رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الإسلاميون.. وعمرو موسى

يوماً بعد يوم تزداد فى ذهنى التساؤلات الكثيرة عن سباق الرئاسة، ويزداد الأمر تعقيداً عندما لا أجد إجابات صريحة وواضحة من التيارات الإسلامية عن تلك التساؤلات...
بسم الله الرحمن الرحيم: «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين» صدق الله العظيم
وعن أبي هريرة رضى الله عنه قال: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:

«إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة»
هذا ما جاء فى كتاب الله عز وجل، وهذا ما قاله سيد الخلق صلى الله عليه وسلم فى التحذير من الإمارة.
إذا كان الإسلاميين يعتبرون أن لهاثم على منصب الرئيس هو من أجل إصلاح الدنيا بالدين، ورغبة منهم فى حماية الأمة من فساد غير الإسلاميين.. فلما التصارع والتناحر بين الإسلاميين بعضهم البعض على هذا المنصب؟
هل يعتبر حازم صلاح أبوإسماعيل أن ترشحه لمنصب الرئيس الهدف منه حماية الأمة من فساد باقى المرشحين؟.. واقتناعاً منه بأنه الوحيد الذى يمتلك القدرة على تنفيذ المشروع الإسلامى؟
إذا كان الأمر كذلك فعليه أن يوضح للناس جميعاً أن باقى المرشحين الإسلاميين فاسدون ولا يصلحون لهذا المنصب، ولهذا فقد قرر حازم أبوإسماعيل تحمل هذا العبء الدنيوى وتحمل أذاه فى الآخرة لكى يحمى الأمة من فساد الشاطر والعوا وأبوالفتوح..! وإذا كان الأمر غير ذلك، فلماذا يصر أبوإسماعيل على الترشح أمام إخوة يعتبر أنهم صالحون ومناسبون لهذا المنصب؟!
تلك التساؤلات ليست لشخص أبوإسماعيل فقط، بل هى موجهة لكل المرشحين الإسلاميين.
لماذا يصر مرشح إسلامى على التنافس مع مرشح إسلامى آخر؟!!.. هل هى عبادة الهوى وحب الدنيا؟
وتزداد التساؤلات تعقيداً عندما أجد الإخوان المسلمين ينظرون إلى التجربة التركية باعتبارها نموذجاً يحتذى به، وهم فى واقع الحال لا يأخذون منها إلا اسمها ولا يطبقون منها إلا شكلها!
فالإخوان المسلمون يتجاهلون وبشكل غير مفهوم الطريقة التى اتبعها أردوغان ورفاقه فى تطبيق الشريعة.. فاردوغان ومن قبله «أربكان» طبقوا الشريعة على أنفسهم وذويهم قبل أن يطبقوها على المجتمع ككل.. ولهذا صعد المجتمع بأردوغان ورفاقه الى سدة الحكم فى دولة ظلت تحكم بالعلمانية والحكم العسكرى طوال عقود

طويلة.
لماذا يتجاهل الإسلاميون هذه الفلسفة فى تطبيق الشريعة، ويصرون على اعتلاء كرسى الحكم أولاً ثم تطبيق الشريعة ثانياً؟
الشريعة لا تحتاج الى قوانين بل تحتاج الى رجال يطبقونها على أنفسهم أولاً.. ثم يطبقها المجتمع من بعدهم.
فلا تجد الدولة سبيلاً الا الرضوخ لإرادة الشعب التى أرادت الشريعة منهجاً.. هكذا فعل أردوغان ولهذا نجح..وهكذا يرفض الإخوان أن يفعلوا ولهذا سيسقطون.. انها فقط مسألة وقت..
على الجانب الآخر.. نرى فى الأفق القريب رجلاً هو مهندس السياسة المصرية الخارجية ـ هو عمرو موسى ـ ليطرح علينا رؤية عميقة لتغيير نظام أداة الحكم بالتحول من الديكتاتورية الى الديمقراطية ليكون أول رئيس محتمل يطرح فكراً موضوعياً ومشروعاً واضحاً ومتكاملاً لمستقبل مصر والمصريين بهدف اسقاط نظام قمعى وبناء نظام قائم على الديمقراطية والعدالة والمساواة..
انه أول رئيس محتمل يدعى لمؤتمر الثمانى الكبار، انه الوحيد الذى دُعى للقاء يضم قادة شئون الاقتصاد فى «كومو ـ ايطاليا»، وهو الذى دُعى للاجتماع السنوى للمجلس الدولى للاستراتيجية ليكون ضيف شرف على المؤتمر ليلقى خطابه الرئيس.. هكذا يراه العالم وهكذا ينظر اليه حكام وملوك العالم انه الرجل الذى مارس صلاحياته كاملة كوزير للخارجية ومن بعده انتزعت من الخارجية الملفات الحيوية مثل: «مياه النيل ـ إسرائيل ـ الفصائل  الفلسطينية ـ ليبيا ـ السودان».
فأصبح الحال كما هو عليه الآن، وليس كما ينبغى أن يكون.

علاء الوشاحى
عضو الهيئة العليا لحزب الوفد
[email protected]