رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عندما تبتلع السمكة طعمين

الذين يصطادون الأسماك بالصنانير يعانون كثيرًا من الأسماك الماهرة التي تأكل أطراف الطعم دون أن تبتلعه فيتم اصطيادها، ولا يتم إلا اصطياد السمكات سيئة الحظ التي لا تلحظ الخطاف وتبتلع الطعم، لكن هل سمعتم قط عن سمكة بلغت من السذاجة أن ابتلعت طعمين في وقت واحد؟.

خلال تعامل إسرائيل مع المقاومة الفلسطينية في غزة كانت تعلم أن مصر مبارك تمثل السندان الذي يمكنها من طرق غزة، وبدون وجود السندان فإن ضربات المطرقة تطيش، وإذا أصابت لا تأتي ثمارها، فلما سقط مبارك وحكمه فإن إسرائيل تريد أن تنتهج نهجاً آخر لتستعيد دور مصر كسندان المطرقة، ولتكون الجزء المكمل لحلقة الحصار الرهيب على الشعب الفلسطيني في غزة، ولكن كيف يتم لها ذلك في أجواء ثورة أغلب الظن أنها تأتي إما بإسلاميين أو قوميين وكلاهما ضد الممارسات الإسرائيلية تعبيرًا عن إرادة الأغلبية التي تنتخب هؤلاء، من هنا بدأت إسرائيل تنتهج أسلوباً إعلامياً من خلال وكلاء الداخل.. يعلق الطعم في الخطاف للشعب المصري ليصبح هو ذاته – وليس حكومته كما في عهد مبارك – سندان المطرقة الذي تتم بواسطته حصار الشعب الفلسطيني في غزة، ليكون الحصار عن طريق الشعب المصري هذه المرة وليس عن طريق الحكومة المصرية.
وألقت إسرائيل عدة صنانير تستهدف شرائح ظهر أنها مناسبة تمامًا للمخاطبة، وهي شرائح حزب الكنبة والفلول وجماعة أسفين يا ريس والشفايقة وما يطلبه مستمعو عكاشة، فالكتلة الرخوة غير الثورية التي أعطت شفيق 48% من الأصوات أثبتت أنها قابلة لابتلاع هذه (الطعوم) ذات الخطاطيف.
أول طعم أنزلته إسرائيل – قبيل الجولة الثانية للانتخابات - أسطورة وهمية (بلهاء) حقًا - وعذرًا لهذه المصطلحات إذ لا أحب استخدام مصطلحات صريحة، لكنني لا أجد مصطلحًا أكثر تعبيراً - أن الفلسطينيين وحركة حماس يريدون الاستيطان في سيناء، مرة يقولون بديلا عن غزة ومرة يقولون توسعة لغزة!، هذا الكلام الفارغ لم يصدر قط عن فلسطيني!، ولا قال به أحد عاقل، ومن يستبدل وطنه؟، وهي فزاعة استخدمتها إسرائيل في لبنان من قبل وما لبثت أن سقطت، إذ كان الفلسطينيون يصرون على حق العودة لأراضي 1948، فكيف يقال إنهم يريدون سيناء بديلا عن بلادهم؟، لو كان هناك مخيمات للاجئين الفلسطينيين في سيناء لربما كان هناك نسبة واحد في المائة أن يكون هذا الاحتمال صحيحًا، لكن العجب أن يقال هذا ومصر هي الدولة الوحيدة من دول الجوار التي لا تحتوي مخيمات لاجئين على خلاف لبنان وسوريا والأردن، فكيف يقال هذا الهراء، ربما نفهم أن يكون هذا فكرة تائهة في عقل الإسرائيليين أنفسهم، فهم أصحاب المصلحة في هذا، وهم الذين فكروا في عدة بدائل عند إنشاء إسرائيل، هل تكون في فلسطين أو

أوغندا أو الأرجنتين، ففكرة الوطن البديل في تراثهم، لكنها أبدًا ليست في تراثنا، لكن بعض المصريين الذين يقتاتون فكريًا على كلام شفيق ويتعاطون برامج توفيق عكاشة ليس بعيدًا عليهم تصديق أي شىء!!.
وأما الطعم الثاني – وقد نزل إلى الشعب المصري فور فوز مرسي - أن الفلسطينيين سبب أزمات مصر، فكهرباء مصر في أزمة لأنها تذهب لغزة، وعندنا أزمة سولار لأن سولار مصر يذهب لغزة، وعندنا أزمة غاز لأن غاز مصر يذهب لغزة!! (والحمد لله أنهم لم يقولوا أن سبب أزمة القمامة لأن عمال النظافة في غزة)!!، وإذا قلت لأحدهم كيف تحدث غزة أزمة في مصر وعدد سكانها 2% من عدد سكان مصر، وليس فيها مصانع كبرى تستهلك الكهرباء، ونسبة الكهرباء المستهلكة في غزة واحد من الألف من مجمل إنتاج الكهرباء في مصر، وهي قطاع ضيق ليس فيه حركة سيارات كبيرة، وكميات السولار الضئيلة المهربة من مصر لا تزيد على استهلاك مدينة صغيرة في مصر، فكيف تكون المسئولة عن أزمات السولار في طول مصر وعرضها؟!، إذا قلت لهم هذا لا تجد أمامك إلا ملامح توفيق عكاشة مرتسمة على الوجوه، هو نفسه فكر 13-13-2013، ونظرية تحرك الماسون الأكبر!!.. نحن أمام سمكة تبتلع طعمين.. وأكثر !!.
لكن والحق يقال أنا لا أدين حزب الكنبة وأكلة الفول السوداني أمام برامج عكاشة، هؤلاء الذين لو ظللنا معهم ووراءهم لما قامت ثورة، ولا أدين (الشفايقة) و(آسفين يا ريس) بقدر إدانتي للقوى المدنية والنخب التي لا تقف موقفًا واضحًا في مواجهة هذه الطعوم وتوجه انتباه الشعب المصري لها، لكن الكثيرين منهم أكلتهم المزايدات والخلافات السياسية مع الرئيس وحزبه، فأصبحوا على استعداد لترك الشعب المصري يبتلع الطعم والطعمين لينفذ إرادة إسرائيل في إخواننا الفلسطينيين.. قاتل الله الجهل والحقد والمزايدة السياسية.
[email protected]