رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

.. عندما طرد الناخبون «ساركوزي» من قصر الإليزيه!

طرد الناخبون الفرنسيون ساركوزي من قصر الإليزيه بعدما توعدوه بذلك لأنه هبط بسمعة فرنسا الدولية إلي أسفل سافلين، كما أخذ موقفاً عدائياً من الجالية العربية والإسلامية وتبني مقولات اليمين المتطرف ونادي في الجولة الثانية للرئاسة بعدم إعطاء حق التصويت للمغتربين.. وفاز فرانسوا هولاند عليه وأصبح رئيساً لفرنسا لأول مرة بعد 17 عاماً احتكر اليمين فيها السلطة في فرنسا!

وكسر الناخبون «قُلة» وراء ساركوزي واحتفلوا بقدوم هولاند وابتهج الكثيرون لأن ساركوزي يعتزم اعتزال العمل السياسي جملة وتفصيلا وأعلن أنه لن يشارك في الانتخابات التشريعية التي ستجري بعد خمسة أسابيع، والمعروف أن ساركوزي احتكر السلطة لنفسه وكان يدخل في كل كبيرة وصغيرة فكان رئيساً لفرنسا وزعيماً لحزب «الاتحاد من أجل حركة شعبية» ورئيساً للكتلة البرلمانية في الجمعية الوطنية، كما كسر ما كان قد تعارفت فرنسا عليه، فرفض أن يقيمه أحد بعد مرور 100 يوم علي رئاسته في الدورة الأولي، كما لم يحترم اللعبة السياسية عندما سمح بأن يوجه اتهاماً لجاك شيراك ورفض أن يكون أستاذه في السياسة وصرح بأن فرنسا لا تورث!
أما علاقاته النسائية فكانت متشعبة فكان علي علاقة بطالبة مغربية تدعي «أمينة» ناهيك عن زوجته الأولي التي تركته لتعيش مع رجل أعمال مغربي، أما زوجته الثانية فهي عارضة أزياء إيطالية!.. ولم ينس الفرنسيون أنه كان يحب مصاحبة الأصدقاء الموسرين فكان يمضي «الفاكانس» في يخت أحدهم ويركب الطائرة الخاصة لآخر.. ولم يهتم بالمواطن العادي الفرنسي الذي كان يعاني البطالة وشح الدخل وعدم الشراء.. ويقارن بين حال رئيسه المشغول بنزواته وبين حاله فيحزن ويتوعد!
أما سيره معصوب العينين وراء أمريكا فهي إهانة.. وإعجابه الشديد بالنمط الأمريكي، سبة في وجه اليمين الفرنسي الذي أخطأ ساركوزي في حقه!
ومن ثم استحق ساركوزي أن يطرد من جنة الشعب الفرنسي أقصد من قصر الإليزيه ويخرج جاك شيراك من صمته ويعلن تأييده لفرانسوا هولاند الاشتراكي.. حدث هذا لأول مرة وكأنه - وهو اليميني حتي النخاع - يقتص لنفسه من ساركوزي الذي انشغل بنفسه ونسي شعبه فلقنه الشعب درسه بعنف!
ولا ننسي أن ساركوزي قام بالدور القذر بين رؤساء المنطقة العربية واستغل نفوذه وقام بإحداث الوقيعة بين الرئيس

المصري السابق والرئيس السوري بشار الأسد وخدم إسرائيل وكان وفياً ليهوديته، واخترع ما يسمي بالاتحاد من أجل المتوسط الذي سماه البعض الاتحاد من أجل إسرائيل لخدمة إسرائيل فقط لا غير! لذلك كرهه الفرنسيون وعاقبوه علي ما اقترفه في حقهم وأجبروه علي أن يعتزل السياسة!
ولأننا نعيش «عصر الشعوب» فقد رجحت كفة فرانسوا هولاند الاشتراكي الذي يعتبر امتداداً لفرانسوا ميتران، صحيح يجب ألا ننتظر من هولاند الكثير خصوصاً موقفه من القضية الفلسطينية لكن المؤكد أن الاشتراكي سيكون قريباً من الشعب الفلسطيني أكثر من اليميني «ساركوزي» الذي كان يخدم إسرائيل ويضع كل البيض في سلة الدولة العبرية!
سيجد العرب آذاناً صاغية من فرانسوا هولاند، فقط علينا أن نوحد كلامنا بدلاً من أن يستمع الرجل إلي خطابات عديدة ويصدق القول بأن القضية واحدة لكن المتحدثين باسمها أكثر!
وأعتقد أن هناك دروساً يجب أن نستعيدها من حكاية ساركوزي في فرنسا منها أنه هزم بنسبة ضئيلة وهذا معناه أن نسبة 99.9٪ خاصة بالعالم الثالث، والشيء الثاني أن صناديق الاقتراع هي صاحبة القول الفصل! فالديمقراطية لا تؤمن بغير ذلك.. وعندما طرد الرجل من القصر الرئاسي كان ذلك استجابة لما قررته الصناديق، والديمقراطية!
باختصار لقد طويت صفحة «ساركوزي» غير مأسوف عليها وأهلاً بـ «هولاند» الذي لا ننتظر منه الكثير، يكفي أنه يؤمن بأننا نعيش عصر الشعوب الذي بدأ بالربيع العربي ومر بالربيع الأوروبي.. ولا نعلم حتي الآن.. إلام ينتهي؟!

----

بقلم: د. سعيد اللاوندي