رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يرحمه.. ويرحمنا.. ويرحمكم الله!

في عام 1993 كنت محرراً للحوادث، عندما شاركت في التغطية الصحفية لحادث مصرع عبقري مصر جمال حمدان الغامض، والذي مازلنا حتى اليوم، إن كان مصرع حمدان كان حادث حريق قدرياً شب في بيته بالجيزة، أو أن الامر كان جريمة دبرت ونجحت لاغتيال هذا العالم المصري الفريد، صاحب الرؤية الثاقبة والآراء الصادمة!

وكان جمال حمدان مفكراً عالمياً صاحب رؤية ومن رؤيته أن مستقبل مصر أسود، وأن الخيار الوحيد أمام هذا البلد الذي كان عظيماً، ليس بين السيئ والأسوأ، بل بين الأسوأ والأكثر سوءاً!
وفي أوراقه الخاصة التي قدمها شقيقه في كتاب، يرى جمال حمدان، أن مصر فقدت زعامتها في العالم العربي، وأنها ليس لديها وريث، لكن وراثة مصر انتقلت بثقلها الاقتصادي الى دول الخليج العربي، وانتقل الثقل السياسي الى العراق، وانتهي ببداية حرب الخليج!
وكان من رأى جمال حمدان أن المسلمين أصبحوا عبئا على الاسلام، بعد أن كان الاسلام عبئا على المسلمين، وأن الاسلام هو العلمانية، ولا اسلام بدون علمانية، وأن كان الاديان علمانية أي دنيوية، وأن الدين ينبغي أن يكون في خدمة الدنيا لا أن تكون الدنيا في خدمة الدين!
وكان جمال حمدان يقول: ان الاسلاميين الارهابيين هدفهم أن يحكم الجهل العلم، وأن هؤلاء كانوا في قاع المجتمع وليس لديهم ما يخسرونه فإما أن يضعهم المجتمع في مكانة مقبولة، أو ليذهب الجميع الى الجحيم، تحت شعار الدين!
ووصف العبقري المصري الأحزاب الدينية بأنها «مافيا الاسلام»!
ولو كان جمال حمدان لايزال على قيد الحياة لما وجد شيئا جديداً يضيفه، أمام ما يجري اليوم في مصر، ولو كان جمال حمدان موجوداً بيننا الآن لطالبوا بمحاكمته لأنه كافر أو زنديق وخارج عن الدين.
لو كان جمال حمدان موجوداً اليوم، لوصفوه في الجرائد بأنه خائن للوطن وعلى شاشات الفضائيات بأنه محرض يتم تمويله سراً، إما من بلد عربي خليجي.. أو من اسرائيل!
رحم الله جمال حمدان..
ورحم الله.. مصر!

بقلم - محمود صلاح