عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حرية الإبداع واللجنة التأسيسية

تابعت باهتمام شديد حوارات المرشحين المحتملين الثلاثة عشر ثم المرشحين المحتملين الحاليين فى القنوات الفضائية المختلفة المصرية والفضائية، فوجدت منهم للأسف البالغ قصوراً شديداً فى اهتمامهما بالفن والثقافة والأدب وحرية الفكر والإبداع، وهو محور أجد أنه شديد الأهمية ولا يقل خطورة عن محاور التعليم والصحة والاقتصاد والبطالة.

ياسادتى الأفاضل.. الفن هو الذى يشكل وجدان المجتمع أى عواطفه وأحاسيسه: الحب حب الله وحب الوطن وحب الآخر، الصدق، الوفاء، الإخلاص، الالتزام، إنكار الذات، التضحية، الجود، الصفح، العفو، قتل الرغبة فى الانتقام، التسامح.
ثم إن الفن هو الذى يشكل أيضاً عقل المجتمع إذ إن كل عمل فنى يطرح قضية أو مشكلة سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، فنحن لم نعد نعرف الفن على أنه مرآة المجتمع، وإنما نُعرفه الآن بأنه المحرض والمثير للمجتمع من أجل مجتمع أفضل.. وهذا هو دور الفن الحقيقى فى التثقيف والتنوير والنهضة والتنمية.
إذن فإن الفن قلب وعقل..
نعم يستطيع الفن أن يمارس دوره فى ظل الحكم الشمولى بوسائله الفنية المختلفة  من الرمز إلى الإسقاط إلى استرجاع التاريخ والحكاوى والأساطير، ولكنه يستطيع بلا شك أن يؤدى دوره فى التنوير والتثقيف بصورة أفضل فى عهود الحرية والديمقراطية.. إن الحرية والديمقراطية حياة الفنان ولا حياة حقة له بدونها، من أجل ذلك يعظم الفن ويزدهر فى النظم الحرة الديمقراطية، ويذبل ويضمحل ويعقم فى حكومات الظلم والظلام، حيث يسود القهر والمنع والاستبداد.. ولذلك كثيراً ما نادينا فى العهد البائد بإلغاء الرقابة على المصنفات الفنية، ومصر لم تصنع ثورتها العظيمة ولم تُضح بدماء سالت وبشهداء انتقلوا بإذن الله إلى جنات الخلد لكى يضيف العهد الجديد رقابات جديدة بدلاً من إلغاء الرقابة القديمة.
ونحن الذين قاومنا، فى العهد البائد، إسكات الصوت وتكميم الفم وقصف القلم وإسدال الستار وإغلاق المسرح وقص اللقطات والمشاهد، لانزال قادرين على الصمود والمقاومة.
ونحن منذ الآن ننادى بالآتى:
أولاً: إلغاء كل أشكال القمع والقهر على حرية الرأى والفكر والإبداع والممثلة فى كل أنواع الرقابات:
الرقابة على المصنفات الفنية، الرقابة الدينية، الرقابة الأمنية، الرقابة السياسية.
ثانياً: ميثاق شرف فنى يوقع عليه ويلتزم به كل

الفنانين أمام كل من النقابات الفنية الأربع: التمثيلية والسينمائية والموسيقية والتشكيلية.
ثالثاً: تتشكل لجنة يطلق علها اسم لجنة المحاسبة أو اللجنة التأديبية أو ما يشاء لها من أسماء لمحاسبة العضو إذا خالف أو تجاوز ميثاق الشرف الذى وقع وأقسم والتزم به.
وتتكون هذه اللجنة من: عضوين من مجلس الإدارة + عضوين من الجمعية العمومية عضوين من الشخصيات العامة + مستشار من مجلس الدولة ولائحة الجزاءات، وكما هى موجودة الآن فى لوائح النقابات، تبدأ من إلقاء اللوم إلى الحرمان من ممارسة المهنة لمدد معينة تتراوح بين الأشهر الثلاثة حتى السنتين وتتصاعد حتى الشطب النهائى من الجدول.. وهل هناك عقاب أشد وأقسى من ذلك؟ أن تحرم فناناً من ممارسة فنه؟
رابعاً: يجب أن تضم لجنة المائة التى يتم تشكيلها الآن لوضع الدستور الجديد عضواً من كل من النقابات الفنية الأربع، بالإضافة إلى عضو من اتحاد الكتاب.
خامساً: يلزم أن ينص فى الدستور الجديد على ألا يحال فنان أو أديب أو مفكر إلى القضاء بسبب حرية رأيه أو فكره أو إبداعه وإنما يحال إلى نقابته أو إلى اتحاد الكتاب أو إلى المجلس الأعلى للثقافة.
بالطبع، هذا اقتراح أعرضه على زملائي وزميلاتى الفنانين والفنانات، وهو قابل للمناقشة والتعديل، حتى نصل بإذن الله إلى الصيغة المثلى التى تحقق للفنان حريته وكرامته لكى يبدع أفضل ويمارس دوراً أعظم فى التنوير والتثقيف.
بقلم: جلال الشرقاوى