رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

مصطفى النحاس.. زعيم الأمة

يواصل الدكتور عبدالمحسن حمودة تقديم مقالاته عن زعيم الأمة مصطفى النحاس.. وهو أول الوفديين وأكثرهم ارتباطاً ووفاءً لزعيم الأمة وثباتاً على مبادئ الوفد وتطويرها.

لعبت نشأة الزعيم خالد الذكر مصطفى النحاس دوراً مؤثراً وخطيراً فى كل خطوة خطاها من أجل استقلال الوطن وصون كرامة الأمة.. وعودة إلى طفولته نتوقف قليلاً عند مدرسة الناصرية الابتدائية بحى الأزهر، حيث اصطحبه والده لإلحاقه بهذه المدرسة بعد أن أقر جميع الأهل والأصدقاء بذكاء الطفل وجديته ولاسيما بعد أن ألم بعمليات مهنة التلغراف، خلال ساعات فقط، ورافق الطفل أباه فى زيارته لضريح «سيدنا الحسين»، حيث أمسك والده بأعمدة الضريح مهللاً متوسلاً باكياً «يا حسين، اترك لك فلذة كبدى مصطفى فى رعايتك ومباركتك وحرصك عليه.. إلخ»، وكان «مصطفى» الطفل فى منتهى الانتباه والتأثر والتركيز وصاحبته تلك العاطفة الأبدية بعواطف الصبى الوفى المخلص لم تفارقه طيلة سنوات عمره وتطورها فى جميع سنوات حياته.
فكان متقدماً فى دراسته الابتدائية والأول بين زملاء الدراسة وسمع بذلك القنصل البريطانى فعرض عليه أن يتجه للمدرسة العسكرية بالمجان فرفض، قائلاً: «أنا هنا فى مدرستى بالمجان وليس لحالتى الاجتماعية ولكن تفوقى فى دراستى كما أننى لست فقيراً لقبول مجانية الفقراء»، هكذا لازمه التفوق فى فترات دراسته بالابتدائى والثانوى والجامعية حتى تخرج فى كلية الحقوق عام 1900، ولما كان الأول على زملائه الخريجين فقد تفرغ لتعيينهم وبكل جهد براتب شهرى قدره 12 جنيهاً، وفضل عدم التوظيف كما رفض الالتحاق بأى مكتب محاماة مع آخر وبدأ المهنة مستقلاً بمكتبه الخاص.
وقد سمع الجميع بإخلاصه لمهنة المحاماة وأمانته وجديته وأصر أيضاً على عدم الاستجابة للالتحاق بالقضاء بعد أن وصل حينه إلى كبار المسئولين وبعد محاولات لعدة سنوات استجاب أخيراً لرجاء والده الذى لا يعصى له رغبة أو أمراً.
ولقد تعرض زعيم الأمة فى حياته لمحاولات اغتيال بواسطة رجال الملك والأغلبية وعملاء الاستعمار، تلك الاغتيالات التى لم يتعرض لها زعيم من قبل فى العالم الحديث أو القديم وفى أى بلد شرقاً أو غرباً، وفى قمة هذه المحاولات.. وضعت أمام منزله علبة صغيرة فجر يوم من عام 1948

مشحونة بأنواع الديناميت والجلجانيت مصوبة إلى الدور الثانى لمنزله وصوب لها الضابط أنور السادات «الريموت كونترول» واتجهت المتفجرات حيث غرفة الزعيم بالدور الثانى ونفدت صخرة كبيرة من بناء المنزل نحو غرفة النوم واستقرت على ناموسية الزعيم وهو نائم على سريره وأنقذته عناية الله.
وأثناء مشاركته الجماهير فى مظاهرة وطنية بمدينة المنصورة عام 1932، فقد صوب إلى صورة رمحاً بالسونكى تصدى له فى الحال الراحل الكبير سينوت حنا، ليغطى الزعيم بصدره ليتقبل السونكى بدلاً منه وأنقذ مصطفى النحاس وارتكبت هذه الجريمة فى عهد حكومة إسماعيل باشا صدقى، رئيس الوزراء آنذاك، وتمثلت المحاولة الثالثة للاغتيال فى منع الزعيم من مغادرة محطة القطار إلى بنى سويف، كما تم منع الجمهور من الدخول إليها ليستقبلوا الزعيم، وقضى مصطفى النحاس ليلته على رصيف محطة بنى سويف نائماً فى العراء على كرسى طويل «كنبة» على رصيف محطة السكة الحديد، أما عن الحكومات التى تولاها الوفد منذ عام 1923 فقد ترأس مصطفى النحاس خمس حكومات مدتها (74 شهراً)، بدأت الوزارة الأولى فى شهر سبتمبر 28 وأقيلت بعد شهرين لسبب إصراره على إصدار تشريع لمحاكمة الوزراء، وبعد إجراء الانتخابات الجديدة عاد لتأليف الحكومة عام 1930، ولم تستمر الوزارة أكثر من ستة أشهر وكان يحل محله إسماعيل صدقى صاحب القبضة الحديدية والمناهض للوفد والحركة الوطنية ضارباً عرض الحائط بالدستور الشرعى للبلاد.

---------

بقلم- د. عبدالمحسن حمودة