رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

سلامة أحمد سلامة.. والفضائيات!!

لي صديق فلاح حاصل على درجة الامتياز في دراسة الكيمياء من الجامعة ومقيم في عاصمة أوروبية.. يتفوق في نقائه.. وفي صفاء أحلامه لقريته الصغيرة وبلده الكبير مصر.. على نقاء حبات المطر قبل أن تصل إلى طبقات الجو الملوثة القريبة من الأرض..

اشتكى إلي مرات كثيرة من ارتفاع ضغط الدم لديه بسبب البث التليفزيوني الممنهج الداعم لوجهة النظر الاسرائيلية والمجحف للحق العربي.. ولأنني أعاني مثل الملايين من المصريين والعرب.. المطلعين على التعاطي الإعلامي الغربي مع القضايا العربية الإسرائيلية.. فإنني أتفهم بسهولة حالة الغثيان والاحباط التي تصيب صديقي عند اطلاعه على نشرات الأخبار أو التقارير الاخبارية التي تبثها شبكات التليفزيون الغربية المجاملة لإسرائيل والمتحاملة على العرب.
لم يقتصر ذلك الغثيان فقط علينا نحن العرب بل تجاوزنا أحياناً الى مواطني تلك الدول.. إذ حدث أن انهارت بالبكاء مواطنة أوروبية أمام كاميرا التليفزيون الخاص بدولتها.. أثناء اجلائها من لبنان في صيف عام 2006 أثناء حرب إسرائيل على لبنان.. حيث اتهمت التليفزيون الذي كانت تتحدث إليه بعدم الامانة وعدم الحياد في نقل الوقائع.. مما دفع معد نشرة الأخبار آنذاك إلى بتر ذلك التقرير الذي تبكي فيه مواطنة أوروبية صاحبة ضمير وصاحبة تجربة ميدانية حتى لا يتم «تبويظ» أخلاق المواطنين هناك.
الشىء الصادم هو أن يجد المصريون أنفسهم داخل بلدهم مصر يومياً في مواجهة من نفس النوع الذي يصيب بالغثيان والاحباط جراء مشاهدة بعض القنوات الفضائية - للأسف - أسسها مصريون، على أرض مصرية.. بأموال مصرية «قد تكون قد أتت بالحل أو بالحرام.. ما تفرش كتير».. ويقدم فيها مذيعون مصريون بلسان عربي فصيح.. تتفاوت درجات استعدادهم لحرق البلد من خلال برامجهم طبقاً للأجور الخيالية التي يتلقونها..

ناسين أن تلك الملايين لن تنفعهم ساعة العسر.. ساعة أن يعم الخراب.. لأنه لن يكون أمامهم ساعة العسر إلا بديل واحد وهو الهرب بالملايين والحياة خارج مصر.. وطبقاً للتجربة.. فإن الحياة خارج الموطن بالغة القسوة ولن تجدي معها الملايين نفعاً.
لم يختلف أباطرة الإعلام الفضائي في إغراء رجالهم ونسائهم بالمال عن النظام السابق الذي أغرته أوروبا والغرب لشراء الذمة.. وهو ما أوصل هذا البلد العظيم الى حافة الهاوية..
وهنا أعود الى الكاتب الكبير سلامة أحمد سلامة.. وأظن أن أحداً لن يستطيع التجرؤ بالمزايدة على كفاءته المهنية وضميره المتجرد.. فهو كاتب صحفي يستمد مكانته وقيمته من دقة التحليل ونفاذ الرؤية وصدق المعلومات وعمق الخبرة واستقلال الرأي.. إذ قرر أنه يرفض الظهور على تلك الشاشات لنفس الأسباب السالف ذكرها.. وأوضح ما معناه أن الأمر لا يزيد على كونه تجارة رابحة أضلاعها ملاك ومذيعو وضيوف الفضائيات.
إن ظنوا أن المجلس العسكري أخطأ في حق مصر.. سنوافق بتحفظ.. إن روجوا أن الاخوان أخطأوا في حق مصر.. سنوافق بتحفظ.. أما ظننا عنهم فإنهم يجتهدون لإحراق الأخضر واليابس مع سبق الإصرار والترصد.
----------

بقلم: هشام الشحات