رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الشباب يصنع الثورة والشعب يحميها

إن شباب مصر هو الأمين على نقاء وصفاء وبياض الثورة وبالفعل عادوا بها إلى صورتها الحضارية الرائعة التي أبهرت العالم بأسره وشباب مصر هو المسئول أمام الله والتاريخ والأجيال المقبلة على استكمال ثورتهم وعن وحدة مصر أرضاً وشعباً

وعاد شباب مصر يوم 25 يناير ليوقف عجلة التاريخ ليسجل لمصر أنصع صفحات الفخر والإعزاز لشعب متحضر يصنع ثورة لا مثيل لها، عاد شباب مصر ليدعونا بان تكون الحرية سلوكاً مسؤلاً لا شعارات. والانتماء والوطنية إحساس لا مزايدات خرج الملايين منهم في هذا اليوم الخالد دون سلاح منهم سوى سلاح العقيدة والإيمان بالله يهتفون ضد نظام القهر والاستبداد يعلنون التحدي وهم في الوقت نفسه يهتفون سلمية سلمية في مواجهة جبابرة النظام المسلحين بأسلحة القتل والبطش فقتل وأصيب منهم الآلاف ومع ذلك فهم لا يبالون ولا يتراجعون فضرب ذلك الشعب العظيم في هذا اليوم العظيم أروع الأمثلة التي وقف أمامها مبهوراً مذهولاً لذا يحق لأرواح الشهداء أن تسعد بمصر وشبابها ... جادت بأرواحها التي لم تضيع دمائها هدراً من أجل الحرية والكرامة والعدالة ونقل مصر إلى عصر جديد من الديمقراطية .
واختفى العنف في الذكرى الأولى للثورة وتمسك الثوار بالاستمرار في سلمية وسائل التعبير عن مطالبهم وجعلوا هذا اليوم مفخرة أمام العالم ليؤكدوا أنهم في استكمال ثورتهم مازالوا على عهدهم بنقاء الضمائر وسلامة القصد وطهارته . ولأنني أؤمن إيماناً راسخاً بان الثورة المصرية التي أقلعت يوم 25 يناير ولم تصل أو تهبط إلى مطارها بعد هي ثورة شعب بأكمله وقد خرج في الذكرى الأولى للثورة الملايين إلى ميادين التحرير في كل المحافظات للتعبير أولاً عن اعتزازه بثورته وللتأكيد ثانياً على تصميمه على تحقيق كامل أهداف الثورة النبيلة .
كان بوسع المجلس العسكري أن يسهم في إنجاح الذكرى الأولى للثورة إذا قدم التهنئة للشعب المصري مصحوبة بإعتذار عما وقع من أحداث مؤسفة تسببت في سقوط الآلاف من القتلى والجرحى ، وكان يجب أن يجدد إلتزامه عن ما وقع من أحداث مؤسفة تسببت في سقوط الآلاف من الجرحى والقتلى وكان يجب ان يجدد التزامه بالاعلان عن نتائج التحقيقات في اعمال العنف والكشف عن المتورطين في سفك دماء المصريين أو إنتهاك كرامتهم وتقديمهم للمحاكمة لينالوا جزائهم .
كما كان يجب على المجلس العسكري في هذا اليوم العظيم ان يقوم بتكريم جميع الشهداء رسمياً وإتخاذ جميع الإجراءت اللازمة لعلاج الجرحى ورعاية أسرهم والإعلان عن الحماية اللازمة للمتظاهرين والقبض على مثيري الشغب والبلطجية .
وانا شخصياً في الذكرى الاولى للثورة حاولت ان استعيد في ذاكرتي مشهد ميدان التحرير حينما كان المتظاهرون يصعدون الى ظهور دبابات ومصفحات كان يدرك باليقين أنها تحمي ظهورهم وتمكنهم من ممارسة حقهم في الثورة على نظام ظالم وفاسد ولأن هذا المشهد على وجه الخصوص بهر العالم وأضاف بعداً حضارياً على الثورة المصرية .
وكم كنت أتمني أن أري هذا المشهد الرائع ثانية في الذكري الأولي للثورة كي نقطع الطريق نهائياً علي كل من يحاول افتعال صدام وفتنه بين الشعب والجيش .
اعترف مجلس الشعب بأعضائه أن الثورة هي التي أوصلتهم إلي هذا المكان ولكن كان يجب أن يؤكد المجلس علي أن أهداف وغايات الثورة يجب أن تكون فوق كل الحسابات والمناورات الحزبية

والصراح علي الحصص والناصب .
وكان بوسع المجلس الاستشاري بدوره أن  يقدم مساهمة لإنجاح هذا اليوم بالتأكيد علي أنه ليس موظفاً عند المجلس العسكري واستيعاب أن قيمة ما يقدمه الاستشاري للعسكري .
يتوقف علي مدي الالتزام بمبادئ وأهداف الثورة وتقديم توافق وطني حول هذه المبادئ  والأهداف .
وبعد مرور الذكري الأولي للثورة أسأل سؤالا هاماً
هل استطاعت الثورة أن تحقق أهدافها المشروعة التي طالبت بها الجماهير في جميع ميادين مصر وعلي رأسها ميدان التحرير للأسف الإجابة : لا .....   لم تتحقق أهدافها علي الرغم من مرور عام كامل علي جميع المستويات السياسة والاقتصادية والاجتماعية والانتهاكات الخاصة بحقوق الإنسان مازالت مستمرة وعلي مرأى ومسمع من الجميع .
فعلي المستوي الاقتصادي لم يشهد أي تطور يذكر حيث مازالت طاحنة رغم رؤية البعض لهذه الأزمة بأنها مفتعله أكثر منها حقيقة فضلاً عن استمرار النزيف الحاد في الاحتياطي النقدي غير المبرر والفجوة بين الدخول ومستوي الأسعار كما أن الحد الأدنى للأجور لم يحدد بعد رغم المطالب المستمرة بوضع حد أدني للأجور بما يتناسب مع معدلات الأسعار والأحوال المعيشية في البلاد .
وعلي الصعيد السياسي مازالت هناك العديد من الانتهاكات المعنية بحقوق الإنسان مثل استمرار المحاكمات العسكرية بعد الثورة وإحالة أكثر من 13 ألف مواطن للمحاكمة العسكرية باتهامات مختلفة علماً بأن منظومة حرية الرأي والتعبير لم تشهد أي تطور بالإضافة إلي إحالة إعلاميين وصحفيين للتحقيق بسبب آرائهم وأفكارهم .
وانتهاك الحق في التظاهر السلمي مثلاً لما حدث  في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء ومحاولات فض الاعتصامات السلمية بالقوة وضرب وتعريه النساء واختراق مكتب الجزيرة مصر ومنظمات المجتمع المدني دون إخطار أو إنذار والتعتيم الاعلامى وظهور الإعلام الموجه الذي يفتقد غلي الحرفية والمهنية ولا يعتمد في عمله علي الحيادية والمنهجية واتهام الفصيل المعارض للسياسات الرسمية بالعمالة من قبل هذا الإعلام الموجة .
وخلاصة القول أن الثورة المصرية تعثرت ولادتها وباتت وكأنها تعيد انتاج النظام القديم واصبح كل الثوار تقريباً في مرمي نيران الاتهامات بالعمالة والخيانة والتمويل .اننا في حاجة إلي استعادة الطريق إلي الحرية والكرامة وكذلك استعادة الحكم بالدولة الحديثة .     

المستشار سامح المشد

بالسلك الدبلوماسى الأوروبى

ورئيس الاتحاد الدولى للشباب الحر
[email protected]