رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

باخت وشاخت!!

يا عالم يا ناس يا هووه، يا مسئولينا، يا حكومتنا يا أسيادنا، يا كبرائنا يا ولاد الناس، يا ولاد الحلال، يا ولاد (.....) تركت بين الأقواس فارغاً لك عزيزى القارئ حتى تملأها بمعرفتك كل حسب ثقافته وبيئته، ودرجة حبه أو كرهه للحكومة..

طهقنا طقينا اتفرسنا.. معقول مفيش فى الحكومة مجموعة مسئولين، أو حتى مسئول واحد كبر منصبه أو اتسع نفوذه، أو حتى اتسع كرشه أو تمدد ضميره، وكان من بتوع «هما اللى خرموا التعريفة» أو «دهنوا الهوا دوكو»!! وبيعرفوا يقيفوا القوانين والدساتير على هواهم طبعاً، أو من بتوع ربنا بالصلاة ع النبى يستطيع واحد منهم أن يقف أمام الارتفاعات الجنونية للهيب الأسعار، هذه الفوضى التى اكتسحت أسواق السلع والخدمات.. وباتت تكوى وتشوى الجماهير بلهيبها. فكل جهود الحكومة فى كارثة الأسعار المفجعة شوية كلام فقط لا غير! لتحذير الجماهير وإقناعها بهذه الارتفاعات، فمثلاً تقول الحكومة - هذه هى آليات السوق الحرة - وأن الأسعار يحددها قانون العرض والطلب، وإحنا بنعمل جاهدين على تخفيض معدل التضخم، وعلى توازن موازنة الدولة، وعلى رفع هياكل الأجور، وبنعمل على تخفيض حجم البطالة لسد عجز ميزانية الأسرة.. هما ما يعرفوش أن هذا العجز بيتسد، لكن عن طريق الرشوة والتسهيلات، والفساد الذى ضرب كالسوس فى كل مؤسسات الدولة.. وكمان بيقولوا إنهم بيعملوا على تحقيق العدالة الاجتماعية والأمن الاجتماعى!! ومحدش شايف حاجة.
والحقيقة إذا قارنا هذه التصريحات بكلام الخبراء الاقتصاديين عن هذه الورطة، وجنون الأسعار.. فنسمع منهم كلاماً عجيباً لا نفهمه، ولا نهضمه، فمثلاً بعد الدش والرغى من هؤلاء الجهابذة، نستمع إلى مصطلحات وأحجيات وطلاسم، يدعون أنها روشتة لعلاج ارتفاع الأسعار، ولا يعرف رب أى أسرة كيف يصرفها، ومن أى صيدلية، بعدما ركع المسكين واستسلم وانحنى من شدة ارتفاع الأسعار.. ولا أحد يعرف هل هذه الروشتة بها دواء شراب، وأقراص أم هل يا ترى كلها «أقماع لبوس»(!!).
لأنهم بيطالبوا بالتوازنات الاقتصادية، وتقليص الفجوة بين الإنفاق والمدخرات والاستثمارات!! والشعب لا يعرف مدخرات منين؟!.. أو استثمارات فى إيه؟.. ويدعون أنهم

بيعملوا جاهدين على وقف تدهور سعر الصرف للعملة المحلية!! مع أن المواطن العادى ما يعرفش الفرق بين سعر صرف البنكنوت وبين الصرف الصحى!!.. وبيقولوا إنهم بيطالبوا بتوازن ميزان المدفوعات «شوفوا إزاي».. والمواطن المطحون لا يهمه غير مراقبة ميزان الجزار - هذا إذا زاره - لأن كيلو اللحمة يدمر له مرتبه.. ويرفعون شعار التحرر الاقتصادى لآليات السوق، مع أن فيه ناس محتارة وبتسأل، هو لسه فيه عبيد يطالبوا بالتحرر والعالم فى الألفية الثالثة؟!
وهذا هو كلام الخبراء الاقتصاديين الحكوميين، أو بمعنى أدق «كلام الخوابير الاقتصاديين» مش حتفرق، لأ الفرق مش كبير وما حدش هايحس بحاجة! فكلها شعارات طنانة، وحذلقة فكرية لا تودى ولا تجيب، (بس تغرق).
وهذا الكلام يصعب فهمه على معدومى الدخل، ومهدومى الدخل!!
فكلام الخبراء يحتاج إلى تفسير من الخبير الاقتصادى العالمى د. «شاخت» وزير اقتصاد ألمانيا النازية فى عهد «هتلر».. لأن جنون الأسعار أصبح شيئاً مستفزاً ومقرفاً، والعملية كلها «باخت وشاخت» بالألف ومن غير الألف.
واعذرنى عزيزى القارئ لما تقرأها من غير الألف!!.. لأن المواطن لا يهمه كل هذه الحذلقات، وكل ما يهمه الانضباط الاقتصادى، والرقابة على الأسعار تحت أى مسمى وأى شعار لأنه زهق من حكاية شد الحزام اللى كسرت وسطه ولأن الجوع كافر أصبحنا نرى قتلى فى طوابير العيش، وأنابيب البوتاجاز.. ولسه ياما هنشوف.. وسلم لى على الأمن الاجتماعى..!!