رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«المصريين.. عاملين إيه؟!»

بماذا يشعر المواطن المصري الآن؟
ما هي الحالة النفسية للناس الذين يعيشون علي أرض مصر؟
ماذا يدور في صدر وعقل المواطن المصري.. وما هي أحاسيسه ومشاعره؟

سألت ناساً كثيرين حولي.. أقارب.. أصحاب.. زملاء.. جيران.. حتي سائقي التاكسي والبائعين.. تعددت إجاباتهم لكن تجمعت كثير من آرائهم.
قالوا لي إن المصريين هذه الأيام - أغلبهم علي الأقل - يشعرون بحالة «انتظار» عامة، كل مصري ينتظر وإن كان لا يعرف بالتحديد ماذا ينتظر!
ربما الناس ينتظرون الفرج، وإن كانوا لا يعرفون شكله، ربما البعض ينتظر معجزة، والبعض ينتظر «بكرة» لكن «بكرة» يأتي نسخة من «إمبارح» القريب.. إذن عليهم أن ينتظروا.. «بعد بكرة».
وبعيداً عن حالة «القرف العام» والزهق، فإن أغلب الناس يشعرون بحالة «خنقة»، كأن هناك أكواماً من الحجارة تجثم علي صدورهم، فإن لدي كثير من المصريين الآن حالة تربص عامة.. وكأن الناس يعيشون ويرقدون في غيطان ذرة، يتحفزون لاصطياد أي خطأ للآخرين، لينفثوا عن مشاعر الغضب والإحباط التي سيطرت عليهم!
لكن المؤكد أن غالبية المصريين أصيبوا بحالة تبلد ولامبالاة، لم يعد هناك شيء جديد يغمر مشاعرهم، لقد شاهدوا علي مدار الفترة الماضية، غرائب وعجائب ومتناقضات لم تكن تخطر لهم علي بال.
عاش الناس ومازالوا، يسمعون كل

يوم ويقرأون العجب العجاب، من أخبار وتصريحات وآراء، يسمعون لكنهم لا يصدقون.
المصري الآن يكذب كل ما يسمعه، ولا يصدق بسهولة أي شيء يقال، لا يوجد زعيم تنطبع كلماته في القلوب، لا يوجد من يتحدث عن الوطن والوطنية، يصدق الناس أنه وطني أكثر منهم!
ويبدو أن شعب مصر أصيب أيضاً بحالة «دوخة وتوهان» عامة، الناس يمشون في الشوارع، وكأنهم نيام يتحركون في غيبوبة، والمواطن المصري أصبح في حالة نسيان دائمة، وكأن الماء الذي يشربه ممزوج بمخدر.. أو كأن طعامه مطبوخ «بالداتورة»!
وكثير من الناس وسط مشاعر اليأس والإحباط، اتجهوا ناحية السماء بحثاً عن حل، لم يعد أمام المواطن الغلبان سوي أن يرفع يديه إلي السماء، ويهتف من قلبه «يا رب»!
أنا شخصياً أصبح دعائي:
«يا رب.. يا تاخذني.. يا تاخذهم»!
وطبعاً الأسهل.. ياخذني أنا.