رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

الأوليمبياد مباريات في انتصار الإرادة

لم يبق من الزمن سوي ثلاثة أيام، وتفتتح دورة الألعاب الرياضية - الأوليمبياد - في العاصمة البريطانية لندن، ومثلما لم أحضر بنفسى أية دورة سابقة، فلن أحضر دورة لندن، ومع ذلك، ففي وسعي أن أقول إنني - بفضل السينما حضرت أكثر من دورة سابقة، وأخص من بينها بالذكر دورة ألعاب برلين (1936).. لماذا؟

لأن الفيلم الذي سجلت صحبته المخرجة الألمانية «ليني ريفنشتال» وهي ليست كغيرها من المخرجات العاديات أنها من ذلك النوع المتفاني في حب فن السينما، وبخاصة ما كان منه متصلاً بما يسمي بالسينما التسجيلية.
ولقد شاءت لها الأقدار أن يكون صعودها في مجال السينما مواكباً لصعود هتلر في مجال السياسة حتي أصبح زعيم ألمانيا الأوحد، لا ينازعه في حكمها أحد وأن يكون أول لقاء تم بينهما منطلقاً لتكليفها بإخراج فيلم تسجيلي للاحتفال الجماهيري الحاشد للشباب النازي في مدينة «نورنبرج».
وكانت عند حسن ظنه بها، فأخرجت فيلم «انتصار الإرادة» (1934) الذي أحدث دوياً، حيثما عرض، وكان خير دعاية لألمانيا تحت حكم هتلر، وبطبيعة الحال، فازت بإخراج فيلم تسجيلي عن أوليمبياد برلين (1936).
ومرة أخرى، كانت عند حسن الظن بها، فقد أشاد به النقاد، ويعدونه، حتي يومنا هذا، أفضل من أي فيلم آخر، سجل أية دورة من دورات الأوليمبياد.
وهو، وفيلمها السابق «انتصار الإرادة»، كلاهما يعتبر من كلاسيكيات السينما.
وفيلمها عن دورة «برلين» أسمته «أوليمبياد» في جزئه الأول فسلطت الأضواء على الرياضيين والرياضيات، أثناء لحظة الانتصار، وكيف أنهم، بالعزم والإرادة، يتحولون من أسر التراب، من قيود اللحم والدم، من جذب الأرض، يريدون أن يصارعوا جسدهم، ليروا إلى أي مدي قصى، يستطيعون أن يمضوا به.
وكان من بين من سلطت الضوء عليه اللاعب الأمريكي الأسود البشرة «جونسون أونيز»، وذلك في لحظة انتصاره في مسابقة الوثب العالى.
أما فى الجزء الثاني، فركزت اهتمامها علي جمال أجسام الرياضيين والرياضيات، المدربة، وهي تتحرك برشاقة تخلب الألباب.
ومن سخرية الأقدار أن فات المخرجة القديرة، وهي تسلط الضوء علي اللاعب الأسود البشرة، الفائز في مسابقة الوثب العالي، أن هتلر من منطلق عنصريته البغيضة، رفض مصافحته لسواد بشرته.
هذه الغلطة استغلها الدكتور «جوبلز» وزير الإعلام النازي، الذي كان يمقت «ريفنشتال» مقتاً شديداً فكاد لها عند الزعيم ورغم روعة فيلمها، بدأ نجمها في الأفول.
مصطفى درويش