رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ما الذي يحدث في الإمارات؟!

لا شك أن للإمارات منزلة كبيرة في نفوس الغالبية الساحقة من المصريين، ولو قلت كل المصريين لما كنت بعيدًا عن الحقيقة، وذلك لعدة عوامل منها ما يتعلق بشعبها الطيب، ومنها ما يتعلق بحسن المعاملة وطيب المعشر الذي يشعر به المصريون على العموم في الإمارات مقارنة بباقي دول الخليج، ومنها ما يتعلق بارتباط المصريين بالراحل الشيخ زايد بن سلطان طيب الله ثراه مؤسس الإمارات وأول حكامها وكانت له مع مصر من المواقف المشهودة والمآثر المحمودة ما يحتاج لسجلات لتدوينه، وفي الإجمال يمكننا أن نقول إننا كمصريين كنا نحس دائمًا أنه (لا يأتي من الإمارات إلا الخير).

 
ولعل هذا تحديدًا هو ما يجعلنا نحس بوطأة هذا الذي نسمعه ونشاهده من الإمارات هذه الأيام، لن أتحدث عن تحولها لمأوى لبقايا عصر مبارك الذين نهبوا ثروات مصر وأفسدوا حياتها السياسية، فهذا أمر يطول وليس هذا هو ما أنا بصدده حاليًا، وإنما أتكلم عن الحالة السياسية الشاذة الذي يمثلها السيد ضاحي خلفان قائد شرطة دبي!!.
الرجل من ناحية الكفاءة المهنية كقائد لشرطة دبي له كفاءة مشهودة ونجاحات كبيرة، لكن الرجل على الجانب الآخر يمثل –بكل المقاييس- حالة سياسية شاذة بما يصدره من تصريحات ليس لها علاقة على الإطلاق بمقتضيات منصبه، فعندما يتطاول على رئيس مصر أكبر دولة عربية وقلب العروبة والإسلام، البلد الذي كان لسياسته المناهضة للاستعمار والداعمة للتوجه الوحدوي أكبر الأثر في استقلال الخليج وقيام وحدة الإمارات، فيقول عن رئيس مصر إنه سيأتي للخليج حبوًا ولن نفرش له السجادة الحمراء!!، فإننا نتعجب ليس فقط من وقاحته وجرأته على مصر ورئيسها المنتخب بإرادة شعبها، وإنما نتعجب أيضًا لتجاوزه صلاحياته الوظيفية، فمن أنت حتى تفرش السجادة الحمراء أو لا تفرشها؟!!!، أنت رئيس لشرطة إمارة دبي، ولست وزيرًا لخارجية دولة الإمارات أو رئيسًا لمراسمها حتى تتكلم عن السجادة الحمراء، ومن الذي تستقبله دولة الإمارات ومن الذي لا تستقبله !!، هذا ناهيك عن تخوين قطاع من المصريين وهم الإخوان المسلمون ومن يتعاطف معهم، وهو تدخل مذهل في أخص الشئون الداخلية المصرية، كأن حالتنا الداخلية المحتقنة تنقصها تصريحات ابن خلفان لتصب مزيدًا من الزيت على النار، وللإمانة فتصريحات الرجل الشاذة لم تقتصر على مصر، بل صرح منذ أيام «بأننا سننشئ خلايا في إيران إن تعرض أمننا للخطر»!!، عظيم!!، بأي صلاحيات تصدر هذا التصريح العجيب؟!!، هل عينت وزيرًا لدفاع دولة الإمارات ونحن لا ندري ؟!، أم أصبحت مديرًا للمخابرات الاتحادية في غفلة من الزمن ؟!، فهؤلاء هم المخول لهم فعل هذا – إن فعلوه- فما علاقة قائد شرطة دبي بتكوين خلايا في إيران ؟!، وما علاقته باستقبال رئيس أكبر دولة عربية ؟!!، وما علاقته توزيع صكوك الوطنية وتهم الخيانة على المصريين؟!.
وأعجب من تصريحات الرجل دفاع البعض عنه بأنه يعبر عن آرائه

الشخصية باعتباره مواطنًا!!، يا سادة المسئول في كل بلاد العالم شخصية عامة ومحاسب على ما يقول، هذا في أعتى الديمقراطيات، كما أن تصريحات الرجل ببساطة ليست تصريحات مواطن عادي، فهو يتحدث عن إجراءات تنفيذية تخص الدولة مثل استقبال رئيس مصر أو تكوين خلايا في دولة أخرى، هذه إجراءات تنفيذية، وبالتالي فالقول بأن الرجل يعبر عن (رأيه) هو قول يمثل كما نقول في مصر (سوق الهبل على الشيطنة)، هل كانت الإمارات لتتسامح لو صدر تصريح مماثل من مدير أمن القاهرة مثلا بحق حكام الإمارات؟!!.
وأعجب من هذا كله سكوت حكام الإمارات وحاكم دبي تحديدًا باعتباره رئيسه المباشر عن تخريفات الرجل وتجاوزه المطلق للأخلاقيات والأعراف ولصلاحيته، بينما يستطيع حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد – لا أقول بإصدار أمر مكتوب ولا حتى أمر شفاهي- بل بمجرد إيماءة من رأسه، فقط إيماءة من رأسه او من طرف عينه يفهم ابن خلفان مغزاها أن تسكته وتوقفه عند حده وتجعله يلتفت لمهام وظيفته وصلاحياته، ومعروف عن الإمارات أنها دولة منضبطة، ولا يمكن لمسئول أن يتجاوز صلاحياته بهذا الشكل وهذه الجرأة دون ضوء أخضر صريح ممن هم فوقه.
أقول للسيد ضاحي خلفان، والله ما أفسد ذات البين بين الإخوة وغير نفوسهم وأساء إلى العلاقات بينهم إلا أمثالك، وما أفسد الحكام والولاة إلا بطانة السوء أمثالك، والعيب والعتاب ليس عليك وإنما على من ترك لك الحبل على الغارب، ولا نملك إلا أن نستنزل الرحمات على الشيخ زايد رحمة الله عليه، فلو كان حيًا لما سمح لهذه المهزلة أن تحدث ناهيك أن تستمر في تتابع سخيف مريب، وأقول للشيخ محمد بن راشد، أسأل الله أن يلهمك الصواب قبل أن تتغير قلوب في مصر على إخوتهم، فما كانت تأتينا الرياح من دبي والإمارات إلا بكل خير، فأي ريح تأتي من هناك الآن؟!!
م/يحيى حسن عمر
[email protected]