عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إبراهيم هيصة وأبو الفتوح والإخوان

الجمع بين خفة الدم والبلاغة أمر نادر الحدوث لكنها للحقيقة من الصفات الجميلة التى يتمتع بها الشعب المصرى.  فخفة الدم البليغة من الصعب أن تجدها فى أى شعب لكنها متأصلة فى الشعب المصرى كظاهرة فريدة ربما كانت بسبب المعاناة الشديدة وطول فترات الظلم التى عاشها الشعب تحت نير الإحتلال وظلم الحكام والولاة مما دعا الناس للسخرية من الواقع الأليم كوسيلة للتخفيف والتنفيس.

ونتيجة للسخرة وضيق الوقت وكرباك الحاكم وعصاه التى تلهب ظهر الشعب كان لابد أن تكون السخرية مختصرة وبليغة حتى تصل الرسالة فى أسرع وقت وتنقل صورة المشهد بتفاصيله الدقيقة بأقل الكلمات وفى عبارة موجزة.  وإذا تتبعت تعبيرات الشعب المصرى وتعليقاته على الأشخاص أو الأحداث المثيرة ستجد أنها كالرسم الكاريكاتيرى الفائق الجمال والتعبير الذى يبين المعنى ويوضحة فى رسم بسيط مفهوم وبطريقة لايصل إلى توضحيها كتب عديدة وآلاف المقالات.  فقد أطلقو مثلا على حسنى مبارك مسمى البقرة الضاحكة ولو تتبعت سيرته ومسيرته وما حدث فى مصر وما آلت إليه الأمور بعد ثلاثين عام لن تجد عنوان أشمل وأكثر تعبيرا من البقرة الضاحة الذى أطلقوه عليه فى بداية توليه للسلطة فكان بمثابة وصف وتنبؤ عبقرى فى نفس الوقت.  وعندما قامت الثورة وحدث الهجوم على الثوار بالخيل والجمال والسيوف والبلطجية أطلقوا على هذا اليوم موقعة الجمل ليحمل كل معانى السخرية الحزينة المضحة والإزدراء للنظام السايق ورفض التخلف وتعبيرا عن تناقض هذا النظام مع العصر والثقة فى النصر.  ثم كانت شعارات الثورة الجميلة ومنها جملة "إرحل يعنى إمشى هو إنت مابتفهمشى" فكانت تعبيرا جميلا مختصرا عن رفض أى تفاوض أو تنازل وأنه لا يوجد إلا موقف واحد ومعنى واحد ولابديل عن الرحيل فأى حديث أو تطويل ليس له معنى إلا عدم الفهم.  وحين أطلقوا على النائب محمد أبو حامد وصف أبو خرطوشة تغير المشهد المتناقض فى أحاديثه وتصرفاته وأصبحت جميع تصريحاته ولقاءاته التليفزيونية والصحفية منسجمة مع الإسم ومنطبقة مع الوصف وزالت علامات التعجب عن تصريحاته وآرائه الغريبة والمضحكة.  وعندما قرأت المقال الأخير لإبراهيم عيسى بعنوان خطة الإخوان التى يتم تطبيقها بمنتهى العصبية والغرور والإندفاع على طريقة - فيها لاأخفيها..وأملكها أو أولعها..- كما يقول فى مقاله المنشور اليوم بموقع الدستور الأصلى لأن البلد سايبة وليس لها صاحب ومافيهاش كبير ويضيف ويبين أن جماعة الأخوان مستعدة لتحويل البلد إلى فوضى إذا لم ينجح المرشح الأخوانى سواء من داخل الجماعة الدكتور محمد مرسى أو من خارجها يقصد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح - آى والله - أبو الفتوح.  ويبين لنا إبراهيم عيسى من خطة الإخوان التى يشرحها

فى مقاله أن الجماعة على أتم إستعداد لقلب الدنيا رأسا على عقب فى سبيل مرسى وأبو الفتوح وأكرر مرة أخرى حتى لاتظن أنى أخرف وأبو الفتوح ويقول إن الجماعة فى سبيل أن ينجح واحد منهما توجه رسائل ضاغطة إلى المجلس العسكرى ليخاف على نفسه ولم لا يخاف وهم الذين هاجموا أقسام الشرطة وأحرقوها كما يعتقد إبراهيم عيسى وكما صرح ثلاثة من الوزراء السابقين وإن أنكر الإخوان فقد إعترف بعض قيادتهم أنهم هاجموا وأقتحموا مقار أمن الدولة وهى حقائق يعلمها الشاطر ومرسى وأبو الفتوح ولذلك فعلى المجلس العسكرى أن يعتبر مما حدث للشرطة أو أمن الدولة.  أما الرسالة الثانية التى يرسلها الإخوان فى رأى إبراهيم عيسى فهى إلى أعضاء اللجنة العليا الذين يجب أن يخافوا على أنفسهم من التنكيل بهم ولابد أن يتذكروا أنهم موظفين فليحافظوا على وظائفهم لأن الإخوان قادمون وهم الذين يملكون.  وأما الرسالة الثالثة فهى رسالة إلغاء وتفكيك المحكمة الدستورية العليا وستبعاد رئيسها المستشار فاروق سلطان يرسلها الإخوان لأعضاء هذه المحكمة حتى لايصدروا حكما ببطلان البرلمان.  ورسالة إلى دول العالم لتخاف لأن الإخوان قادرون على بث الفوضى اللانهائية فى مصر فيضيع التوازن فى الشرق الأوسط ولا أدرى مغزى هذه الرسالة فلم يذكر لنا السيد إبراهيم عيسى السبب منها.  أما الرسالة الأخيرة فهى موجهة إلى القوى المدنية لينتخبوا مرشح الجماعة سواء كان مرسى أو أبو الفتوح وإلا سيسلطون عليهم محمد الظواهرى والجهاديين الإرهابيين وقتلة السادات. قرأت المقال وأمسكت رأسى لا أدرى أأضحك أم أبكى ولكنى تذكرت الوصف الذى أطلقه الشعب المصرى على هذا الصحفى "إبراهيم هيصة" فزال إستنكارى وتضاءل عجبى وقلت فى نفسى هيصة ولا عجب.                                                                    
د. حسين ياسين الجازوى
أمين عام حزب الوسط بالفيوم