رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بالحب وحده4

تحدثنا في اللقاء السابق عن جزء مهم في حياتنا ألا وهو بناء البيوت وقلنا أن البيوت ليست جدراناً وفرشاً وأجهزة وغير ذلك ولكنها ناس تسكن هذه البيوت وطبيعة علاقتهم ببعضهم وبمن حولهم ولنبدأ هنا بحديث مهم بالنسبة لتربية الأجيال،

أولاً أحب هنا أن أقول وبصراحة شديدة أن مسألة انجاب البنات أو الذكور ليست مسئولية الزوجة فالزوجة تمثل الأرض الخصبة التي عندما تزرع فيها أي تقاوي لشىء معين فهى ترعاه وتغذيه حتى يكبر، إذن هذه الاشكالية لابد أن نتفق عليها بادئ ذي بدء أنها طبقاً لماء الرجل تنجب الأم، وبما أن الرجل والمرأة هما خلق من خلق الله تعالى فهو الذي يحدد أن يكون المولود ذكراً أم أنثى طبقاً للماء الذي يضعه الرجل في رحم المرأة فكثيراً ما نجد الرجال يظلمون النساء في هذه النقطة فعندما يرزق الله الرجل ببعض البنات ثم تشتاق نفسه الى ذكر فإنه يجدها حجة للزواج بأخرى، وهذا لن يغير من الأمر شيئاً فأنت لم تغير غير الوعاء الذي يحتوى ما تنزله أنت من صلبك بارادة كاملة من الله وحده لأن الله يقول في كتابه العزيز «يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكرانا وإناثا ويجعل من يشاء عقيما» صدق الله العظيم، ولو لاحظت معي أيها القارئ الكريم أن الله عبر عن هذه العملية برمتها بأنها هبة من الله أي هدية للانسان فإذا وهبك الله هدية فلم تفرح بها فقد أغضبت من أهداك إياها وهو الله، ولعلك لاحظت أن الله قد بدأ الحديث عن هذه الهدايا بذكر الاناث أولاً قبل الذكور وهذا له معنى واضح، لأن الله إذا وهبك إناثاً فإنه قد اراد لك الخير كله وتأمل معي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما يقول «من رزقه الله بثلاث من البنات فأحسن تربيتهن كن له حجاباً من النار يوم القيامة فسأل سائل يارسول الله حتى لو كن اثنتين فقال حتى لو كن اثنتين فانبرى ثالث سائلا يا رسول الله حتى لو كانت واحدة فقال صلى الله عليه وسلم حتى لو كانت واحدة» هل رأيت معي كيف ان الله إذا وهبك ثلاثاً من البنات فأحسنت تربيتهن على الاخلاق الفاضلة والعطاء والدين الصحيح والعلم النافع فإنهن بك من النار يوم القيامة، إذن لكي نخلص من هذه الاشكالية يجب علينا ان نتلقى هدايا ربنا بشىء من الرضا متضرعين اليه سبحانه ان يرزقنا معهن العون والهمة لتربية هذه الهدايا حسبما اراد هو حتى نسعد بهن في الدنيا والآخرة ولا داعي ابداً لأن يكون هذا الموضوع سبباً في خراب البيوت والطلاق والشحناء والبغضاء التي أحاطت كثيراً من بيوتنا بسبب هذا الموضوع الذي ليس لنا فيه أي فضل، فنحن نختلف على موضوع هو في حقيقته خارج عن ارادتنا جميعاً ونترك الموضوع المهم الذي هو مسئوليتنا الحقيقية ألا وهو موضوع تربية هذه الهدايا والهبات سواء كانت اناثاً أم ذكوراً، وهذه المسئولية تبدأ من لحظة اختيار زوجة صالحة من بيت صالح أما وأبا، زوجة تعرف حقوق ربها عليها ثم حقوق والديها ثم حقوق زوجها ثم أولادها ولندقق اكثر في مدى ثقافة الزوجة والمتعلقة بالتربية وادارة البيت لأن الاطفال حتى سن السادسة او السابعة سوف يقلدون الأم في كل شىء فهم في هذه السن يرتبطون ارتباطاً وثيقاً بها لحاجتهم اليها فإذا كانت

الأم مهذبة تنتقي الألفاظ فسوف نجد ابناءها كذلك وإن وجدتها نظيفة في نفسها وبيتها فحتما سوف تجد الأولاد كذلك وهكذا قس أنت على كل السلوكيات والتصرفات، ولقد قرأنا وسمعنا كثيراً في ادبيات وفلسفات التربية من كل انحاء العالم فلم اجد تلخيصاً فيه جوامع الكلمات إلا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعلمنا اسس التربية السليمة عندما يقول «لاعبه سبعا وأدبه سبعا وصاحبه سبعا ثم اترك حبله على غاربه» صدق رسول الله، بل يسبق هذه المراحل الثلاث انك لا يفوتك شىء مهم جداً وهو عندما تجامع زوجتك لا تنسى أن تقول هذا الدعاء بسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا حتى تحميه من أن يكون مطيعاً للشيطان طوال حياته، لماذا لأنك اذا لم تقل هذا فسوف يجامع الشيطان زوجتك معك فتذكر هذا دائما، ونحن كثيراً ما نشكو من عدم طاعة أولادنا لنا وانحرافهم أو عدم صلاحيتهم بيد أن هذا هو من اخطائنا نحن في البداية، ثم نأتي الى مرحلة الولادة فعندما يرزقك الله بمولود يجب عليك أن تؤذن في اذنه اليمنى وتقيم الصلاة في أذنه اليسرى حتى يكون ذلك هو أول شىء يسمعه في دنياه الجديدة فيطمئن قلبه وتهدأ جوارحه ثم عندما يكبر وتريد أن تعلمه الصلاة فلا يتذمر أو يتململ وتجده مطيعاً لك ثم تقوم بعمل عقيقة بأن تذبح له شىء مما تيسر لك ثم تحلق شعر رأسه وتزنه بالميزان الحساس فسوف تجده يزن جرامات ثم تخرج ما يوازي وزن هذا الشعر من الذهب صدقة له فهذا يفديه من كثير من الأقدار التي تصيبه في حياته، ثم نأتي بعد ذلك الى المرحلة الاولى من حياته وهي أول سبع سنوات وفي هذه المرحلة يجب أن تلاعبه كثيراً جداً حتى تشبعه من اللعب وبالتالي سوف ينام ملء جفونه ويستفيد من الغذاء أيما استفادة وحذار من أن توجه له نقداً أو لوما على أي تصرف لا يرضيك فهو في هذه الفترة يعامل كأمير فهل رأيت أميراً يعنف أو يلام؟ كما أن لعبه في هذه الفترة يكسبه كثيراً من الهدوء والتعقل فيما بعد.
والى لقاء آخر إن شاء الله نكمل الحديث إن كان في العمر بقية

بقلم- عماد الدين الأسود
[email protected]