فضيلة الشيخ.. دعني أقبل رأسك
من بين القضايا الساخنة في حلقات الهرج السياسي التي يزخر بها الآن المسرح المصري، والتي تُعد أحد مظاهر الفوضي المجتمعية التي تؤرق كل المصريين وباتت تهدد أمن واستقرار وطنهم، تبرز القضية المثارة بشأن جنسية والدة مرشح الرئاسة الشيخ حازم أبو اسماعيل.
وأعتقد أن اهمية هذا الموضوع وخطورته، في هذه المرحلة الدقيقة، تكمن في ثلاثة اعتبارات: أولها استخدام القضاء ومحاولة تطويقه بشتي الطرق في حلبات الصراع السياسي بين الرموز والقوي السياسية المختلفة، وهي ظاهرة استشرت بشكل سينال من هيبة وشموخ القضاء، وثانيها أن انصار الشيخ ومريديه - وأغلبهم من خيرة شباب الوطن - يدفعهم تيار العاطفة ومشاعر الحب والاخلاص، بعيداً عن اطار الموضوعية والفهم الصحيح، مما قد ينجرف بهم إلي مستنقع أعمال العنف وعدم المشروعية التي تضر بهم وبغيرهم وبكيان الوطن كله، وثالثها أن جموع الشعب المصري بكل أطيافه - وبغض النظر عن اتجاهاته السياسية - لا تقبل من الشيخ - باعتباره بحكم الشكل والانتماء أحد رموز الدين - أي انحراف أو مخالفة لقيم وتعاليم الاسلام الاصيلة، ومن أبرزها ما هو معلوم بالضرورة كفضيلة الصدق، وبالتالي فهي حريصة كل الحرص علي ما يجب له من احترام وتقدير وتوقير، وعدم تورطه فيما يمكن أن ينال من مصداقية والتزامه بتعاليم الاسلام، بغض النظر عن أي مكاسب قد يحققها أو مناصب قد يعتليها.
ورغم أنه حتي كتابة هذه السطور، لم يتضح الموقف النهائي بشأن قبول ترشح الشيخ حازم أبو اسماعيل لانتخابات الرئاسة، وكل ما ظهر فقط هو حكم لمحكمة القضاء الاداري بإلزام وزارة الداخلية بمنحه شهادة عن جنسية السيدة والدته من واقع سجلات الوزارة، وهو حكم للأسف لم يفهمه كثيرون، واعتقدوا أن حسم الموضوع لصالح الشيخ، وهو اعتقاد خاطئ، لأن شهادة وزارة الداخلية تقتصر علي ما لديها من بيانات مسجلة في اطار اختصاصها الوظيفي فقط، أما الفصل في مسألة حصول أو
إن هذا القسم، سوف يبرئ ساحته من كل شك يساور الجميع، كما أن عزوفه عنه، يفرض عليه - من منطلق تعاليم الاسلام - الرجوع للحق، ومصارحة الجماهير بالحقيقة التي لا يعرفها أحد مثله، وفي هذه الحالة سوف تزيد قامته وترتفع مكانته فوق كل المناصب والمغانم الدنيوية، وسوف أكون حينئذ أول المقبلين لرأسه: إجلالاً وتقديراً.
حفظ الله مصرنا الغالية، وهدانا جميعاً سواء السبيل..
بقلم-لواء بالمعاش/ أحمد عبد الفتاح هميمي