عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأمل في إنقاذ مصر

تأجيل إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، قرار أهم ما يوصف به أنه قرار حكيم ولا يمكن أن يصدر إلا عن مؤسسة سياسية أو قضائية تعرف معني المسئولية وتدرك ما يمكن أن تصل إليه الأمور من عواقب وخيمة.. وما كنا لنصل إلي هذا الحد من الخطر الذي يهدد الوطن لولا بعض البرامج «التوكشوهية»!!.

. فما تعرض له هذا الشعب منذ ثورة 25 يناير - وأرجو ألا يكون متعمداً - من عدد ساعات مشاهدة للتليفزيون المصري كفيل بأن يعيشه في حالة غير مسبوقة من التخبط وانعدام الوزن حتي إن كلمة «استقرار» بدت كأنما حذفت من قاموسنا نهائياً، وباتت مجرد فكرة لرفاهية صعبة المنال، فمؤكد أن من أكبر المساهمين في نشر هذه الحالة هو ما يبثه التليفزيون الحكومي وبعض الفضائيات.. فاختيار ضيوف البرامج يأتي طبقاً للمواصفات المحلية، التي تحقق أعلي درجات الخلاف، فهذا يمثل تيار كذا وذاك من تيار أو حزب منافس، وهذا من أنصار فلان وآخر من أنصار علان.
ويا حبذا لو أن الحوار تضمن التراشق بالألفاظ والتشويح بالأيدي كنتيجة بديهية بين أطراف يكيل كل منهم الاتهامات للآخر، وطبعاً مقدم أو مقدمة البرنامج يحاول «التهدئة» علي غرار مقدم البرنامج المعروف باسم «الاتجاه المعاكس» وكلما ارتفع منسوب التلاسن كلما اطمأن القائمون علي تنفيذ هذه الفكرة الشيطانية إلي أن برنامجهم قد حقق أعلي نسبة مشاهدة، وبالتالي أكبر كم من الإعلانات، ثم أعلي عائد مادي للقناة، وأخيراً وهو الأهم - وأرجو ألا يكون متعمداً أيضاً - أن تقتحم «البلبلة» أدمغة السادة المشاهدين فتصبح عبارة «حد فاهم حاجة؟» هي المتصدرة والمتسيدة والمتداولة بين الناس، حتي علي صفحات الفيس بوك أو التويتر التي تعرض عليها الآن عبارات السخرية من كل شيء، وكأن

أصحابها هم فصائل أخري غير الذي شهد لها العالم بالكفاءة ساعة أن قامت بثورة جميلة سلمية مجردة من أي سلاح، حتي سلاح الكلمة التي يمكن أن تجرح وفي بعض الأحيان تقتل!
أي مناخ هذا يمكن أن نكون مستعدين فيه للاختيار السليم؟.. هل ما يحدث الآن يمكن تسميته بانتخابات؟.. بمعني اختيار رئيس مصر القادم؟.. مصر التي أصبح كل ما يدور فيها هو محاولات بشعة لاقتناص الفرص!.. متي تصبح عبارة «مصر فوق الجميع» حقيقة تعيش في وجداننا وليس كلمات فوق الألسنة؟.. إذا تحقق هذا، فسوف يقدم المسئولون عن هذا البلد علي إعلان نتيجة أي شيء وليس نتيجة الانتخابات فقط.. سوف يفعلون ذلك بأريحية تامة بلا أدني توقع للمعارضة.. كل ما ينقصنا يا مصريين.. حكاماً ومحكومين.. أقباطاً ومسلمين.. ثواراً وغير ثوريين.. كل ما ينقصنا بجميع فصائلنا وتياراتنا.. هو أن نحب مصر الوطن طالما عجزنا عن أن نحب بعضنا.. اليوم هو خط فاصل بين بناء النهضة وبين - لا قدر الله - هدم الوطن.
أتصور أن الأمل في انفراجة الأزمة الراهنة، بل وفي إنقاذ مصر كلها مرهون بتأجيل الانتخابات وليس فقط بتأجيل الإعلان عن نتيجتها.