الراسبوتينيون.. ورائحة الدم
راسبوتين حقيقة صاخبة تحولت إلي أسطورة وإلي الرمز المروع لكل من يتدثر بعباءة الدين، يضلل ويدلس ليتبعه الغاوون فيتحولون إلي مجاذيب، فسقطت تحت وطأة عباءته، ولحيته ونظراته المغناطيسية أعتي الإمبراطوريات. هي حكاية أو مأساة قديمة..
جديدة نعيشهااليوم فتسعي بعض التيارات المتأسلمة لتقويض وإسقاط دولة في حجم مصر ومحاولة تحويلها إلي إمارة خانعة، تابعة لهواة حفلات الدم، تقطيع الأوصال والانقضاض علي الوطن في لحظات الوهن يعاني هو من فقدان المناعة بفعل عقود من الطغيان، ومثل كل الكائنات المفترسة، فرائحة الدم الهائمة في الأجواء تفتح شهيتهم الدموية لنهش الشعب الجريح، والتحريض علي تأجيج الفتنة كما رصدها بحسرة كل مصري، وطني خلال أحداث العباسية، وإذا كان راسبوتين سبته الشهوة الحسية، فعشق المتعة، المليحات من النساء، الخمر والنفوذ والمجون، فهناك شهوات مغايرة مثل شهوة الدم، السلطة والثروة رصدها التاريخ لبعض من آيات الله، الملالي، الدعاة والمرتزقة، يقترفون الجرائم باسم الله وفي النهاية كلهم راسبوتينيون، فلديهم قانونهم الخاص وهو السيف واعتلاء الحكم علي أشلاء الوطن، هم حازمون، عازمون علي نحر القانون، الحقيقة وجوهر العقيدة. وأقول لهؤلاء الذين يسعون لإعلاء دولة القانون، الحديثة إنه وجب علي الرؤوساء المحتملين لهذا التيار ان يتنازلوا عن (الأيجو) أو عملقة الآنا في سبيل الوطن المحاصر بالأخطار المحدقة، لماذا لا يتنازل حمدين صباحي لعمرو موسي ليصبح نائبه علي سبيل المثال وإلا ستتشرذم أصوات التيار المدني في مقابل تيار أبوالفتوح وتتكرر فاجعة البرلمان، وسينجح التكويش علي مصر، تقزيمها وجررتها إلي الوراء وإلي جحيم المزايدات باسم العقيدة المسيسة. وسيتم تخريبها وتحزيمها بحزام العفة الشكلية لصالح جماعة تعتنق الفكر الأحادي. واستدعي راسبوتين فأجد مضاهاة فادحة بينه وبين شخصيات بازغة في المشهد السياسي، ان كلمة راسبوتين تعني بالروسية المجون والانحراف ومنذ طفولته كان مولعا بالكذب والخداع، مسكوناً بالمتناقضات والادعاءات الواهية والبعض يعتقد انه كان قسا ولكن الحقيقة انه لم ينجح قط في
----
بقلم -سلمي قاسم جودة