رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يا فضيلة المفتى.. نحن معك

حملة ظالمة، وضجة مفتعلة تقودها أقلام تعودت على المزايدة، وعقول تجاوزها الزمن.. لم كل هذا الغضب؟ لأن فضيلة المفتى د.على جمعة قد زار القدس على خلاف ما تعود الناس عليه من مقاطعة للمسجد الأقصى طالما كان تحت سيطرة المحتل الإسرائيلي.

يقول الرافضون للزيارة إن فضيلة المفتى قد أكد بهذه الزيارة مشروعية الاحتلال الإسرائيلي، وقام بالتطبيع معه مخالفاً مواقف العرب السابقة بأنهم لا يعترفون بالمحتل، و لن يزوروا القدس بتأشيرة اسرائيلية، ويقولون موعدنا في الزيارة عندما نحرر القــدس و نسترد الحقوق و ندخلها تحت العـــلم الفلسطينى. و هو كلام عجيب. صحيح أننا تعودنا على سماعه و لكن آن الأوان لأن نراجع حكمته. ما الذى استفادته القضية؟ هل تم تحرير القدس؟ مضت عشرات السنين، أكثر من أربعين عاماً و الاحتلال قائم ونحن نقاطع، فما النتيجة؟ لا شئ.. لا شئ إلا أن التهويد مستمر، و الحفر تحت المسجد مستمر، وإفساد الحياة  لأصحاب البلد مستمر، وتكريس الاحتلال مستمر.
هل من العدل أن نترك إخوتنا في فلسطين يواجهون وحدهم البطش الاسرائيلى و نكتفى بإطلاق التصريحات و تأكيد المقاطعات؟ أليس من الأفضل أن نذهب إليهم و نساندهم على الأرض و لو بمجرد زيارة؟
رأيى أن الزيارة الشجاعة التى قام بها فضيلة المفتى تحقق أهدافاً نبيلة فشلت في تحقيقها مواقف المقاطعة ومنع الزيارة إلى حد التحريم (فتوى د/ القرضاوى).. لقد عرفت فضيلة الدكتور يوسف القرضاوى رجلاً مستنيراً و متوازناً ولم أعرفه أبداً إماماً يصدر حكم التحريم لزيارة القدس، وهو يعلم أن رأيه له وزنه و أن المسلمين في كل مكان يتعاطفون مع ما يقول . لقد عملنا معاً في جامعة قطر ، و كنت دائماً أحترمه و أجله، و ما زلت، وأتوجه إليه بطلب مراجعة موقفه.
ما الأهداف التى حققتها زيارة فضيلة المفتى؟
أول الأهداف هو تأكيد هوية القدس الاسلامية، و تأكيد عروبتها، والاصرار على زيارتها هو ترجمة عملية لذلك . إننا نؤكد للعالم كله – و ليس لاسرائيل فقط ـ أن القدس لنا، و لن نهملها أبداً، و إن طال بنا الزمن حتى يتم تحريرها.. بل إنى أدعو كل المسلمين والمسيحيين إلى الاصرار

على الزيارة و الاكثار منها ليتذكر العالم وتتذكر اسرائيل مكانتها في قلوبنا جميعاً وبأننا أبداً لن نفرط فيها.. إن استمرار الزيارات هو تأكيد مستمر على هذه الحقيقة. أما المقاطعة فهى سلوك سلبى يكرس الاحتلال ويُنسى الناس علاقتنا بالقدس بمرور الوقت.
ثانى الأهداف التى تحققت من الزيارة هو مساندة الشعب الفلسطينى والوقوف بجانبه على أرض القدس و المساهمة في تنمية اقتصادها مع زيادة الزوار. وهذا ما يدركه الفلسطينيون أنفسهم مما دفعهم إلى تأييد الزيارة والترحيب بها كما قال أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينية، وأحمد قريع رئيس ملف القدس، بل إن فضيلة مفتى القدس شارك بنفسه في الزيارة، وصرح بأنها تصب في مصلحة القضية.
ثالث الأهداف هو الاطلاع على أرض الواقع في القدس والتعرف بشكل مباشر على حجم المعاناة التى يتعرض لها شعبنا في القدس. إن من يشاهد بنفسه مأساة شعبنا في القدس سيزداد رفضاً للاحتلال الاسرائيلى و الظلم الاسرائيلى. فليس من سمع كمن رأى.
بصراحة أنا أحيى فضيلة المفتى الدكتور على جمعة على شجاعته وعلى فكره المستنير.. وأقول له لا تخف من المزايدين فهم دائماً حنجوريون، و بلا وزن حقيقى في صنع الأحداث، فالذين يصنعون الأحداث ويحركون التاريخ هم الأفراد القلائل الذين يبادرون بالتقييم المستقل للمواقف واتخاذ القرارات الشجاعة حتى لو خالفهم كل الناس، وفضيلتك من بين هؤلاء القلائل الذين يحركون التاريخ.
آخر سطر
الفعل الإيجابى على الأرض أفضل ألف مرة من العيش في الوهم.

[email protected]