عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مأساة الشعب السوري.. بين العجز العربي والتواطؤ الدولي

نجح بشار الأسد وعصابته في كسب الوقت تلو الوقت في وأد الثورة السورية، ومن ثم حصد مزيد من الأرواح وسفك المزيد من الدماء السورية الزكية البريئة، وفي ذات الوقت توطيد ودعم أركان نظامه.

وقد سايرته في ذلك وللأسف الشديد جامعة الدول العربية عندما أرسلت ما يسمي بالمراقبين - أو بالأحري المتواطئين - العرب إلي سوريا فزاد الطين بلة، ووقعت المزيد من المذابح السورية علي يد بشار وشبيحته.

وقد ساهم الفيتو المزدوج الروسي الصيني في إضفاء بعض الشرعية الدولية علي مذابح بشار، تماما مثلما ساهمت تصرفات الجامعة العربية العشوائية والمتخبطة - وذلك إذا أحسنا الظن بالجامعة، فلا نقول مثلا المتآمرة، أو المتواطئة - في إضفاء بعض الشرعية الإقليمية علي بشار ونظامه، وذلك بإرسالها ما يسمي بالمراقبين العرب إلي سوريا، حيث قد زادت حدة مذابح بشار للشعب السوري الأعزل...!

وقد ساهم أيضا عدم حسم العالم الغربي، وعلي رأسه الولايات المتحدة، قراراته بشأن التدخل العسكري لحماية المدنيين، أو حتي إقامة ممرات آمنة لتوصيل المعونات والإسعافات العاجلة للضحايا السوريين وكذا إخلاء، أو إجلاء الجرحي، وذلك وفقا للمقترح الفرنسي، إلي فهم الأسد ونظامه بأن ذلك التقاعس الغربي هو بمثابة ضوء أخضر له لقمع الثورة السورية حتي ولو أدي ذلك إلي قتل أكثر من نصف الشعب السوري بمن فيهم من أطفال ونساء وعجزة، وحتي شباب أعزل.

وحتي البيان الخاص الصادر من تونس، والذي كان قد خرج من مؤتمر قمة ما يسمي بأصدقاء سوريا، والذي لم تتجاوز فترة انعقاده يوما واحدا، فقد أعرب بالفعل عن الواقع الفعلي المرير لأحوالنا جميعا كشعوب عربية بائسة لا حول لها ولا قوة ولا فعل، ولا حتي رد فعل مناسب علي جرائم الأسد في حق شعبه، حيث خرج بيان مؤتمر أصدقاء سوريا الختامي يقول ما معناه، «ان المؤتمر يدعم دعماً كاملاً قرارات جامعة الدولة العربية..!».

والسؤال هو ما هي تلك القرارات، وإلي ماذا أدت تلك القرارات، فهل مثلا أوقفت بشار الأسد عند حده وأوقفت ذبحه لشعبه...؟!.. أو حتي نادت بإحالته هو وزبانيته إلي محكمة الجزاء الدولية باعتباره، أو اعتبارهم جميعا مجرمي حرب..؟!

بل تباطؤ المجتمع العربي أولا، والمجتمع الدولي ثانيا، مع الفيتو المزدوج لكل من روسيا والصين في مجلس الأمن، قد أوصلا جميعا رسالة لبشار الأسد ونظامه، وكأنها تريد

أن نقول له - أي الرسالة- «عليك أن تنجز مهمتك الآن، وبسرعة، وإلا فلا تلومن إلا نفسك إذا تقاعست، أو تأخرت عن الموعد المحدد لذلك. لأننا سوف نتدخل، لأننا، أو مجتمعاتنا، لا نقبل بأن، يقال علينا بأننا دول راعية للإرهاب، أو داعمة له..!

والمقصود بإنجاز المهمة هنا هو بطبيعة الحال قمع الثورة السورية، وبأسرع ما يمكن، ومهما كلف الأمر من سفك دماء سورية تراق علي التراب السوري، أو أي تراب آخر في العالم..!

ولقد كشف مؤخرا أحد الشباب السوري المرابط في إحدي المدن السورية المدنية السلمية الآمنة، والتي يدكها بشار الآن بالمدافع والدبابات والطائرات، ومن خلال لافتة رفعها من خلال تظاهرة سلمية، وقد نقلتها جل فضائيات العالم - إلا السورية منها بطبيعة الحال - وقارن في ذات الوقت بين فكر وعقيدة ومبادئ بشار، وبين جل الشعب السوري، ولخص وأوجز وعبر في ذات الوقت عن حقيقة الصراع الدائر في سوريا الآن بعبارة واحدة صادقة وصادمة لكل من له قلب أو ألقي السمع وهو شهيد. وكانت تلك العبارة تقول: «إن بشار يقاتل من أجل كرسي، والشعب السوري يقاتل من أجل الوطن»..!

ومن يقاتل من أجل الوطن عليه أن يقاتل حتي النهاية، ونهاية بشار سوف لا تختلف حتما عن نهاية القذافي، والذي أرسل له طائرات سورية بأطقمها من السوريين من أجل قمع الثورة الليبية، ومع ذلك فلقد انتصرت الثورة الليبية، ودحر القذافي مع ابنائه، وكما سوف يدحر بشار الأشد بإذن الله مع شقيقه ماهر ورامي مخلوف.

مجدي الحداد

magdyalhaddad@yahoo.com