رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عبد الحليم قنديل ....عندما يتطاول على الصعايده !

يبدو أن صدمة فوز أحمد شفيق بالمركز الثاني أصابت الكثيرين بالذهول وأفقدتهم توازنهم، وأنا منهم بالتأكيد، لكن في النهاية لا بد من القبول بنتائج الصناديق حتى لو جاءت "بالشياطين" الذين لا نقبلهم، هذه هي قواعد اللعبة الديمقراطية الأصيلة، وعلى الشعب أن يعي الدرس الأهم ، وهو أولاً أنه قوي لن يترك حقوقه بعد اليوم، وثانياً أن يخرج الخمسون مليون للتصويت، وليأتي من يأتي فانهم في النهاية سيكونون رؤساء بلا دسم!!

ولكن يبدو أن الصحفي والاعلامي عبد الحليم قنديل، فقد الموازين الأخلاقية، وانزلق عن الانضباط الاعلامي وتورط في تحليله، عندما تطاول على أبناء بلده من الصعايده على الهواء مباشرة في قناة "الجزيرة" من القاهرة  مساء أمس ، وقال إن "الصعايدة اختاروا أحمد شفيق بسبب الفقر الدكر، يا سلام على الفقر الدكر في الانتخابات، يعني مفيش غير شفيق، وما ينفعش صباحي ومفيش إلا شفيق، شوف الفقر الدكر"، وراح من بجواره، وهما الدكتور سيف عبد الفتاح وشاب يدعى خالد في "التراقص والتمايل"، خاصة الدكتور عبد الفتاح وكأن عبد الحليم قنيدل أطلق نكتة أو "هز وسطه" ، كما ضحك أيضا المذيع المميز محمود مراد، وهو المعروف برزانته.
والغريب أن عبد الحليم قنديل يتجاهل حقيقة واضحة، وهي أن غالبية أصوات الأخوة الأقباط وأكبر تكتل لهم في الصعيد، الذي يمتد من الجيزة إلى أسوان، بالاضافة طبعاً إلى أصحاب المصلحة ممن أعطوا شفيق، وذهبت أصوات أخرى إلى محمد مرسي وعمرو موسى وحمدين صباحي وغيرهم وهي لعبة تشتت الأصوات التي حدثت، ولو أمتلك الشجاعة، لوجه عبد الحليم قنديل صراخه وهجومه في وجهات أخرى منها الأقباط والذين ليس لنا أن نصدر أحكاماً ضدهم، فلديهم مخاوفهم وعلينا أن نحترم خيارهم مهما تألمنا وتعجبنا من أختيارهم للفريق شفيق الذي لم نرتضيه رئيساً للحكومة فما بالك يجيئ رئيساً للدولة.
لكن للأسف فإن تطاول قنديل تركز فقط على الصعايدة وعلى فقراءهم، وهو يعلم أن فقراء الصعيد ممن ينطبق عليهم قول الله تعالى "تحسبهم أغنياء من التعفف"، والمحسنين من أهل الصعيد كفلاء بهم في كل قرية وفي كل شارع وفي كل مدينة،

بل أنني أتصور أن الفقر في الجهة المقابلة من الصعيد أي في محافظات الوجه البحري أشد بؤساً. وقد نسي الأخ عبد الحليم قنديل أن بعضا من شباب محافظة قنا في صعيد مصر، هم أول من قذفوه بالأحذية، قبل بدء الانتخابات، وإن كنت ممن يرفضون هذا الشكل من أشكال التعبير عن الغضب، لذا تمنيت فقط وأنا أسمع تجاوزك "على الهواء"، على أبناء شعبك وأهانتهم بأنهم أعطوا أصواتهم لشفيق بسبب الفقر, وأنت تعلم أنهم أي شعب الصعيد لديهم أنفه وكبرياء لا يعرفه الكثيرون ويجهله أمثالك، ولم يقبلوا بالرشاوى الانتخابية من أي نوع.
والغريب أيضا ً إننا لم نشاهدك تدعم حمدين صباحي بهذه القوة على الفضائيات قبل التصويت، وحمدين هو الزميل والاعلامي والسياسي العزيز الذي أقدره وأحترمه، وكم كنت أتمنى وطالما نادينا بأن يوحدا صفوفهما هو والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، لكن لم تجد في تحليلك الذي جانبه الصواب، وإنزلق في الخروج عن الأدب والأخلاق غير أن تعيب في أهل الصعيد، الذي جاء بأهم رموز والسياسة والأدب والثقافة، وأكثر زعماء مصر حرصاً على كرامة المصريين، وهو جمال عبد الناصر، وأصدقك القول لو تولى أمر مصر شخصيات من صعيدها لعرفت أنت وأمثالك كيف تكون مصر  وعزتها وكرامتها.
طلبي إليك واضح ولا لبس فيه يا دكتور عبد الحليم وهو الاعتذار وانت تعرف كيف تعتذر بنفس القدر والمساحة، ...والسلام.

بقلم -  عادل دندراوي