رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر إلى أين؟

المشهد السياسي في مصر لا ينبئ بالخير وتسوده الضبابية والمراقب للأحداث يرى أن البلاد تسير بسرعة الصاروخ إلي الهاوية، وأن المشهد يقودنا الى نقطة الصفر، ولا أرى أملاً في استكمال أجندة الاصلاح السياسي والاقتصادي الذي على موعد قريب من الانهيار التام.

وهذا الكم من التشاؤم ليس وليد اللحظة إنما نتيجة تراكم المشاكل التي تحل بجميع مؤسسات الدولة حتى وصلت الى التصادم وأصبح الجميع خارج السيطرة ولا نعلم من يحكم من؟ ولا من يسيطر على من؟ فمن حق أي فصيل سياسي أن يتنافس على أعلى المناصب ولكن ذلك يحدث في الظروف العادية فقط، أما الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد منذ بدء ثورة 25 يناير وحتى الآن فلا تحتمل التصادمات بين السلطات ولا بين البرلمان والمجلس العسكري ولا بين جماعة الاخوان والقوى الوطنية الأخرى، ولابد وأن يتذكر الجميع مقولة العقلاء منذ آلاف السنين أن الكل في مركب واحد وإذا حدث ثقب أو شرخ فإن الجميع سيغرق، مصر تحتاج إلى صوت العقلاء الذين يعيدون التوازن ويكونون رمانة الميزان لتحقيق أهداف الثورة التي نسيناها فبالأمس القريب كنا نتحد جميعاً لإسقاط أعتى الأنظمة الديكتاتورية واليوم نتفرق لنسقط أنفسنا ودولتنا، وبعد أن كنا مصدر اعجاب العالم بثورة يناير العظيمة سنصبح أضحوكة العالم بسبب اللهث وراء الاستحواذ وسياسة التكويش، وهى الفرصة التي تنتظرها القوى العظمى تحت مسمى فك الاشتباك المنتظر حدوثه في أي وقت أقول ذلك لعل عاقلاً يستمع له الجميع لإعادة الأمور إلى نصابها والسير نحو الاتجاه الذي رسمناه لأنفسنا بعد كبت وظلم دام

ثلاثين عاماً ذقنا فيها المرار وتجرعناه بالبطء الشديد.
نسينا محاكمات مبارك وأولاده ونسينا الجلادين من العادلي ورفاقه ونسينا رموز الدولة الفاسدة خلف القضبان ونسينا ما فعلوه خلال ربع قرن وسعينا وراء التشبث بالسلطة وستكون النتيجة ضياع كل شىء، فالسلطات القضائية والتنفيذية والتشريعية يتربص كل منهم بالآخر وانهيار التفاهم والتنسيق بينهم كفيل باسقاط دولة بأكملها فضلاً عن مهاترات التأسيسية التي لم ولن تكتمل أعمالها بسبب اعتراض الاحزاب والقوى السياسية والنقابات وغيرهم وانسحابهم لسيطرة حزب الحرية والعدالة على الأغلبية، وكذلك قيامهم بالدفع لترشيح خيرت الشاطر رئيساً للجمهورية ادى الى اعتراض جميع القوى الاسلامية الأخري لأن مرشح الاخوان غير متفقين عليه بالمشروع  الاسلامي ومثل صدمة للسلفيين قبل غيرهم من القوى والاحزاب فلا يضير الاخوان شيء إذا قرروا انسحاب الشاطر وإذا قرر البرلمان استمرار حكومة الجنزوري لحين انتخابات رئاسة الجمهورية حتى تعود الثقة للناخبين الذين حملوا الاخوان الى أغلبية البرلمان وحتى يتوقف الصدام غير المبشر مع المجلس العسكري من أجل مصر وسلامة مواطنيها.. مصر في خطر.

---

بقلم: رزق الطرابيشي