رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رجوع الشيخ إلى صباه السياسى

الفكر المتصلب.. المتغضن الثمرة المعطوبة لأنظمة مستبدة شاخت فتهاوت مترنحة مخلفة ذات الكفر البائد، الأخطبوطى فهو يسعى فى كل مجالات المجتمع لإفقار تنوعه، والشمولية تلثمت الآن بقناع العقيدة، لقد عرفت مصر ما يسمى «بالجيرونطقراسى» أى حكم كبار السن، فمنذ 52 وهى ذات المجموعة المهيمنة فحراكهم الثورى

بدأ فى إشراقة شبابهم ولكنهم أصروا على التهام السلطة حتى الآن، والمأساة تتجاوز الأشخاص لتكمن فى الفكر المستهلك المفروض على شعب بأسره، وكما قال د. يوسف إدريس «فكر الفقر وفقر الفكر»، والصبا غير مرتبط بالعمر ولكنه حالة ذهنية روحية ووجدانية تتبعها الرغبة المفجرة للإرادة والطزاجة التى تفرض التحولات الإيجابية ونهضة الأوطان، إن الثورة لها تعريف وليس كما يدعى البعض وهو التغيير الجذرى لما كان أما الذى يختلف فهو التطبيق الخاضع للزمن ولطبيعة الشعوب ومن ثم أرى أن 25 يناير تقع تحت طائلة الفوران الشعبى والثورة لم تحدث بعد، إن الثورة، العلم والإبداع أقانيم تزدهر بالمخيلة الثملة بالتطلع لا إلى الوراء ولا الأمام فحسب ولكن إلا العلا، الولوج إلى المجهول، الحلم ونشوة الجديد وأرجع حكمة ألف ليلة مغامرة التحليق إلى جيل قاف والأمكنة البكر، حيث الأرض حبلى بالكنوز، سندباد، ومعروف الإسكافى والقائمة شاهقة، أما اليوم يشعر المصريون بأنهم يغوصون فى قبو مروع فماذا يفعل البرلمان المهيمن بفعل مولد سيدى الصندوق لا شىء يصب فى مصلحة بؤساء هذا الوطن، فالبذخ هو هو، والحد الأقصى والحد الأدنى الذى أسميه الأقسى مازال مجرد كلام، أما الهدف الأثير فهو الأنثى نحرها، وأدها فنجد المطالبة بتخفيض سن الزواج لنصبح فى خضم ما يسمى (البيدوفيليا) أى الولع بالأطفال!! وهل المرجعية هى السيدة عائشة أم ماذا؟ فلقد تزوجها الرسول وهى فى التاسعة ولكنه النبى محمد، فهل هذا أيضاً ضمن برنامج (إخوان سلف) ودائماً باسم الدين، وعودة الختان وإلغاء الخلع، فالأنوثة هى بمثابة العدو الأول واليسير فما أسهل

التفوق المزيف على الخصم الرقيق والاستعلاء الذكورى المشبع بالخواء، فالمرأة هى الهاجس الأعظم للبرلمان!! وأتعجب من الدولة العاجزة عن رفع قمامتها لتبدو مصر شمطاء تحض على الكآبة، وأتعجب من الشعب المولع دوماً بالمقارنات بين سيىء وأسوأ فنسمع دوماً كليشيه ده أرحم!! فالمصرى ممزق بين عقدة الدونية والاستعلاء فى آن واحد، لماذا لا نحاكى تجربة مهاتير، أن نُرشد الكلام فى الدين لصالح فضيلة العمل وإتقانه وإعلاء الضمير فإن الله سبحانه وتعالى قال: «وقل اعملوا فسيرى الله عملكم»، ولم يقل كلامكم! وتداهمنى الدهشة لموقف مرشح الرئاسة فلماذا تتجنس عائلته بالكامل بجنسية من يدعوهم بالكفرة والأنجاس!! الذين يدافعون عن حقوق الإنسان المرأة والضعفاء!! تحفظاتى تجاه الإمبراطورية المدججة بالقوة المارقة أن رجوع الشيخ إلى صباه ممكن فى العشق والسياسة، ففى العشق كانت (ذاكرة غانياتى الحزينات) لماركيز و(النشوة فى نوفمبر) لنجيب محفوظ و(لوليتا) لنبوكوف وأعمال مورافيا، فلا يمكن للوقت أن يكون متأخراً أبداً من أجل البدء وارتشاف إكسير الوجود دون اعتبار للسن فالمهم طزاجة الفكر والفؤاد والحواس، وإعلاء العقل لا النقل، وأخيراً أتمنى أن يفيق مريدو الدولة الحديثة من فخ المرشح الدينى المتستر وراء الشعارات الليبرالية فلا نريد فى النهاية مشاهدة (عودة الابن الضال) لحضن الجماعة!

بقلم: سلمى قاسم جودة