مصر الحديثة .. أمر سلطاني
الشعب الثائر لم يطح بالرئيس فحسب ولكن الأهم أنه تغير.. استيقظ بعدما عاش الموات والعجز الجاثم لعقود نافقة، واستيقاظه هو الضمان الفاصل لمستقبل يكلله الارتقاء فإما أن تكون مصر أو لا تكون، إما الحلم أو الكابوس، أي الدولة الحديثة ولا أقول مدنية حيث يتم التحايل واللعب بالكلمات ومعناها مدنية .. دينية «بكرافتة».
وفي القانون يوجد ما يسمي بالأمر السلطاني أو «لوفيه دي برانس» وهو ما يُفعل في الضرورة القصوي أو القوة القاهرة فلم نعد نحظي برفاهية الاختيار، وبعيدا عن الشخصنة فالأولوية الآن إعلاء الدولة الحديثة لإنقاذ الهوية المصرية من الطمس، التفتيت وتحويلها الي إمارة خانعة لمن يرددون «طظ في مصر» علي غرار محجوب عبدالدايم البطل الضد العدمي في «القاهرة الجديدة» لنجيب محفوظ نحن نمر بمرحلة انتقالية وليست انتقائية ومن ثم فرض علينا اختيار دولة التفكير لا دولة التكفير، فالحقيقة المطلقة مرصودة باسمهم وكنوز مصر لا تفتح أبوابها المذهبة إلا لسيوفهم العتيقة يطلقون عليهم في الإعلام الغربي الذي ساندهم «الإخوان المتكبرين» فهم يملكون معالم الطريق الي الله وحدهم! هم إذاً شعب الله المختار، حكت لي امرأة مكافحة متسربلة بالسواد وبالبؤس مثل أغلبية هذا الشعب المكلوم بغلبه أن في العياط كان يتم ابتزاز البؤساء من قبل تيار الإسلام السياسي يأخذون بطاقات من جردهم النظام الفاسد من حق التعليم ويدعون اختيار الأفضل لهم، وأتعجب كيف يقبل رئيس قد يصعد الي فوهة الحكم بهذا الأسلوب هو لا يؤمن بدولة القانون المرصعة بالنزاهة والشفافية، فالانتخاب إذاً نتاج الترهيب والإغواء هي بحق ديمقراطية اختيار الاستبداد ولكن هذه المرة باسم الدين وباسم هذا الجماد الأصم الأعمي المسمي الصناديق وتلك الكليشهات المستفزة مثل عرس الديمقراطية في وطن يفترسه الجوع والأمية والعزف القبيح، المخجل علي أوتار الحواس التي نهشتها الحاجة