رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أنا لا أكذب ولكنى أتسيس

هل السياسة فى مصر أصبحت المبرر الأعظم للكذب.. البوابة القبيحة لكل ما هو مزيف، هل شهرة امتطاء السلطة صارت المرادف للخداع؟، فباسم الانتخابات الرئاسية كل شىء أصبح مباحاً كما قال إيڤان كارامازوف فى رواية دستويفسكى. لا يهم الوطن القابع فوق فوهة بركان

لا يهم سوى نهش الشعب المكلوم الذى غُيب وعيه ومازال، بل يلقون به فى براثن الفتنة بفعل التلمظ على كرسى العرش!! فها هو المحامى الذى يدعى أنه شيخ بداية التضليل، ويقر بأن والدته لم تحمل سوى الجنسية المصرية وتلك هى الحفرة التى حفرها هو وأقرانه فوقعوا فى براثنها نتيجة الخطيئة الأولى وهى الاستفتاء وحضوا الشعب على قول نعم فى مقايضة مريبة للحصول على صكوك الجنة!!، وهكذا أصبح المصريون يعانون من عبء الحياة المحاصرة بالحقيقة المتشظية، لقد أصبحت فى تلك الأجواء أشتهى الموت الليلى وهو ما يسمونه النوم فبعد أحداث العباسية (2) ومحاولات انتهاك المؤسسة العسكرية من قبل أولاد على بمبة أو على (بومبة) فلم تعد تهمنى الأسماء، ولكن اقتراف التدليس، والتزوير واحتكار أمة بأسرها باسم الدين وهو قصى مما يحدث بل أيضاً السياسة بريئة مما يقع من خديعة، وهى فى الأصل كلمة يونانية (بوليتيكوس) وبوليس تعنى المدينة ولا تعنى التزوير، بل إنها فى البلاد المتحضرة القائمة على الديمقراطية غير المشوهة تعنى الشفافية ومن لا يلتزم بها فالعقاب والمحاسبة قدر لا مفر منه.
وأما فى (الأمير) لمكيافيل فهو نادى بالدولة الحديثة، حيث فصل الدين عن السياسة، فهما نقيضان، ويقول نجيب محفوظ: «للأسف إن السياسة لا تترك مكاناً للدين»، وأيضاً: «ليس كالسياسة مفسدة للعقل»، وهناك ساسة نبلاء يبزغون فى الأوطان التى تؤمن بالقانون، حيث تخضع المجتمعات لضوابط مقدسة تحقق الحرية الإنسانية الملتزمة، العدل والنقاء، إن كل مصرى يتحلى بالوطنية التى صارت شحيحة يشعر بغصة تعتصر الروح، فكثرة التضليل، التحول، التلون، تبديل الأقنعة المهترئة، الملوثة حولنا إلى مجتمع مصاب بالعمى، بالصمم، فلا

نرى الحقيقة الساطعة، نتعاطى الكذب على الآخر والأفدح على الذات، مصابون نحن بـ«الميتومانيا) أى الولع بالكذب نتعاطاه، والحرباء هى حيواننا المفضل!! تلك الأيام العجاف تذكرنى بما سطره نزار قبانى «يا وطنى المصلوب فوق حائط الكراهية يا كرة النار التى تسير نحو الهاوية لا أحد أعطى لهذا الوطن الغارق بالنزيف زجاجة من دمه».
أما الليبراليون الجدد أو مريدو الدولة الحديثة ولن أقول المدنية، فالكلمة تستغل أسوأ استغلال من قبل التيارات المتأسلمة فلقد ابتلع الكثير منهم طُعم أبوحذيفة المفصول شكلاً من جنة الجماعة لأسباب سلطوية فهو لم يتخل عن معالم طريق عراب الجماعة سيد قطب، الطريق القائم على تكفير كل مخاليق الله، ما عداهم، لقد وقع الجميع فى فخ أبوحذيفة فهو القائم بمشروع (إخوان سلف)، وها هى تبزغ مرة أخرى منظومة غياب الصدق والحقيقة المتشظية، ويذكرنى سلوك الجماعة النرجسى الناضج بالاستعلاء، والاستحواذ والازدراء بحواديت الطفولة الأثيرة فمن خزائن الذاكرة تبزغ زوجة أم بياضى الثلج كانت تجلس أمام المرأة وتردد: هل هناك فى الدنيا من هى أجمل منى؟!! وأخيراً لا أجد أبلغ من قول الله تعالى: «ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون».

--

سلمى قاسم جودة