تمصير الوهابية والخريف العربى
جحيم القيظ المستعر لا يتبعه الربيع المزهر، فالسماء لا تتورد بحمرة مذهبة بل يتبعه الخريف الضبابى بفعل رمادية البارود، الغازات السامة والشهوات المسعورة، الرقطاء. أجد مضاهاة فادحة بين عرى أشجار الخريف وسقوط أوراقها اليابسة،
المهترئة وبين سقوط ورقة التوت لتكشف عورات كل الكيانات، الشخصيات الانتهازية والجماعات المحظورة التى صارت منظورة من العالمين نحن فى قلب العرى السياسى والأخلاقى الحصاد القاتم للمتنحى قسراً، وإذا كان الكواكبى كتب (طبائع الاستبداد) فاليوم هو أوان توابع الاستبداد ومحاولة استنساخه تحت عباءات راسبوتينية ولحية وذبيبة صارت تينة، نحن فى زمن التقوى الجلدية والصوتية!! والتعويذة.. خلط العقيدة بالسياسة الميكيافيلية وبعدما كان الدين لله والوطن للجميع، أصبح الوطن للجماعة وفروعها من السلف وغيره واعتبار كل المصريين باستثنائهم من كفار قريش وعبدة النار والمجوس! ومن ثم كان الشعار الأشهر «واعدوا» مع السيوف على اعتبار محاربة الكفار الجدد، فمن الضرورى صناعة عدوا متجدد وهو ما نادى به سيد قطب «الجهاد الأبدى» ومن ثم وجب السعى لتقطيع الأوصال والصلب والنحر، وإذا كان هذا ما كان عندما بلغ عدد السكان بضعة آلاف فهل يجوز تطبيقه عندما يتجاوزون 85 مليوناً مع الفقر والبؤس، إن تمصير الوهابية وقع فى مصر منذ 80 عاماً ليعصف بالوسطية المصرية البديعة، مروراً بسيد قطب الذى حض على ازدراء الوطن بل أيضاً صلة الرحم! أما الربيع العربى المزعوم فهو أكذوبة، فأين نحن الآن من هذا الربيع الناضح بوأد النساء، أما الشباب فكفاية عليهم الاستشهاد فى الميدان وأن تفقأ عيونهم المنجومة لكن لا لمشاركتهم فى المشهد العام، نحن فى فترة تحاكى البرزخ، الانتقال إما للجحيم، أو الفردوس، انظر حولك، القذافى فى جهنم ولد فى بلدته أما النهاية فى ماسورة صرف صحى بمسدس من ذهب وأشلاء وطن يتم تقسيمه ذاتياً! السودان ينفطر قلبى عند سماع بشيره بنعت الجنوب بالعدو والتقسيم اقترف بفعل تطبيق الشريعة وهو ما يقع فى مصر أيضاً.. بعدما كنا نسمع فاروق ملك مصر والسودان!! والعراق مقسم والبقية تأتى ويا فرحة الغرب الذى يحتفى بالأوطان الغافلة التى تقسم نفسها والتى تجهض ثوراتها نتيجة الأنظمة الأفعوانية، أدعو الله أن تنجح
سلمى قاسم جودة