رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بمصر.. قرَّ عينا سيدي المسيح

واليوم.. تحتفل مصر بعيد ميلادك.. سيدي المسيح.. وبعد أيام قليلة يحل شهر ربيع الخير .. حيث الاحتفال بمولد أخيك محمد بن عبدالله.. عليكما الصلاة والسلام.. يواكبه ويتبعه مباشرة الاحتفال بالذكري الثانية لثورة 25 يناير العظيمة.. وكأنما جاء تتابع الأعياد في هذه الآونة بالذات.. ليذكر الناسين.. ويعلم

الجاهلين.. أن شعب مصر الكنانة الذي بهر الدنيا منذ القدم بحضارته.. وأثار إعجاب العالمين بتماسكه ووحدته.. هو شعب رسخت فيه فضائل الوفاء والصفاء والنقاء.. واعتنقت روحه قيم المودة والمحبة والإخاء.. مع قوة الإيمان بالإله الواحد.. فاطر الأرض والسماء.. تلك الفضائل السامية.. والقيم الراقية.. التي قرعت أسماع الدنيا.. ساعة ميلادك المجيد سيدي المسيح.. حين انطلقت الترنيمة الملائكية «المجد لله في الأعالي، وعلي الأرض السلام، وبالناس المسرة» ولقد كان السلام.. وهو تاج كل القيم والفضائل.. وأمل كل البشر.. المتأخرين منهم والأوائل.. كان هو السلام - وسوف يظل - هو رفيقك وحليفك.. في مسيرتك العلوية المقدسة.. ذات المجد الرفيع.. والشرف المبين.. منذ ولادتك.. وإلي يوم الدين.. ذلك قول الحق.. الذي سجله لك آخر الكتب السماوية «والسلام عليّ يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا». والسلام هو إكسير الحياة.. وطوق النجاة وهو حب الله.. وحب الوطن.. وبه حفظ الحياة.. وهو حب الخير.. وكراهية الشر.. جلب النفع.. ودفع الضر.. ولولا أن مصر الكنانة.. هي أرض المحبة والمودة والسلام وواحة السكينة والاطمئنان والأمان.. ما اختارتها.. ووفدت إليها العائلة المقدسة.. دون سائر الأمصار والبلدان.. وهكذا - سيدي المسيح - سعد بمقدمك شعب مصر.. وأحبك منذ كنت في المهد صبيا.. وأنت من بعد قد أحببته..

ثم دعوت له حين بشرته.. بقولك «مبارك شعب مصر».. وتفتحت لدعائك وبشارتك أبواب السماء.. ليتعاظم في مصر الأمن والأمان.. وتحل البركة ويزيد النماء. وقبل انقضاء ستة قرون علي مولدك - سيدي المسيح - كان مولد أخيك محمد.. عليكما السلام.. جاء ليتمم ما بدأت من مكارم الأخلاق ويشيع بين الناس المحبة والسلام.. وينكر الشقاق والنفاق.. هذه القيم النبيلة التي التزم بها شعب مصر علي مر العصور والأزمان.. يقدم للدنيا قاطبة المثل الأعلي في الإخوة الإنسانية.. في التراحم والتسامح.. في احترام حقوق الإنسان.
هذه .. هي - سيدي المسيح - المحروسة.. مصر الكنانة.. بمحبتك.. ومحبة أخيك محمد.. أسبغ عليها الله.. حفظه وبركته وأمانه.. وهي بنسيجها الوطني المتين.. بترابط وتكافل وتضامن شعبها الوفي الأمين.. ستظل - أبداً - مصانة.. بقوله تعالي: «ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».
بمصر.. التي أحبتك وأحببتها.. قرَّ عينا - سيدي المسيح - فهي مهما تنازعتها الأهواء سوف تعود حتماً إلي طريقها السوي السديد الصحيح.. وهي اليوم.. وكل يوم.. تقرئك السلام.. يا معلم الحب.. وصانع السلام.