رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لازم حازم.. يولعها!!

تصيبنى المرارة عندما أقارن ما بين الانتخابات الفرنسية وما انتهت إليه وبين الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة، وأتساءل: هل سيمتد بى العمر لأرى انتخابات مصرية تدار بالطريقة نفسها.. بتلك الديمقراطية الرائعة.. التى تحت ظل دستور عظيم.. بين ناخبين يعرفون حقوقهم وواجباتهم.. ومرشحين رئاسيين متحضرين يعرف كل منهم واجباته قبل حقوقه.. بعيداً عن دعاوى التخوين والتزوير حتى من قبل إجراء الانتخابات..

وبعيداً عن المسيرات التى يحشد بها أى مرشح أنصاره لتقطع الطرق وتعطل مصالح الناخبين.. ثم حشد أولئك الناخبين بأعلامهم السوداء لينادوا بسقوط الدولة.. مع الاستعداد للدخول فى معركة مع الداخلية والجيش وحتى المواطنين البسطاء بزجاجات المولوتوف والحجارة من أجل تسخين المشهد قبل استخدام الرصاص.
أتساءل: هل سنشهد يوماً ما ككل دول العالم المتحضر، برلماناً به كل الأطياف السياسية والشخصيات المستقلة وبرلماناً لا تحركه أغلبية فاشية كما فى عهد مبارك أو أغلبية دينية تتجاهل باقى أطياف الأمة فى قراراتها وقوانينها التى شنها.. أم أن كل ما سيشغل برلماننا المبارك الآن وفى القادم من الأيام هو قانون مضاجعة الزوجة الراحلة أو سن قوانين زواج الفتيات فى التاسعة من عمرهن، وما شابه من قوانين؟
أتساءل: هل سنرى يوماً تجرى فيه الانتخابات البرلمانية دون اعتماد بعض الأحزاب على حقائب الأرز والسكر والزيت للمرشحين لتضمن أصواتهم.. ودون أن تحرص أحزاب بعينها على دعوة الناخبين لانتخاب أحزابها فقط، باعتبار أن الأحزاب الأخرى لهم من الكفرة والملحدين؟
أتساءل: هل سيأتى يوم لا يعتبر فيه البعض مصافحة الأقباط أو تهنئتهم بالعيد أمراً لا يجوز أن يقوم به مسلم، لأن الأقباط فى نظر البعض كفرة؟ وهل ستشهد مصر يوماً.. تكون فيه مساواة حقيقية لكل المواطنين مهما كان دينهم أو اعتقادهم السياسى؟
وأتساءل: ربما كان ما يحدث على المشهد السياسى الآن من اضطراب شديد فى مصر بسبب الحرية المباغتة التى نالها هذا الشعب، بعد طول كبت وحرمان من هذه الحرية.. فأساء البعض تقدير حدود هذه الحرية وتحولوا بها إلى الفوضى الدامية؟
وأتساءل أيضا: هل يطول ذلك المشهد السياسى الدامى طويلاً فى مصر.. أم أن الانتخابات الرئاسية المقبلة وكتابة الدستور سيكون فيه نهاية المشهد الفوضوى فى مصر؟
وكلها تساؤلات حزينة ما كان يخطر ببال أحد أن تكون تلك التساؤلات هى نتاج ما بعد ثورة يناير.. وإن كنت أتمنى ألا تطول تلك الفترة المضطربة التى تموج بدعاوى التخوين والتكويش السياسى وفرض الرأى بالقوة.. فما عادت مصر تحتمل

ذلك طويلاً.. فى ظل تردى الوضع الاقتصادى الذى لم يعد تهتم به أحد.. وكل ما صار يهم البرلمان المنتخب هو إسقاط حكومة الجنزورى، بالرغم من أن بقاءها فى السلطة لا يتعدى أسابيع قليلة.. وبالرغم من أن المجلس قد أخذته العنترية فى تعليق جلساته إلى حين إقالة الحكومة.. ولكن الحكومة لم تقل.. وعاد المجلس للانعقاد فى مشهد عبثى لا تفسير له.. ليقرر أن حل الحكومة وإقالتها فى يد المجلس العسكرى وحده!!
فإن لم يكن ذلك العبث فما هو العبث؟!
وأعود للتساؤل عن معنى الاعتصام أمام وزارة الدفاع.. ثم الاشتباك بين المتظاهرين وأهالى العباسية الذين لا ذنب لهم واستخدام الأسلحة النارية التى أسقطت عشرة قتلى.. ورفع رايات تنظيم القاعدة السوداء فى الاعتصام والاعتداء على الجيش وإخفاء أسلحة فى أحد المساجد؟ أليس ذلك هو العبث.. ولكنه عبث دام يوشك أن يطيح بأمن واستقرار هذا الوطن.. ولا يجب السكوت عليه أبداً.
وأطرح سؤالاً للشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، هل هو راض عما فعله مريدوه وأبناؤه فى العباسية.. هل هو راض عما فعله بهذا الوطن لأن اللجنة الرئاسية استبعدته عن الترشح بسبب جنسية والدته الأمريكية التى يرفض الاعتراف بها.. رغم الأدلة الدامغة.. ولكنه رغم ذلك لايزال يمارس دعاواه ويهدد بمليونية ــ اليوم ــ فى ميدان التحرير.. قد يسقط فيها عشرات من القتلى.. من أجل هدف وحيد وهو عودة الشيخ حازم للانتخابات الرئاسية.. ولو كان الثمن هو أن يذهب هذا الوطن للجحيم؟ وإذا كان أنصار حازم أبوإسماعيل يرفعون شعار «لازم حازم».. فأظن أن الشعار القادم لهم هو: «لازم حازم يولعها»!!

بقلم: مجدى صابر