عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا عايز أساعدك ! ـ ـ

هكذا رددها مرات عديدة الأستاذ يسرى فودة ، عبر حواره مع الدكتور محمد مرسى مساء أمس ، أقصد عبارة «أنا عايز أساعدك»!
بعيداً عن عدم الحرفية الإعلامية والخطاب الذى لا يليق من قبل المحاور ، وعدم حسم الدكتور مرسى بالرفض لهذه العبارة ، وهو ما دعانى إلى الانصراف عن متابعة بقية الحلقة ، فلقد عكس ذلك كله لدىَّ أننى غائبٌ عن هذا الحوار ، لا أقصد شخصى المتواضع تحديداً ، ولكنى أقصد جموع المناصرين للإخوان المسلمين والمصوتين لهم ، بل والمصوتين الجدد المأمول فيهم.


غنىٌ عن البيان أن أؤكد ما كررته طوال الأيام السابقة من رفضى تماماً للابتزاز من جهة ، ورفضى كذلك الرضوخ له ومن ثم القبول به من الضفة الأخرى ، ولكنى بالتأكيد أعى وأعتبر التوازنات والمواءمات السياسية والإستراتيچية ، والرشاد كذلك بالتأكيد ، ومن هنا فالقبول بالمشاركة الواسعة فى النطاق الاستشارى داخل مؤسسة الرئاسة وحتى بعيداً عن الابتزاز ومطالب الخصوم السياسيين ، هو أمر مطلوب لصالح القرار وشمول رؤيته التى يجب أن تسبقه بصفة خاصة ، وللصالح العام عموماً كذلك.

نائب واحد فقط للرئيس هى سمة الدول الديمقراطية التى تعى الإدارة العلمية وتحترمها وتتعاطى عبرها ، والاستثناء الناصرى ومن بعده الساداتى أيضاً حين جمع هو الآخر بين حسين الشافعى والدكتور محمود فوزى قبل أن يعين مبارك ، لهو مرفوض عندى اليوم ، ونحن نقدم على تدشين دولة مصرية جديدة مؤسسية ، كما أن النائب الوحيد للرئيس يجب أن يأتى متوافقاً مع توجه الرئيس ونهجه ، ومع ذلك ورغم رفضى لغير ذلك ، فما أشاهده اليوم هو تهريج حين يصل عدد نواب الرئيس إلى ثلاثة ، بل ومطلوب لهم سلطات لا ينازعها الرئيس!

من المفترض كذلك عندى ، أن مساعدى الرئيس يجب أن يتوافقوا مع توجه الرئيس ونهجه ، بينما النطاق الوحيد المقبول عندى بل والضرورى كذلك مؤسسياً ، هو المجلس الاستشارى المعاون للرئيس ، أن يجب أن يشمل مستشارين من كافة التوجهات والفئات ، والأقباط والمرأة كذلك ، بل ولشئون بعض المناطق الجغرافية ذات الإرث الإهمالى ولا أقول التمييزى ، مثل سيناء والنوبة والصعيد والصحراء الغربية وربما غيرها.
كنت أتمنى أن يذهب الدكتور مرسى إلى ذلك الحوار بل وإلى كل طلة إعلامية ومؤتمر إنتخابى ، متسلحاً بمنافستو لا يحيد عنه ورؤية ، ليس فى هذا الشأن فقط ، وليس فيما يتعلق بالدستور المصرى وإرادة الأغلبية العظمى ورغباتهم فى بنوده فقط ، بل فى كل شأن وأمر يخص رؤية جماعته وحزبه للداخل المصرى وللمحيطات الإقليمية والدولية ، ويبادر بتقديم رؤيته قبل أن يُطلب منه ، وأن يأبى وبحسم عند كل نقطة إبتزاز أو حديث لا يليق به وبقواعده الجماهيرية العريضة ، لأن هذا ما يُثَبِّت الأنصار ، ويأتى بمصوتين جدد ، حين يستشعروا بل

يلمسوا حســــــــــم مرسى ، وعزته وعزتنا المستمدة من ثقتنا بالله ثم بالشعب وبأنفسنا.

أنتم أمام فريق من المبتزين يتعاطوا بطفولية شديدة مع الحالة المصرية ، فهاهو فودة يقول لمرسى «أنا عايز أساعدك» أو أن يقول له ما مفاده «نحن فى أيدينا 40% من المصوتين» ، ثم يردف فودة لمرسى ما مفاده «عليك أن توقع على عقد إن كنت تريد هذه الأصوات»!
بينما المرشح الرئاسى ذاته الذى فاز بقدر من هذه الأصوات ، لا يملك أن يمنع كل مصرى حر صوت له فى الجولة الأولى أو لم يصوت ، عن الإنتصار للقيم والمبادئ فيصوت لمرسى ، وهنا فلا يصح أبداً لمرسى أن يظهر أمام مصوته الجديد المأمول ، راضخاً لهذا الابتزاز!

وبعد فليس أمامى ومع إنعدام حيلتى إلا من قلمى هذا وكلماتى تلك وقد بلغت وأشهدت الله عليها ، إلا أن أصمت أمام ما قد يقبل به الإخوان المسلمون وحزبهم ويتعهدون به ، صمت المقهور ، نعم صمت المقهور ولكننى أحذركم أيها الإخوان ، أن بعد حين وأياً كان من سيُقدر له أن يربح السباق القريب ، وإن لم ترجعوا الآن وأكرر الآن وسريعاً عن هذا التعاطى غير المدروس إستراتيچياً ، ستكون أمامكم معضلة جديدة قاسية ، من صنع أيديكم ، لأنكم لا تتعاملون إلا بردود الأفعال وللأسف ردود لحظية لا ترون حتى ما تحت أقدامكم فما بالكم بالتداعيات؟
كما أنكم تغترون بأسباب هؤلاء الذين لا يملكون من أمور أنفسهم شيئاً ، ونسيتم مسبب الأسباب الخالق الأعظم سبحانه وتعالى.

مرة أخرى وأخيرة أقولها ، أبداً لست ضد التعاطى العلمى المدروس مع شئوننا كلها ، بل هو سعى أمرنى الله سبحانه وتعالى به ودائماً أحرض عليه ، لكن ما أراه الآن منكم ، هو العشوائية بعينها مع نسيان تعاليم الله سبحانه وتعالى ، سواء فى الأخذ الصحيح بالأسباب والتوكل عليه.
محسـن صـلاح عبدالرحمن
[email protected]