رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

انتخابات غير ديمقراطية ومرسى جاء خطأ أو حظًا!

ـ كان نور الحقيقة هو قدس أقداس هذا الوجود، بما أنه المستمد من نور إله الوجود، والذى لا يعلو علي نوره فى الوجود أى نور أو أى وجود!
لذلك كان من الضرورى أن نسعى إلي معرفة الحقيقة وسط تلك الأجواء المتشاحنة والتناقضات المتصارعة،

حتي يعم علينا ولو قبسًا من هذا النور إذا ما أدركنا أن يونيه 2012، قد شهد انتخابات غير ديمقراطية وبالتالى فإن النتيجة باختيار مرسى كان اختيارًا غير صائب يصرف النظر عن مدى صلاحيته للرئاسة.. ذلك أن ملايين الاصوات التي حصل عليها الدكتور مرسى كان منها عدة ارادته طمعًا فى الجنة أو خوفًا من النار، وعدة ملايين أخرى أتت إليه وهى هنيئة مريئة بسعادة الأرز واللحمة وغيرها من العطايا، خلاف ملايين أخرى اعطته أصواتها ليس حبا فى على  «مرسى» لكن كرها فى معاوية «شفيق» أو فى فلول الحزب الوطنى أو خوفًا من استمرار الحكم العسكرى.
وبإقصاء تلك الأصوات والتى قد يقدر عددها بأكثر من عشرة ملايين صوت يكون الدكتور مرسى لم يحصل بين نور الحقيقة التي نصبو إليه إلا بعدد من الأصوات يقارب الأصوات التي حصل عليها المرشح الليبرالى الديمقراطى الحر عمرو موسى والذى كان أحق وأخير من كل منافسيه فوزًا بالرئاسة.
فما السبب إذن فى اختيار سفح الهرم دون قمته سؤال يجب أن نطرحه علي أنفسنا بكل شجاعة وصراحة حتي نستشرف بنور الحقيقة المقدسة.
السبب هو نظام سلطة يوليو نفسه إذا استخدمنا التحليل المنطقى السقراطى المتوالد عن بعضه بعضا وصولاً إلي نور الحقيقة المتوالد نتائجه عن أولياته الصادرة عن جذورها.. ذلك أن نظام سلطة يوليو بدأ ممارسته بالخطيئة الكبرى وهى الكذب والخداع حين زعم بأنها (ثورة)، وأن مصر ولدت يوم 23 يوليو 52، وان أهل الثقة أفضل من أهل الخبرة، وأنه العسكري أفضل من المدنى حتى فى أعقد المسائل والقضايا التي يختص بها الخبراء والمتخصصون

من المدنيين والمثقفين.. ثم ما انتهت إليه أزمة مارس 1954 بالقرارات التي تعلن خلو الساحة من السياسيين والوطنيين وتبع ذلك خلوها من المفكرين والقانونيين بما أدى إلي القضاء علي القيادات السياسية والكوادر الشبابية الحزبية وبما أدخل البلاد تحت سيطرة حكم استبدادى بوليسى شمولى انعدم فيها حرية الفكر والرأى وكافة الحريات الاجتماعية والشخصية ولست عقود متوالية.
لذلك كان من الطبيعى بعد 25 يناير أن تظهر الساحة القومية الوطنية خالية من تلك القيادات والكوادر والطلائع وأن تظهر مصر بين شعب مغيب أو مخدر أو غير واع، بينما كان ممكنا أن تتواجد تلك القيادات والكوادر الواعية لو ظل النظام السياسى البرلمانى الديمقراطى مستمرًا بعد خلع فاروق.. وكان ممكنا أن نختار رجلاً مثل عمرو موسى أو غيره من المدنيين الليبراليين الديمقراطيين.
لكن الذى حدث أن انقلب الهرم وأصبحت قمته فى السفح وسفحه فى القمة حتى أصبح هم الكثيرين دخول الجنة التي تجرى من تحتها الانهار بأى شكل بعد العذاب الذى عاشوه، أو ضمان الخبز والمرقة والفتة بعد الجفاف الذى نال منهم، ولو بإتيان الإخوان. وهكذا يعيد التاريخ نفسه عندما استنجد أجدادنا فى القرن السابع بالعرب (الإخوان) خلاصًا من حكم الرومان (العسكر)... وسبحانه الذى يعلم ما لا نعلم؟!
بقلم: توفيق أبوعلم