رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وأد النساء

حفنة من الرمال كانت تبتلع البنات في الأزمنة الغابرة، ظنت البشرية انها ودعتها إلي الأبد ولكن اليوم نشهد بكل الأسي السعي الكئيب لبعث جاهلية ووثنية جديدة لفرضها علي المجتمع المصري لتقويض هويته وطمس حضارته وها هي التيارات الإظلامية الناضحة بمعاداة الحياة وتعدديتها

ترنو لإعلاء ثقافة الموت تريد استئصال وبتر نصف المجتمع، فيتم اقصاء المرأة، لتصبح حسب الفتاوي الفتاكة المدفوعة الأجر مجرد آلة للمتعة، مغيبة الوعي، وبعدما كان يتم وأد جسدها، اليوم تغتال روحها وإنسانيتها، فلا عزاء للسيدات ولا للاقباط!! في برلمان يطلق علي نفسه برلمان الثورة وهو قصي عن أي فكر ثوري يعني القفز إلي الأمام لا الردة التي لا تليق بمصر، فجاء البرلمان شبه متجرد من وجود المرأة وتابعه الجمعية التأسيسية التي جاءت مضادة للطبيعة فهي لم تكن يوما عرجاء تقصي الرحم المجوهر للمجتمع فلفظها كل من يتحلي بالنخوة الوطنية ويرفض المنظومة العبثية التي بدأت بالانتخابات قبل الدستور، ثم اقتراف الانتخاب الذاتي والباقي من خلال الاذرع والفروع الخاصة بهم!! وهكذا يتم ازدراء الدستور واستنساخ حزب وطني بلحية! ولم يعد الشعب يستوعب الاستبداد والانحناء حتي وإن كان من خلال صناديق الانتخابات وهي المرجعية التي يلوحون بها دوما وهي مشكوك في صلاحيتها حيث انها موصومة بالملايين الذين نالت منهم آفة الآمية التي حافظ عليها الرئيس البائد لتضليل وعي شعبه المكلوم، أما تونس حيث حظيت المرأة بنصف الجمعية التأسيسية فهي نموذج لنظرية الديكتاتور المستنير لفولتير فعندما سقط زين العابدين لم يسقط شعبه فاكتنز الوعي المنشود وبدأ في التعافي.. هل يليق بمصر إلقاء المرأة في أتون العصور الوسطي الأوروبية أو استدعاء عادات وتقاليد بدوية، وهابية تحض علي اخفاء ووأد وجود ووجه المرأة لتصبح وطنا مكتظا باشباح سوداء تنداح تختزل انسانية المرأة في بؤرة الغريزة. إن أبلسة المرأة وتحويلها إلي كائن وظيفته الغواية نغمة نشاز لم تعرفها الحضارة المصرية ولا الإسلام الذي كرم النساء، فكانت منهن المحاربة، الشاعرة وراوية الحديث الشريف السيدة عائشة يقول المفكر رجيسي دوبريه إن الإسلام حظي بنهضته قبل عصوره الوسطي وهنا يقصد حقبة الاندلس أما هؤلاء الذين اعلنوا الثأر من الانثي لانها مختلفة فهي الاضعف والاقوي في آن واحد أهدي اليهم معلومة أن الكائن الفذ الوحيد الذي حصد جائزة نوبل مرتين مدام كوري.. امرأة إن عالمة الذرة التي اغتيلت هي سميرة موسي ان السيدة التي أنفقت حياتها لمؤازرة مرضي الجذام هي الأم تريزا، ان من جاءت إلي مصر وعاشت مع جامعي القمامة الاخت ايما نويل امرأة أيضاً الخصوبة، العطاء، التماهي في الام الآخرين انثي تقتفي أثر المعذبية بالحياة، ليست مولعة بالحروب القنص واحيانا الاغتصاب هي أم كلثوم التي نجحت في توحد العرب الذين اختلفوا في كل شيء فيما عدا ولعهم بالنشوة السمعية وقداسة الهوي فتطهرت الشهوة بنيران جذوة الابداع الراقي، فسمت الغريزة الملتعاة تحت وطأة هذا الصوت المحلق في الفضاء اللانهائي فالجميع

من أهل الهوي، هي شهرزاد التي ايقظت حمم الاستشراق وروضت المستبد شهريار.
هل «أنا ملعونة» عنوان الكتاب الذي صدر للصحفية السودانية لبني الحسين التي جلدت كم مرة لارتدائها البنطلون باسم الدين! يطالبون بإلغاء الخلع في البرلمان وهو ما رفضه الأزهر، قريبا سيعلو فحيح يطالب بمنع المرأة من قيادة السيارة فبعد الامتناع عن الوقوف دقيقة حداداً علي البابا ومعايرة امرأة بانها امرأة وقبطية كمان كل شيء ممكن يقول نجيب محفوظ: «حركة تحرر المرأة» هي السمة الأساسية للنهضة في تاريخ الشعوب فلا تكون هناك نهضة دون أن يصحبها حركة لتحرر المرأة لا شك أن هناك نساء يسعين إلي العودة لعصور الحريم هن خاضعات لغسيل مخ بفعل المستوطنات الطائفية الفضائية ودعاة الزوايا هل نقبل مرة أخري بوأد البنات ولكن ننتظر حتي يصبحن يافعات ثم يتم نحرهن علي مذبح من في قلوبهم مرض، وأرجع نجيب محفوظ نحن نعتبر الموت ذروة المأساة ومع ذلك فموت الاحياء افظع ألف مرة من موت الأموات؟ هل يتم تهويد مجتمعنا مع احترامي الجم لكل العقائد، فتستهل صلاة اليهود: «الحمد لله الذي لم يخلقني امرأة» هل نطبق علي المرأة نظرية كبش الفداء وأصلها ان الحاخام فيما مضي كان يختار كبشا يضع يده فوق رأسه لينقل إليه كل الخطايا التي ارتكبها شعبه ثم يلقي به في الصحراء للتطهر هل يحملون المرأة آثام المجتمع فيحولونها إلي كبش فداء في عملية اسقاط؟ فيسعون لالغائها اما ان تصبح ملثمة أو تقبع في البيت محرومة من الحياة فلنلذ باستنارة الامام محمد عبده في تلك الأيام العجاف، فلنعتصم باسلام مصر الوسطي القائم علي الضمير لاعلي المظاهر المزيفة، المزايدات الرجيمة وترويج الجهل المقدس وازدراء الآخر يقول جبران: «إن الأمة المستعبدة بروحها وعقليتها لا تستطيع أن تكون حرة بملابسها وعاداتها» وإذا كانت سيمون دي بوفوار كتبت «الجنس الثاني» فنحن لا نريد أن تصبح المرأة في مصر الجنس الترسو!
----

بقلم- سلمي قاسم جودة