عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تكريم مبارك.....تاني ؟!!

دعونا نتحدث عن التاريخ أولًا ثم منه نعود للحديث عن السياسة، فإذا تحدثنا عن حرب أكتوبر من منظور تاريخي يدع السياسة جانبًا سنجد أنها بوتقة عظيمة صبت فيها جهود نخبة من ألمع الأسماء في تاريخ العسكرية المصرية، وقسمت بينهم الأدوار طبقًا لاختصاصاتهم، وطبقًا لأهمية الأدوار التي تقوم بها تشكيلاتهم في المعركة وفقًا لقدرات مصر في ذلك الوقت مقارنة بعدوها، إذ كان من أعظم إيجابيات الخطة العسكرية المصرية أنها وضعت لتتناسب تمامًا مع قدراتنا، فلم تكن فيها عنتريات الزمن السابق.

   وكنا نعلم التفوق الكبير للطيران الإسرائيلي على الطيران المصري كمًا وكيفًا، فراعت الخطة العسكرية أن يقوم الطيران المصري بضربته الأولى المفاجأة، حيث عنصر المفاجئة سيعفيه من مواجهة الطيران الإسرائيلي المتفوق، ثم بعد ذلك يتوارى الطيران المصري ويترك لحائط الصواريخ ومنظومة الدفاع الجوي القوية التصدي للطيران الإسرائيلي، ويكتفي الطيران المصري بعد الضربة الأولى المركزة ببعض مهام المساندة للقوات الأرضية على نطاق ضيق، وفي حدود مدى الدفاع الجوي المصري، وتم هذا التخطيط بنجاح، وتوارى دور القوات الجوية المصرية طبقًا للخطة، إلى أن حدثت الثغرة وبدأت قوات شارون تدمير مواقع الدفاع الجوي فحدثت ثغرة مماثلة في الجو، فبدأت القوات الجوية الإسرائيلية عملها فوق أجواء الجبهة وبدأ الطيران المصري في دخول المعركة بكثافة من جديد، وحدثت معركة المنصورة الشهيرة وغيرها.
وهكذا طبقًا لخطة الحرب كانت الأعباء الموكلة لسلاح الطيران محددة، وذلك حتى لا يتم التضحية به في مواجهة عدو أكثر تفوقًا، بينما ألقت الخطة –بطبيعتها- العبء الأكبر في الحرب على كاهل القوات البرية والدفاع الجوي، وقام الجميع بواجبهم على أكمل وجه.
  وعلى ذلك لو شئنا أن نقوم بترتيب القادة طبقًا لأهمية أدوارهم في الحرب والأعباء الملقاة على عاتقهم– وليس طبقًا للأقدمية أو الرتبة- وبالتالي طبقًا لأولوية تكريمهم لكان من الواجب أن يكون ترتيب اللواء حسني مبارك تبعًا لدوره في المعركة هو العشرين، قبله تسع عشرة شخصية ساهمت بأدوار أكبر – وهذا ليس تقليلًا من دوره ولكن إحقاقًا للحق- ولأسباب سياسية معروفة اراد الرئيس السادات تكريم قائد الطيران تحديدًا ليضاهئ التكريم الذي حصلت عليه الضربة الجوية الإسرائيلية عام 1967، فحصل حسني مبارك على تكريم زائد في عهد السادات، ثم استأثر لنفسه بنصيب الأسد من التكريم في عهده واختزل الحرب في الضربة الجوية، حتى وصل بالمنافقين الأمر أن زوروا الصور في بانوراما أكتوبر كما هو معروف، فالعجب بعد كل هذا التكريم والتكريم والتكريم أن يأتي

من يطالب بتكريم مبارك تحديدًا – ولا يذكر غيره – باعتباره من أبطال أكتوبر !!.
يا عبيد فرعون !!، هل افتقدتم بهذه السرعة الأكاذيب الذي زور بها التاريخ طوال تلك السنوات حتى تطالبوا باستمرارها بعد سقوطه ؟!!، عن أي تكريم تتحدثون ؟!!، لماذا لم تذكروا أيًا من تلك الأسماء المذكورة أعلاه، لماذا لم تتحدثوا عن احمد إسماعيل ودوره، لماذا لم تطالبوا بتكريم سعد مأمون، أو عبد المنعم واصل، لماذا لم تحدثونا عن اللواء الماحي القائد الأسطوري للمدفعية، هل يسمع عنه أحد، لماذا لم تحدثونا عن اللواء جمال محمود قائد سلاح المهندسين المسؤول عن فتح الثغرات في الساتر الترابي ومد جسور العبور، هل يعرفه أحد، لماذا مبارك تحديدًا الذي نال نصيب الأسد من التكريم طوال تلك السنوات، فأي تكريم إضافي تطالبون به !!
إن الحديث عن تكريم مبارك بعد كل هذا هو (استهبال سياسي فاقع)، يا سادة إن الجزاء من جنس العمل، وإذا كان مبارك وبطانته زوروا التاريخ واختزلوه ليحصل على أكثر من حقه فلابد أن تمضي سنوات طويلة دون ذكر لمبارك في حرب أكتوبر حتى تتطهر الأجيال الجديدة من الدجل التاريخي الذي كان يملأ الفترة الماضية، وإذا كان مبارك قد نحى ذكر أبطال أكتوبر جانبًا ليظهر هو وحده فلابد أن ننحي ذكره جانبًا - لفترة ما - جزاء وفاقًا وأجرًا طباقًا، ثم بعد ذلك نعود لذكره في حدود الدور الذي أنيط به مقارنة بأقرانه من أبطال أكتوبر، فابدأوا بذكر من هو أولى بالتكريم، حتى تعرف الأجيال الجديدة اسماء طواها مبارك في ذاكرة النسيان، يا من تدعون أنكم تريدون الحق.
[email protected]