رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الطابور الخامس.. والثورة

دائماً النجاح له ألف أب والفشل يتبرأ منه الكل.. وهذا ما ينطبق على ثورة 25 يناير!! نجحت الثورة والكل أمسك بتلابيبها، من المستسلمين الراكعين المعتادين على الظهور فى مواقف مائعة غير محددة بين الحق والباطل.. المنافقين والمتلونين، والكدابين والمهللين، والمطبلين والراقصين فى كل الأفراح، والباكين فى كل المآتم.. لأنهم اعتادوا على ألا يعيشوا إلا بمداد الحبل السرى بينهم وبين الأنظمة الفاسدة، وتجاوزوا كل الحدود التى لا يمكن للشعب أن يقبلوها بعد ثورة شعبية أبهرت العالم.. متأكدون أنهم غير قادرين على التجاوب مع المتغيرات التى قامت بها ثورة 25 يناير بعدما خرج المارد المصرى من القمقم محطماً أغلاله معلناً أنه لن يعود إليها مرة أخرى.

فأسقطوا الأقنعة خطأ وحاولوا ركوب الثورة بوجوه كريهة ومملة سمتها البلادة والجمود، معتقدين خطأ أن الشعب نسيهم ونسى مواقفهم المشينة تجاه كل إصلاح أو تصحيح للمسار.. هؤلاء أكلة لحوم البشر، منتفخى الكروش، وخربى الذمم والضمائر.. ليس لديهم إلا الأكاذيب والأباطيل، حاربوا كل إنسان شريف، سياسى أو كاتب أو باحث أو مفكر، قال رأيه بصدق وحرية، وأعلن رفضه لما يؤمنون به ويقدسونه من فساد واستبداد.
فيجد نفسه أمام ميليشيات تخرجه من مفهوم الوطنية التى يعتقدون أنها ملك خاص لهم، ويدخلونه فى ذمرة العملاء المارقين والخونة المدسوسين، ويشيعوه بمفردات من قاموس خاص بهم من الشتائم واللعان، ويحاولون فرض إرهاب فكرى حول كل مطالب الإصلاح.
ويرفضون السماح لهم بالرد والإقناع والمجادلة للتصحيح، معتقدين ومؤمنين بسياسات تكميم الأفواه وقطع الألسن وقمع الحريات، حتى يفكر غيرهم من الشرفاء ألف مرة عندما ينتقد قدس الأقداس الخاص بهذه الميليشيات حتى لا يتعرض للنهض والتجريح، ولا يجد نفسه عرضة لحوارات انفعالية ثأرية ومعادية فى محاولة للوصول إلى غاية ما يريدونه بأسرع وقت وهى الوصاية على مستقبل مصر وتاريخها!!
هذه الميليشيات المتلونة والمتحولة حسب مزاج الحاكم وأمره، تعيش خدماً وشماشرجية وخشداشية تحت حذاء الحاكم.. أياً كان صالح أو طالح، عدو للشعب أو حبيبه، ديكتاتور أو ديمقراطى.. بينفهم أو مخاصمة الذكاء.. عنيد من أجل العند، أم سياسى مرن يعرف ماذا يريد شعبه؟.. كل هذا لا يهم المهم أن يكونوا قريبين من حذائه، محاولين

التملص والنفى والخروج عن أى واقع تاريخى يتنافى مع مصالحهم، حتى لو أضرت بالبلاد وأذت بالعباد.. دون أى هدف حقيقى اللهم إلا للتمجيد، والتسبيح والتفخيم لفرد واحد، وتنصيبه الله، حامى البلاد ورازق العباد، فى نفاق كريه ولعين.. لا يعترفون بدوران العجلة وأنها لن تعود إلى الوراء مرة أخرى، ففقدوا الإحساس بالزمان والمكان، وأصبحوا كالعاهرة التى تتحدث عن الشرف والعفة بمنتهى الفجاجة والبجاحة.
غير مصدقين أنهم أفاقوا على نهاية مؤسفة ومذلة لهم ولتاريخهم، ومسجلة على جبين الوطن، وعلى أجساد المعذبين والمضطهدين، والمرضى والجوعى من أبناء الشعب، ولكنهم يحاولون تجميل كل حاكم بما يخالف الحقائق التاريخية بافتراءات وأكاذيب وتزييف للبطولات ومحاولة تعميمها على المواطنين، بإعلام مأجور كاذب مخادع مرتشى!
هؤلاء جميعاً نحذر منهم حتى لا يسرقوا ثورة مصر وحلمها الطاهر، ويدوسوا على دم الشهداء.. فليبتعدوا وليتنحوا إلى مزبلة التاريخ بعيداً عن مقدرات الشعب.. كفاهم ما اقترفوه من آثام، وخطايا تصل إلى الخيانة العظمى فى حق وطن لا يستحق منهم ما قدموه إليه، ولكنهم لا يستحقون إلا اللعنات والدعوات التى جهر بها المعذبون، والمحبطون والحالمون بمستقبل أفضل لهم ولأبنائهم بعيداً عن هؤلاء المخادعون.
وهذا الطابور الخامس يلتف حول أهداف ثورة 25 يناير، محاولاً إعادة الشعب إلى دائرة النسيان، والخفافيش من طيور الظلام مرة أخرى إلى أوكارها (مناصبها)، والذئاب إلى ضحاياها، والأبرياء إلى جلاديهم.
هؤلاء المتحولون المنافقون، الذين يأكلون مع كل ذنب، ويبكون على كل ضحية.