رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصر الحديثة .. أمر سلطاني

الشعب الثائر لم يطح بالرئيس فحسب ولكن الأهم أنه تغير.. استيقظ بعدما عاش الموات والعجز الجاثم لعقود نافقة، واستيقاظه هو الضمان الفاصل لمستقبل يكلله الارتقاء فإما أن تكون مصر أو لا تكون، إما الحلم أو الكابوس، أي الدولة الحديثة ولا أقول مدنية حيث يتم التحايل واللعب بالكلمات ومعناها مدنية .. دينية «بكرافتة».

وفي القانون يوجد ما يسمي بالأمر السلطاني أو «لوفيه دي برانس» وهو ما يُفعل في الضرورة القصوي أو القوة القاهرة فلم نعد نحظي برفاهية الاختيار، وبعيدا عن الشخصنة فالأولوية الآن إعلاء الدولة الحديثة لإنقاذ الهوية المصرية من الطمس، التفتيت وتحويلها الي إمارة خانعة لمن يرددون «طظ في مصر» علي غرار محجوب عبدالدايم البطل الضد العدمي في «القاهرة الجديدة» لنجيب محفوظ نحن نمر بمرحلة انتقالية وليست انتقائية ومن ثم فرض علينا اختيار دولة التفكير لا دولة التكفير، فالحقيقة المطلقة مرصودة باسمهم وكنوز مصر لا تفتح أبوابها المذهبة إلا لسيوفهم العتيقة يطلقون عليهم في الإعلام الغربي الذي ساندهم «الإخوان المتكبرين» فهم يملكون معالم الطريق الي الله وحدهم! هم إذاً شعب الله المختار، حكت لي امرأة مكافحة متسربلة بالسواد وبالبؤس مثل أغلبية هذا الشعب المكلوم بغلبه أن في العياط كان يتم ابتزاز البؤساء من قبل تيار الإسلام السياسي يأخذون بطاقات من جردهم النظام الفاسد من حق التعليم ويدعون اختيار الأفضل لهم، وأتعجب كيف يقبل رئيس قد يصعد الي فوهة الحكم بهذا الأسلوب هو لا يؤمن بدولة القانون المرصعة بالنزاهة والشفافية، فالانتخاب إذاً نتاج الترهيب والإغواء هي بحق ديمقراطية اختيار الاستبداد ولكن هذه المرة باسم الدين وباسم هذا الجماد الأصم الأعمي المسمي الصناديق وتلك الكليشهات المستفزة مثل عرس الديمقراطية في وطن يفترسه الجوع والأمية والعزف القبيح، المخجل علي أوتار الحواس التي نهشتها الحاجة

وأمل النجاة من خلال العقيدة ولكنها قضية كل ما يُقترف من آثام ولا للدعوة الصادحة بمقاطعة الانتخابات فتصب في صالح التيار المتأسلم فهي ليست جمعية تأسيسية لا تتجاوز بضعة أشخاص. أما القول إن الإخوان حصدوا 5 ملايين صوت فهذا تضليل سافر، فأصوات د. أبوالفتوح تضاف إليهم إذاً هم قرابة 10 ملايين فالذين انتخبوه هم من ذات التيار إلا قليلا، وإذا لم تحمل الأيام القادمة مفاجآت تغير المشهد فعلينا التعامل مع المتاح، الاختيار بين الرجوع الي العصور الوسطي، محاكم التفتيش وتقسيم مصر بين سحرة أو مسلمين أوي أوي!! وأفضل العودة 50 عاما وأعيد صياغة ما كان من جديد، فالثورة لم تذهق والحراك منتعش وأتورط بين الضحك والبكاء عندما أسمع بضمانات إخوانية كلام بيتي يصلح «لقائمة عفش الزوجية» لا لوطن! وخطيئة عدم وضع الدستور تذكرني ببينيلوب زوجة عويس في «الإلياذة والأوديسة» عندما غاب لجأت الي حيلة فك غزل الدثار كل ليلة لتتهرب من الزواج حتي يعود زوجها!! مصر لن تتأخون، لن تترهبن، لن تتطلبن ولن تتحزب، مصر مصرية وأكرر ما سطره نجيب محفوظ: «فإن من يعرف من لا يصلحون له فقد عرف بطريقة سحرية الصالح المنشود».