رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

زعيم الأمة.. الذكاء والحس الوطنى

زعيم الأمة يضرب لنا المثل الأعلى فى المواقف ووطنيتها وشرفها. إذا ما تناولنا موقفه من القضية الفلسطينية، فقد عرف مصطفى النحاس بإدراكه وتوقعه الواعى لنشأة إسرائيل على أرض فلسطين بداية بصدور وعد بلفور 1917 ثم اختلاق دولة إسرائيل عام 1948.

وقد سبق لزعيم الأمة أن أثار القضية الأولى منذ اللحظات للقائه بالبريطانيين المعينين فى وقت كان غيره غارقاً فى ظنونه، فقد سبق زعيم الأمة غيره بنظرة مستقبلية دفعته أن يشك - قبل الأوان - بالارتباك والشلل للموقف الذى اتخذته وزارته للإطاحة بإسرائيل، بمحاصرتها من ناحية إيلات، مستفيداً من أسس القانون الدولى وتفهمه للاستراتيجية للمنطقة المتنازع عليها، وهكذا أصبحت الآمال الإسرائيلية فى النفاذ إلى البحر الأحمر يائسة، ولو أن السلطات اللاحقة لوزارة الوفد قد تبنت استراتيجية زعيم الأمة مصطفى النحاس المتمثلة فى حصار إسرائيل لتمكنت من إصابة إسرائيل باليأس عبر استراتيجية طويلة الأمد تفرض عليها هذا الحصار القاتل.
وهكذا كان زعيم الأمة يتسم ببعد نظر كبير وذكاء وطنى شديد، هذا الإنجاز الذى غاب عن جميع الدولة والحكومات العربية مجتمعة ومنفردة بالرغم من الصعوبات غير المعقولة والتى لا تحيط إلا بمصر وفداً وزعامة.
فما من حكومة عربية تحيط بها أو تتعرض لقيود تلك يحكمها أو تواجد قوات بريطانية غير

مصر حين يحل بها دور الوفد حتى فى فلسطين بعيداً عن المقاومة الرجعية والاستعمارية والملكية التى لا تحل إلا بمصر وبحكومة الوفد التى لا تقهرها إلا إخلاص وإدراك وذكاء ونضال زعيم الأمة المصرية والأمة العربية.
ومن منا لا يذكر الجدل المثير والمخادع الذى دار حول ملكية مصر لـ «إيلات» والذى حسمه القطب الوفدى الراحل الدكتور وحيد رأفت والثابت بالمستند التاريخى الدولى - والمحفوظ فى ذلك الوقت - بالمجمع العلمى الذى تعرض للحريق المريب والمقصود والذى وقع بميدان مجلس الوزراء وشارع محمد محمود والذى كان يرمى لإخفاء هذه الوثيقة القاطعة.
ولا يخفى أن قادة معركة فلسطين كانوا مرتبطين بمصر والإقامة بها مع سائر قيادات الدول العربية المكافحين من أجل استقلال أو كأنهم فى حماية وإعانة ومؤازرة الدولة المصرية بزعامة زعيم الأمة العربية مصطفى النحاس.

بقلم: د. عبدالمحسن حمودة