رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من حصان الطين.. إلي حصان الحزب

يعتبر «حصان الطين» لصاحبته المخرجة «عطيات الأبنودي» واحداً من أكثر الأفلام التسجيلية المصرية شهرة وتعبيراً عن واقع مر يعيشه الإنسان والحيوان علي حد سواء.

عرضت فيه المخرجة لاستغلال الصغار والحصان في صناعة الفخار، استغلالاً وحشياً، كنت أعتقد أنه ليس له نظير، إلي أن شاهدت قبل بضعة أيام فيلم «حصان الحرب» لصاحبه «ستيفن سبيلبرج» المخرج الأمريكي ذائع الصيت.. ففيلمه هذا وقد كان واحداً من أفلام تسعة روائية طويلة جري ترشيحها لجائزة أوسكار أفضل فيلم، انعقدت بطولته بدءاً من أولي لقطاته وحتي مشهد الختام، لا لواحد من بني الإنسان وإنما الحصان.
فكم من عذابات أشبه بعذابات الجحيم مرت بالبطل - أي الحصان - خاصة أثناء الحرب العالمية الأولي، عندما جري تجنيده مثل بني الإنسان ليكون وقوداً لنيران حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.
وهي عذابات - والحق يقال - مقارنة بها تهون العذابات التي مرت بحصان الطيل، وفيلم «سبيلبرج» مأخوذ عن قصة للأطفال من تأليف الأديب «مايكيل موريبو» تبدأ أحداثها قبل نشوب الحرب العالمية الأولي بقليل وتنتهي مع انتهاء تلك الحرب الضروس.
وفي القصة الحصان واسمه «جووي» هو الراوي لما حدث له، بدءاً من مولده في أول مشاهد الفيلم وسط المروج الخضراء، وحتي مشهد الختام.. ولكن سبيلبرج عرض لملحمة «جووي» لا بروايتها بلسانه، وإنما بأسلوب السرد التقليدي في غالب الأفلام.. فسيناريو الفيلم يحكي علاقة حميمية نشأت في إنجلترا عام 1914 بين فتي ريفي ابن مزارع متوسط الحال اسمه «ألبرت» ويؤدي دوره ممثل ناشئ «جيريمي إيرفين».. ولقد وقع اختيار سبيلبرج عليه من بين كثير لأداء الدور لأن وجهه ينطق بالبراءة.
أما كيف نشأت العلاقة بين الفتي والحصان حتي انتهت إلي تبادلهما حباً بحب، فذلك لأن «ألبرت» رأي الحصان، وهو يخرج إلي الدنيا مولوداً صغيراً ضعيفاً.. ثم سرعان ما يهب واقفاً علي

أرجله الأربعة مواجهاً الحياة بجوار أمه.. وبعد ذلك تابع حياته، وهو ينمو حتي أصبح جواداً رهواناً.
ويأخذه أصحابه إلي سوق القرية، حيث كان ثمة مزاد لبيع الجياد، ويشتريه أبو «ألبرت» ويؤدي دوره الممثل القدير «بيتر بولان» بثمن باهظ يثير غضب زوجته «أم ألبرت» وتؤدي دورها الممثلة البارعة «أميلي واتسن».. وحفاظاً علي الحصان، حتي لا يتخلص منه أبوه، بناء علي إلحاح أمه، يتعهد الفتي بأن يقوم بمهمة ترويض الحصان، بحيث يكون صالحاً لحرث الأرض، وما شابه ذلك من مهام، لا يستطيعها سوي خيول الحقول و«جووي» ليس واحداً منها.. وبفضل العلاقة الحميمية بين الاثنين الفتي والحصان يتحقق المراد.
ومع اشتعال نيران الحرب العالمية وإصابة الأب بضائقة مالية اضطرته إلي بيع الحصان إلي الجيش البريطاني بثمن بخس.. وبدءاً من بيعه هذا يبدأ فصل مليء بالأهوال في حياة الحصان.. ولن أحكي تفاصيل المعارك التي خاضها الحصان ولا كيف بالصدفة نجا منها.. فذلك شيء يطول مكتفياً بأن أقول بأن سبيلبرج تعهد بأنه قد عني بتفاصيل المعارك أشد عناية، بجيث جعلنا نشعر بأننا نشاهد معارك حقيقية، مثلما شعرنا عند مشاهدة رائعته «إنقاذ الجندي ريان» عن الحرب العالمية الثانية الفائز عنها بجائزة أوسكار أفضل مخرج.

مصطفي درويش