رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عمرو موسي ودولة المماليك

يظن كثير من الناس أن ما تمر به مصر الآن من أزمات طاحنة وخلافات عصيبة هو أمر لم يسبق له مثيل، ويعتقد البعض أن مصر تمر بأخطر مرحلة في تاريخها ولكن الذين يقرأون التاريخ جيداً يدركون أن مصر قد مرت بمراحل أخطر مما هي عليه الآن، واشتد الخطر علي مصر وشعبها كثيراً في مراحل متعددة من تاريخها إلا أنها دائماً كانت تنهض من أزماتها أشد وأقوي مما كانت عليه.

إن الصورة التي عليها مصر الآن تشبه كثيراً الصورة التي كانت عليها قبيل قتال التتار في موقعة عين جالوت الشهيرة.. فقد كانت الدولة المصرية بلا رأس، والفرق السياسية تتناحر فيما بينها، وكانت دولة المماليك الحديثة قائمة علي صراعات واضطرابات بين مراكز القوي وزعماء الفصائل السياسية كما هو عليه الحال الآن، وكانت مصر تنهي حقبة تاريخية معينة وهي الدولة الأيوبية وعلي أعتاب حقبة جديدة وهي الدولة المملوكية كما هو الحال الآن أيضاً.
وعندما اقترب خطر التتار من مصر في ظل انهيار الدولة وغياب الأمن، وانهيار الاقتصاد، وفي ظل حالة الصراع السياسي الشديد بين فصائل المماليك المتناحرة لم يجد المصريون أمامهم قائداً أو زعيماً يحمل الهم ويلم الشمل غير الأمير المملوكي «قطز»، ذلك الأمير الذي ظل يعمل لسنوات تحت امرة أفراد فاسدين إلا أنه كان في شخصه صالحاً، ورعا في معاملاته، سياسياً ناجحاً وقائداً محنكاً.. ولقد وجد المصريون في الأمير «قطز» أملاً جديداً يخرج المصريين من حالة الضياع والتشرد والصراع إلي وحدة الصف، والخروج من النظرة الضيقة للمصالح الفئوية التي تخدم فئة معينة إلي النظرة الشاملة لمصلحة الوطن والأمة، ولهذا وقف الأزهر بزعامة العلامة الشيخ «العز بن عبدالسلام» خلف القائد المملوكي

«قطز» ودعموه وساندوه وأيدوه، علي الرغم من علمهم أنه كان يعمل مع أمراء فاسدين، إلا أنهم كانوا يطبقون قول الرحمن: «ولا تذر واذرة وذر أخري» ولم يحاسبوه علي فعل ارتكبه غيره أو جريمة فعلها أمير أو ملك فقد كان الكل يعلم أنه لم يكن هناك من يجرؤ علي مخالفة هذا الأمير أو ذاك الملك.
إنني عندما أري «السيد عمرو موسي» يتحدث الآن عن نظرته لمستقبل مصر وتصوره عن لم الشمل ووحدة الصف والنهوض بمصر أتذكر الأمير «قطز» في قدرته علي مواجهة الأمور ونظرته الثاقبة في التعامل مع القضايا الشائكة والأحداث الجسام.
إنني أنظر إلي «السيد عمرو موسي» باعتباره رجل المرحلة الذي يمتلك القدرة والخبرة والحنكة والاعتدال في التعامل مع قضايا المرحلة الراهنة، وهو الرجل الوحيد القادر علي حكم دولة بمكانة مصر.
إن عمرو موسي هو الرجل الذي يستطيع بناء دولة حديثة كما فعل «قطز» و«محمد علي»، وهو الرجل الذي يمتلك القدرة علي التصدي للأخطار القادمة من الشرق أو الغرب، من الإخوة أو غير الإخوة.
نعم لعمرو موسي رفقاً بمصر
نعم لمصر زعيمة وقائدة للعرب

علاء الوشاحي
عضو الهيئة العليا لحزب الوفد