رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

النحاس باشا الذي لا يعرفه بلال فضل

يأيها المدعي في العلم فلسفة           إن حفظت شيئاً غابت عنك أشياء
أردت أن أستهل حديثي وأنا بصدد الرد علي ما صدر من عبارات من الاستاذ بلال فضل أثناء استضافته علي قناة النهار من قبل الاخ محمود سعد في مساء السابع من يوليو بهذا البيت الذي يؤخذ بمأخذ الامثال التي تضرب ازاء مثل هذه الكلمات التي قالها بخصوص الزعيم مصطفي النحاس باشا

وصاحب المقام الرفيع كان السيد بلال فضل يوجه النصح والارشاد للسيد رئيس جمهورية مصر لكي يسلك سلوك أردوغان رئيس وزراء تركيا ويسلك سلوك زعماء الارجنتين بخصوص المؤسسة العسكرية وهي كلها معلومات يعرفها الداني والقاصي ويعلمها الصغير قبل الكبير وفجأة وجه كلامه للأخ محمود سعد وأنا سأنقل الكلام الذي صدر منه بالحرف الواحد ده كان فيه واحد رئيس وزراء مصر أحول اسمه مصطفي النحاس ليس له كاريزما الحكام ولا يحسن الحديث وكان بوقه في الكلام مكرم عبيد بس كان راجل جد، لذلك الشعب غفر له حادثة 4 فبراير سنة 1942 وكأن النحاس ارتكب جرماً والآن انتهي كلام بلال فضل ومبلغ العلم فيه انه يكتب بعض الاعمدة في إحدي الصحف ومهنته الاساسية سيناريست وسأرد إن شاء الله علي كل سقطة قالها في حق الزعيم.
أولاً - من ناحية كاريزما الزعماء وقوة الشخصية هناك دليلان شهد بهما اناس لهم وزن علي مستوي الدول:
الدليل الاول: عندما وقعت حرب كوريا ابتداء من سنة 1950 دخلت أمريكا الحرب مناصرة لكوريا الجنوبية تحت مظلة الامم المتحدة وطلب الرئيس الامريكي في ذلك الوقت ررفلت من تركيا بصفتها عضواً في حلف شمال الاطلسي أن تدخل الحرب ودخلت بجانب الولايات المتحدة وأراد الرئيس الامريكي أن تحذو مصر حذو تركيا فاتصل بمستر أتلي رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت عن حزب العمل أن يبلغ سفيره في مصر مستر رالف استفنث أن يطلب من رئيس وزراء مصر هذا الطلب وفعلاً ذهب السفير الي رئيس وزراء مصر مصطفي باشا النحاس وبلغه الرسالة فكان رد الرئيس قال له حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل لا يصح أن نزج بأبنائنا فيها وبلغ السيد أتلي والرئيس الامريكي أن الطلب مرفوض هذا الرد ينبئ بقوة الشخصية وينبئ أيضاً أن النحاس باشا كان علي مستوي الند بالند بالنسبة لمستر أتلي والرئيس الامريكي.
الدليل الثاني: عندما أنهي السفير البريطاني عمله في مصر مستر مايلز لمبسون المعروف باللورد كيلرن فيما بعد وكان سفير بريطانيا في مصر في أوائل الاربعينيات كتب مذكراته في جريدة إندبندنت البريطانية سنة 1953 وجاء فيها أن كل زعماء مصر كانوا يفدون علي قصر الدبارة يعني مقر السفارة البريطانية إلا أن النحاس باشا كنت أنا الذي أذهب اليه وعندما أقف أمامه كأني واقف أمام الملك جورج الخامس ملك بريطانيا هذه قوة الشخصية يا سيد بلال التي شهد بهاء زعماء الدول.
ثانياً - من ناحية قوة الخطابة:
كان النحاس باشا أحد ثلاثة خطباء في مصر وهم عبدالعزيز باشا فهمي رئيس محكمة النقض وأحد الفرسان الثلاثة الذين ذهبوا لمستر ونجت يطالبونه بالاستقلال وابراهيم باشا عبدالهادي خطيب ثورة 1919 والنحاس باشا

خطيب النادي السعدي سنوياً في ذكري سعد بل خطيب مصر كلها وكان علمه محيطاً بجوامع الكلم ويجيد فهم قواعد النحو والصرف كما انه كان أستاذاً في علم البلاغة كل هذه العوامل صنعت من النحاس باشا خطيباً مفوهاً لا يشق له غبار وكانت خطبه تلهب المشاعر واليك يا سيد بلال الامثلة الآتية:
1 - عندما ذهب الي مقر عصبة الامم المتحدة في مؤتمر مونتروا بسويسرا الخاص بإلغاء الامتيازات استمرت خطبته أمام وفود الدول ثلاث ساعات باللغة الفرنسية وكان هذا سنة 1936.
2 - خطبه التي استمرت طيلة ما يقرب من نصف قرن من سنة 27 الي 1952 في ذكري الزعيم سعد.
3 - مرافعته عن أحمد ماهر باشا ومحمود فهمي النقراشي باشا في قضية الاغتيالات الكبري التي قال عنها ابراهيم الهلباوي وكان أعظم محامٍ مصري في ذلك الوقت انها مرافعة فريدة من نوعها لم تترك حرفاً من لفظ أتي به قرار الاتهام إلا وفندته.
4 - الخطبة التي ألقاها في مجلس النواب والخاصة بإسقاط العضوية عن مكرم عبيد التي استمرت ما يقرب من ساعتين والتي افتتحها ببيت الشعر هذا.
إذا أراد الله نشر فضيلة طويت      أتاح لها لسان حسود
وفي نفس اليوم ذهب مساء الي مجلس الشيوخ وخطب نفس الخطبة التي قال عنها زكي العرابي باشا وقال رئيس مجلس الشيوخ انها الخطبة الجامعة المانعة.
أما من ناحية حادثة 4 فبراير 1942 فإني أسوق للسيد بلال هذه المراجع لكي يقرأها:
أولاً: كتاب الدكتور محمد أنيس المؤرخ المشهور في كتابه عن هذا الحادث.
ثانياً: كتاب الدكتور محمد صابر عرب في كتابه الهجوم علي القصر الملكي.
ثالثاً: كتاب الاستاذ محمد التابعي سنوات ما قبل الثورة.
رابعاً: مقالات صبري أبو المجد في مجلة المصور في السبعينيات من القرن الماضي.
خامساً: مقالات الدكتور محمد حسنين هيكل في جريدة السياسة التي كان يرأس تحريرها في الوقت نفسه رئيس حزب الاحرار الدستوريين الاعداد الصادرة في شهر مارس، ابريل 1942.
الكل يا سيد بلال أجمع علي أن النحاس باشا أول من رفض الانذار البريطاني.
محمود الخولي - المحامي بطنطا
وعضو الهيئة الوفدية.