشباب يتزايدون يوماً وراء الآخر.. ماذا يا خروف نصنع أكثر من ذلك وقد نشف البئر ونضب العيش وقلت الحيلة لاكتساب الأرزاق بعد توقف كل أنشطة الحياة تقريباً.. لقد اغتصبوا حقنا في العيش الكريم والحرية الحقة والعدالة والديمقراطية يا خروف.
هو: أعلم.. أعلم يا صديقي الإنسان وأري أن تعيدوا ترتيب أوضاعكم وأن تبحثوا بين شبابكم النقي الطاهر عمن يقودكم.. وأن تضعوا بعين وبصيرة برنامجكم للخلاص لكم وللبلد الذي بدوره يلهب الجماهير المتعطشة للحرية والكرامة علي أرض وطنها المقهور، اجتذبوا الشعب.. كل الشعب حولكم وحول ثورتكم التي تجددونها برؤية واضحة ومشروع معلن يحقق آمال الناس.. وهبُّوا جميعاً هبَّة رجل واحد لاسترداد بلدكم وتخليص ثورتكم من مغتصبيها ولا تقولوا ذهب الوقت فكم من ثورات لم تنضج وتستقر إلا بعد سنوات من قيامها.. ودعوا ما فات من أحداث وأحزان فلا ندم علي شباب شهيد فهو في جنة الرضوان ولا حزن علي مصاب يعاني فله أجر المخلصين ولا بكاء علي مسحول أو متعر أو مسحولة أو متعرية أو مغتَصب أو مغتَصبة أو متعذب أو متعذبة فلكل حقه الذي لن يضيع مع الأيام.. ضعوا نصب أعينكم هدف واحد.. هو بلدكم.. وطنكم.. مصر أم الدنيا التي تستحق منكم كل شيء وأكثر.. خلصوها مما جثم علي صدرها وأوجع قلبها وأبكي عيونها.. خلصوها يا صاحبي قبل فوات الأوان.. فالزمن يمضي والوقت أمضي من السيف.
أنا: وتظن أننا سننجح يا خروف؟
هو: أظن ذلك ويحزنني ما حدث ويحدث لكم.. فذبحي وسلخي فخر لي بين الحيوانات فقد اختصني الله لأفدي جدكم إسماعيل عليه السلام.. أما ذبحكم وسحلكم فهو عار.. عار علي من اقترفوه من بني جلدتكم.. فانهض.. انهض يا ابن مصر الغالية.. انهض وأعدها إلي أحضانك، فالمستحوذون عليها والمتربصون بها.. كلاهما شر وبيل علي مصر الطيبة.. «والله معكم ولن يترككم أعمالكم» صدق الله العظيم.
[email protected]