رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مابين الشاطر ومرسى .. تبقى السلطة هدف الجماعة

لم اصب بدهشة من قرار جماعة الاخوان المسلمين، الدفع برئيس حزبها السياسى ،الحرية والعدالة، د.محمد مرسى ،مرشحا  عنها للرئاسة، فى اللحظات الاخيرة وقبل انتهاء الموعد الرسمى لتلقى اوراق الترشيح.

ولم يلفت انتباهى ايضا، دفعها من قبل بأحد قيادييها، ورجل الأعمال الشهير خيرت الشاطر مرشحا عنها فى ذات الانتخابات، وان كانت الصورة التى تم الأعلان عن كلا المرشحين مختلفة ، ففى حالة الأول، جاءت للتغطية على عوار قانونى يصيب موقف الشاطر ، قد يكون من نتائجه حرمانه من الاستمرار فى سباق الانتخابات، على عكس ماحدث فى ترشيح الثانى الذى تم الاعلان عنه بشكل رسمى ،خلال مؤتمر صحفى ، جمع د.محمد بديع مرشد الجماعة ،ود.محمد مرسى رئيس حزب الحرية والعدالة.
ومابين الشاطر ومرسى، تبقى السلطة هى الهدف الاسمى للجماعة فى الوقت الراهن، بعد ان خسرت رهان الفوز بتشكيل الحكومة.
ومبعث عدم الاندهاش ، او لفت الانتباه عندى ، ان سلوك الجماعة لم يعد خافيا ، رغم المناورات التى تجريها وتأخذ احيانا طابع السياسة ، وفى احيان كثيره طابع الدين، حتى اصبحت قراراتها معروفة سلفا، بعد ان تحولت عن مبادئها كجماعة قدمت نفسها للمجتمع على انها ، جماعة دعوية لاتحتكر الدين لنفسها، وان كانت تقدم فى هذا الصدد مبررات اعتبرها غير مقبوله ، تحت زعم ان المتغيرات السياسية ، وطبيعة المرحلة تفرض التراجع عما سبق وتم الأعلان عنه.
هذا السلوك من جانب الجماعة ، والتى تحولت من جماعة دينية خيرية ،الى قيادة سياسية تسعى للسلطة والوصول الى سدة الحكم ،افقدها الكثير من اسهمها على الصعيدين ،الدينى بالدرجة الأولى، والسياسى بالدرجة الثانية ،ومن ثم بدأت اوراقها تتساقط تباعا بعد ان دخلت خريف حياتها.
وفى كل سلوك لها كانت تقدم الجماعة مبررات، وفى المقابل يقدم المتابعون للشأن السياسى فى بلادى مصر تفسيرات وتحليلات ، هى اقرب الى كشف الأهداف الحقيقية من وراء كل القرارات التى تتخذها، وتقدم عليها الجماعة رغم نفيها المسبق لها.
فكان من المبادئ التى رفعتها الجماعة فى الانتخابات بشكل عام، هو المشاركة لا المغالبة ، وظلت ترفع هذا الشعار خلال نظام حكم مبارك الساقط ،وكانت تنافس بنسبة تترواح مابين 30  الى 40 بالمائة ، حتى جاءت الانتخابات البرلمانية الاخيرة ،وتحول المبدأ الى المغالبة لا المشاركة ، ليأتى قرار ترشيح د. مرسى ومن قبله الشاطر ، ليؤكد ان هدف الجماعة لم يعد المشاركة وانما المغالبة، وهو امر قد يبدو منطقيا مع تحقيق الأغلبية البرلمانية.
غير ان ترشيح مرسى ليس به مايستحق التعليق ، فهو جاء للتغطية على اشكالية قانونية تورطت فيها الجماعة ، بعد ان دفعت بالشاطر الذى تحيطه شكوك قانونية حول موقفه الذى لم يتحدد بعد.
ومن ثم ، فان رسائل واضحة قد وصلتنى بترشيح الشاطر رئيسا عن حزب الاخوان ،اولها ان الجماعة ساعية فى تحدى السلطة ،ممثلة فى المجلس الأعلى للقوات المسلحة ،الذى رفض لها طلبا

باقالة حكومة د.الجنزورى ،فكان الترشيح من جانبها خطوة على طريق التصعيد ،وهو مابدى واضحا فى الكلمات التى القيت فى المؤتمر الصحفى الذى تم الاعلان فيه عن ترشيح الشاطر ، والتى اشارت الى ان قرار الجماعة لايعد تراجعا عن عهد اخذته على نفسها ، وانما تمشيا مع متغيرات سياسية فرضها الواقع.
وثانى تلك الرسائل ، جاءت رافضة لدعوة الدكتور يوسف القرضاوى ،الذى يعتبره الاخوان، ليس عندنا فى بلادى مصر، وانما ايضا فى العالم العربى، مرجعيتهم الاساسية، وجاء الترشيح رافضا دعوته بعدم ترشيح الجماعة لمرشح رئاسى، مما يعنى ان انقلابا على القرضاوى قد حدث وان كان البعض لايحسبه على الاخوان.
اما ثالث تلك الرسائل، فحملته ارقام التصويت لصالح ترشيح الشاطر ، والتى جاءت حسبما اعلن انها اكثر من نصف الذين حضروا الاستفتاء بقليل ،اى انها كانت 58 صوتا من مجموع 108 ، مما يعنى ان تباينا ايضا حول ترشيح الشاطر كان سيد الموقف.
على ان ترشيح الشاطر ، وكما سبق وذكرت،  لم يكن مصادفة ولم يكن بالقرار المفاجئ ،وانما جاء نتاج طبيعى لأداء جماعة الاخوان المسلمين السياسى، والذى جاء متدنيا ، وان كنت لااتهمها بذلك فهى معذورة ،لخبرتها المحدودة ،وعدم وضوحها، لا مع نفسها ولا مع الشعب، مما ادى الى ضعف ادائها وبشكل ملحوظ حتى فى البرلمان، الذى تسيطر عليه بالتحالف مع التيار السلفى.
وثمة مآخذ اخرى على الجماعة، انها للآن لم تتخل عن تعريف نفسها بانها جماعة دعوية ترفع راية الدين، ودخلت معترك السياسة ، بما تحمله الكلمة من سمات لاارى انها توجد فى رجل الدعوة والدين ،واصبح التعامل معها يشوبه الصعوبة نظرا لكونها جماعة دينية، تمارس سياسة دنيوية ،وان كانت ترى فى نفسها انها تسعى لاعلاء الدين وتطبيق شرع الله سبحانه فى خلقه، ولكنها معذورة ، فان كان هناك صدق فى الهدف فلم يقابله حتى الآن صدق فى العمل.

-----

بقلم : بشير العدل

[email protected]